قبائل المغرب هي تلك المجموعات السكانية التي سكنت بلاد المغرب في الماضي والحاضر. ويمكن إرجاع تاريخ بعض هذه القبائل إلى العصور القديمة جدًا، بينما جاء البعض الآخر إلى المغرب خلال هجرة الهلال. وتتميز هذه القبائل بتنوعها العرقي والثقافي، إذ أن لها أصول أمازيغية وعربية، كما تختلف في اللغات التي يتحدث بها أفرادها.

أصول قبائل المغرب

ورغم أن النظام القروي حل محل النظام القبلي في المغرب، إلا أن ال لا تزال تمثل الإطار الطبيعي للمجتمع القروي، وقد لعبت ال على مر القرون دورا بارزا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.

يتم تعريف النظام القبلي على أنه مجموعة من العائلات أو الأزواج الذين قد يشتركون في سلف مشترك، ويخضعون لسلطة زعيم قبلي، ويقعون في منطقة جغرافية محددة. وتنقسم أصول القبائل المغربية إلى أصل عربي وأصل أمازيغي.

وعلى النقيض من النظام الإقطاعي الأوروبي، يعتبر النظام القبلي أكثر إنصافًا، حيث تتمتع كل بملكية مشتركة لأراضيها أو ممتلكاتها. في بعض الأحيان يجب على الأفراد أن يدفعوا الجزية مقابل حقوق مثل رعي الماشية أو عبور الأراضي.

قبائل البربر بالمغرب: قبائل صنهاجة

في العصور القديمة، استقرت قبائل الصنهاجة بشكل رئيسي في مناطق شمال الصحراء الكبرى. وبعد انتشار الإسلام انتقلوا أيضًا إلى مناطق السودان، خاصة إلى ضفاف نهري السنغال والنيجر.

منذ القرن التاسع الميلادي، بدأت بعض قبائل صنهاجة تنتقل تدريجياً إلى مناطق على البحر الأبيض المتوسط، مثل جبال الريف والساحل الأطلسي للمغرب.

واستقر قسم من الصنهاجيين في شرق الجزائر في المناطق المعروفة باسم كتامة، حيث لعبوا دورا بارزا في صعود الفاطميين إلى السلطة. ومن الجدير بالذكر أن السلالات الصنهاجية مثل الزيريين والحماديين حكمت أجزاء من أفريقيا حتى القرن الثاني عشر.

وفي بداية القرن التاسع، ظهرت مملكة قبلية، أسسها أفراد من قبائل مسوفا ولمتونة عام 826م في المنطقة المعروفة الآن باسم موريتانيا، بالقرب من نهر تلنتان.

وكانت هذه المملكة تسيطر على طرق التجارة المؤدية إلى الصحراء الغربية وكان أعضاؤها يواجهون ملوك “السودان” (لاحظ أنه لا ينبغي الخلط بين هؤلاء والسودان الحديث) في ذلك الوقت.

ورغم انهيار هذه الإمبراطورية في بداية القرن العاشر، إلا أن العلامة وعالم الدين عبد الله بن الجزولي تمكن من توحيد القبائل من خلال الدخول في تحالف مع المرابطين في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي.

وفي مراحل لاحقة، تمكن هذا التحالف من السيطرة على عدة مناطق، من بينها المغرب الأقصى، وجزء من وسط المغرب، ومنطقة الأندلس التابعة لإسبانيا، والإمبراطورية الغانية.

القبائل العربية بالمغرب

ومن القبائل التي قدمت إلى المغرب مع التغريب الهلالي بني معقل وبني هاشم وبني سليم وبني هلال، ومنهم ينحدر العديد من القبائل التي عاشت وتعيش في المغرب إلى يومنا هذا، منها:-

