لماذا فترة ما بعد الولادة قبرها مفتوح أربعين يوما، وما مدى خطورة مرحلة ما بعد الولادة على صحة المرأة، وفي مرحلة ما بعد الولادة تتخلى المرأة عن جميع واجباتها، وفي كل المجتمعات تعامل المرأة بعد الولادة معاملة خاصة، حتى أن يحتاجون إلى رعاية ومعاملة جيدة حتى يستعيدوا صحتهم، وفي صفحة واحدة ستجد الجواب سؤال: لماذا يُفتح قبر المرأة بعد الولادة أربعين يوماً، إلى جانب التعرف على مدة الولادة ومدة الولادة حكم النزيف بعد الولادة؟

ما هي مرحلة ما بعد الولادة؟

النفاس في اللغة يعني النفس، والنفس هو الدم، وفي الاصطلاح، مرحلة النفاس هي المرحلة التي تلي الولادة وهي مرحلة النزيف الذي لا تطهر المرأة إلا بعد أن يختفي ويتوقف. مرحلة ما بعد الولادة. تسقط عن المرأة جميع فرائض الصيام والصلاة، وبعد انقطاع الدم وخروج المرأة، ويجب على المرأة أداء جميع الواجبات الدينية المفروضة عليها، كالصلاة والصيام. كما يجوز لها أن تجامع زوجها بعد ذلك. مدة ما بعد الولادة أربعون يومًا، فإذا طهرت المرأة من الدم قبل هذه الأربعين يومًا، جاز لها الصيام عندما يأتي رمضان. وأما الصلاة فلا يمكن إلا بعد تمام الأربعين يوما.[1]

لماذا يبقى قبر المرأة مفتوحا أربعين يوما؟

وبما أن المرأة في مرحلة المخاض، فهي معرضة لخطر مضاعفات الولادة مثل حمى ما بعد الولادة، والنزيف الحاد بعد الولادة، والاكتئاب الولادة، وهي أمور تهدد حياتها، ولا يختفي هذا الخطر إلا بعد أربعين يوما من الولادة، لأن المرأة خلال فترة الولادة تعاني من نزيف الحيض من بطانة الرحم. حيث تكون الأوردة الدموية الموجودة في الرحم والمتصلة بموقع المشيمة مفتوحة، لإمداد الجنين بالدم وتغذيته لضمان نموه أثناء الحمل وبعد الولادة، فتنزل المشيمة وتخرج إلى خارج الرحم، ولكن وقد يبقى جزء منه في الرحم وتبقى الأوردة المرتبطة به مفتوحة لفترة معينة من الزمن. وينغلق تدريجيًا مع انكماش الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي.[2]

حكم نزيف الولادة في الدين الإسلامي

فالولادة بعد الولادة تعتبر في الإسلام معاملة المرأة الحائض من حيث وجوب الواجبات عليها وأداءها عنها. وهذا الحكم نطق به الشيخ يوسف القرضاوي، واتفق عليه المذاهب الأربعة. وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يطلق على الحائض لفظ النفاس، فكان – معه. “وعنه صلى الله عليه وسلم – قال لعائشة – رضي الله عنها – وهي حائض: “”قد حائض”، كما كان يقول لها: “”لعلك حائض”” أي هي حائض،”” وهذا دليل على أن الحائض والنفاس متساويان في التسمية، ومن رحمة الله وإحسانه إلى المرأة أن أطلق عنهما فرائض الدين. ويجب عليها أن تفعل ذلك على طهارة، لأن المرأة في حال ما بعد الولادة تكون متعبة جداً ومنهكة من مرحلة الحمل، كما أنها تعاني من نزيف ينزع قوتها ويضعف جسمها، ولذلك يجب عليها أن تفعل ذلك على طهارة. فامتناعها عن واجباتها يكون شفقة على حالها، كمنع زوجها من مجامعتها، حتى تطهر، ويستعيد بدنها قوته. قال الله تعالى في كتابه الكريم: (حملته أمه وهناً على وهن).[3] وقال الله تعالى: (ولدته أمه كرها ووضعته كرها).[4]

كم تستمر مرحلة ما بعد الولادة؟

مرحلة المخاض هي مرحلة تختلف من امرأة إلى أخرى. بعض النساء تلد ولا تنزف. وفي هذه الحالة يجب عليها أن تطهر نفسها بالاستحمام وأداء واجباتها والتزاماتها. أطول مدة بعد الولادة أربعون يوما. فإذا مضت تلك الأيام ولم يتوقف الدم وجب عليها أن تغتسل وتطهر وتصلي. لأن الدم الذي يخرج منها بعد ذلك ليس دم ولادة، كما يقال: في الأربعين من أيام المرأة إذا انقطع الدم وجب عليها أن تغتسل وتبدأ أعمالها. وفي المذهب الشافعي أطول مدة بعد الولادة ستون يوما، وفي مدة ما بعد الولادة وردت عدة أحاديث منها: رواه أبو داود عن أم سلمة قالت: في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي بعد الولادة أربعين يوما أو أربعين ليلة، وكنا نرسم على وجوهنا التمويج، يعني: من الكلف. وعن مرحلة الولادة قالت: كانت إحدى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تبيت بعد الولادة أربعين ليلة، ولم يأمرها النبي بالصلاة بعد الولادة. وفي هذه الأحاديث تشير كلمة “نساء النبي” إلى النساء المسلمات، زوجات المسلمين، اللاتي أنجبن أطفالاً في عهد النبي وفي حياته.[1]

ما هي علامات تطهير الروح؟

هناك علامتان تدلان على انتهاء الولادة، وعلى طهارة المرأة وعودتها إلى حياتها الطبيعية:

  • توقف النزيف: عندما يتوقف النزيف تعتبر المرأة نفسها نظيفة، ويمكن التأكد من ذلك بإدخال قطعة من القطن في المهبل، فإذا خرجت جافة فهي كذلك.
  • البقعة البيضاء: هي نوع من الإفرازات المهبلية البيضاء الشفافة.

وفي الختام علمنا لماذا يُفتح قبر النفاس لمدة أربعين يوما، وقد تبين أن المرأة تعاني في مرحلة النفاس من نزيف مرهق ومزعج يهدد صحتها. كما تم تحديد فترة ما بعد الولادة في الدين الإسلامي.