  • الحسين: تقع في المنطقة الغربية، وترجع أصولها إلى الحسين بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال.
  • الشرردة: تنحدر من القبائل العربية غربا وترتبط بأصول عرب بني معقيل حيث هاجروا من حوز مراكش.
  • سفيان: هي إحدى القبائل العربية في الغرب، وتحد بني مالك. تعود أصولها إلى قوم جشم من عرب بني هلال.
  • بني إحسان: وهم مغاربة من الغرب، ترتبط أصولهم بعرب المقل وهم سكان مدينتي سيدي سليمان والقنيطرة.
  • اتحاد زعير: هو اتحاد يضم قبائل عربية من بني مقل الذين تمكنوا من الوصول إلى المغرب عبر الأطلس. وينقسم الاتحاد إلى قسمين رئيسيين: قبائل الكافيان وقبائل المزارة.
  • أولاد فرج: ترتبط أصول هذه ال بعرب بني هلال حيث ينحدرون من أبناء فرج بن توبة بن عطاف بن جبر بن عطاف بن عبد الله بن دريد بن أثبج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال.
  • بني مالك: تعتبر من أكبر القبائل العربية بالمغرب، وتقع في الجهة الغربية. وتعود أصولها إلى عرب بني هلال حيث تنحدر من بني مالك بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال.
  • اتحاد الشاوية: هو تجمع للعديد من القبائل العربية منها المديونة وبني زيان وبني حريز من عرب بني جابر من جشم والمضرك وغيرهم. يقع هذا الاتحاد في غرب المغرب.
  • اتحاد دكالة: تأسست دكالة على شكل اتحاد قبلي كبير جمع العرب الذين يعيشون في المناطق المحيطة بمدينتي أزمور والجديدة. وترجع أصول أعضاء هذا الاتحاد إلى عرب بني هلال وبني معقل.
  • أولاد عمرو: مرتبطة بعبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال.
  • اتحاد الشيازيمة: يمثل اتحاداً قبلياً يجمع مجموعة من قبائل المعقل العربي والهلالي.
  • أولاد جرار: تعتبر معقلاً عربياً، واستوطنوا منطقة سوس في عهد علي الزنغداري.
  • المنابة: تنتمي إلى المنصور من عرب بني معقل وتتواجد في عدة مناطق بسوس.
  • اتحاد الحوزية: هذا الاتحاد القبلي العربي يضم عرب جشم وبني هلال بالإضافة إلى الإدريسيين.
  • أولاد مساعد: هم من العرب الهلاليين تسكن منطقة تازارين زاكورة جنوب شرق المغرب.
  • أولاد نمر: تمثل عربية مغربية تسكن مدينة سوس. ترجع أصوله إلى محمد نمر بن عامل الهامل أبي السباع.
  • المغافرة: هي عربية لها حصن، تسكن عدة مناطق بسوس وجنوب الصحراء. ويعود نسبه إلى مغفرة بن عدي بن حسن.
  • العونات: تقع شرق منطقة الجديدة، اسمها نسبة إلى جدها الأول عون من بني هلال. استقر في منطقته الحالية منذ الهجرات العربية الأولى في عهد الموحدين.
  • أولاد عمران: تجمع بين قبائل المقل (عمران بن عثمان بن مغافر بن عدي بن حسان) و أولاد أبي السباع (أبناء عمران بن عامر الهامل أبي السباع).
  • أولاد بو عزيز: وترتبط هذه ال أيضًا بعرب بني هلال وهم أبناء عزيز بن محمد بن عبد الله بن علي من بني قرة بن عمرو بن عبد مناف بن هلال. ويضم هذا أيضًا مجموعة من عرب الحيانا من بني معقل.
  • قبائل العبدة: هم مجموعة قبلية عربية تتواجد بالمنطقة الجنوبية المحيطة بآسفي. وهم العرب الذين احتفظوا بالاسم العربي “عبدة”. تتكون عبادة من ثلاثة مباني وترجع أصول أعضائها إلى عرب الحجاز في العام.
  • أولاد صباح: يمثلون أبناء عرب بني هلال ويسكنون منطقتي الشوس والشاوية (المدارك).
  • الأوداية: هي عربية من ذو الحسين إحدى قبائل المقال، وتسكن مساحات واسعة في سوس والحوز ومراكش وجنوب الصحراء.
  • الرحامنة: أفرادها مغربية عربية من بني معقل شمال مدينة مراكش. ويعود أصلهم إلى أبناء رحمون بن رزق بن عدي بن الحسن بن مختار بن محمد بن معقل.
  • البرابيش: تشكل النواة الأساسية ل الرحمانة، وهي عربية من أصل مقالي، وتنقسم إلى أربعة فروع: الجعافرة وأولاد عقيل وبني حسن وأولاد عبد الله.
  • أولاد دليم: تعود أصولهم إلى قبائل المعقل في المشرق العربي، المذكورة في كتاب العبر لعبد الرحمن بن خلدون.
  • أولاد مطاوعة: تعتبر هذه ال من العرب المغاربة، وتقع جنوب مدينة مراكش. وتتقاسم أصولها مع قبائل بني هلال العدناني.
  • الشبانات: تمثل عربية مقل كبيرة تستوطن الحوز بمراكش، وهناك اختلاف في أصولها بين من ينسب نسبها إلى عرب بني معقل ومن ينسبها إلى ال التي تنسب إلى تميم. نجدي.
  • أولاد الأحمر: عربية كبيرة تقع غرب مدينة مراكش. وتعود أصولها إلى عرب بني معقيل الذين ينتمون إلى الأحمر. تُعرف مجموعة واحدة منهم بالحمري أو الحميري.
  • أولاد أبي السباع: تعتبر عربية عدنانية قريشية مرتبطة بعامر الهامل، وتعرف بأبي السباع الإدريسي، وتسكن مساحات واسعة حول مدينة مراكش وجنوب الصحراء الكبرى.

؟

أقوى القبائل في المغرب: قبائل الصحراء المغربية

ويصف الكثيرون قبائل المغرب التي تسكن الصحراء بأنها “أقوى القبائل في المغرب”. القبائل المغربية التي تعيش في الصحراء تشمل ما يلي:-

العروسين:

  • العروسي عربية شريفة تنحدر من جد المسجد سيدي أحمد بن مولاي عمر العروسي.
  • ويرتبط نسب المسجد بسيدي أحمد بن مولاي عمر العروسي بيوسف بن شرحبيل ويقع في صحراء تسمى “العريب”.

الركيبات:-

  • الركيبات عربية شريفة تنحدر من جد سيدي أحمد الركيبي.
  • وقد اختلفت تفسيرات نسب أحمد الركيبي، فالبعض يربطه بعبد الله بن المولى إدريس التاج، والبعض الآخر يؤكد نسبه إلى محمد بن المولى إدريس مؤسس مدينة فاس.
  • ورغم اختلاف النسب إلا أن معظم المصادر تؤكد انتمائه إلى محمد بن المولى إدريس.
  • يشار إلى أن الركايبات تتكون بشكل أساسي من ثلاثة أبناء هم القاسم وعلي وعمر، وهم يشكلون الفروع الرئيسية لهذه ال.

ولد تيدرين:-

  • ولد تدرين هي عربية أنصارية تسكن مساحات واسعة في الصحراء.
  • تعتبر من أكثر القبائل انتشارا على الساحل، وتعيش في مناطق تمتد من حافة البحر الأخضر في حومة الداخلة إلى مراكش.
  • ولد تيدرين هي عربية مهمة في المغرب ويرتبط تاريخها بقبيلتي أدرار ووادان. الجميع يشيد بتراثهم العربي الصحراوي الموثق.

أيت أوسا:-

وتنسب آيت أوسة إما إلى أنصار أوس أو إلى بني هلال.

أولاد بسباع:-

  • أولاد بسباع هي عربية إدريسية من قريش في المغرب.
  • وتنقسم إلى مجتمعين كبيرين، الأول في الحوز والثاني في الصحراء.
  • ثم تشعبت هذه ال وانتشرت في جميع أنحاء المملكة المغربية.

أهل الشيخ ماء العينين:-

  • عربية تنسب إلى الشيخ ماء العينين القلققمي الإدريسي.
  • وهي معروفة بشرفها وعلمها، وخير مثال على ذلك أن المجاهد أحمد الإدريسي هو أحد أبنائها.

وفي نهاية نظرتنا إلى قبائل المغرب ندرك أن هذا البلد يتميز بالتنوع الثقافي والتاريخ العريق. وتشكل قبائلها جزءا أساسيا من تراث المغرب الغني. وتجسد هذه القبائل الروح الوطنية والتنوع الثقافي للمغرب.

ويساعد وجود هذه القبائل في تشكيل الهوية الوطنية للمملكة ويؤكد أهمية الحفاظ على هذا التراث الثقافي. إنها شهادة على القدرة على العيش معًا والتفاعل الثقافي الإيجابي بين المجموعات المختلفة.