التواضع والتسامح صفتان مترابطتان. ويتم التعبير عنها بأشكال عديدة، سواء كان ذلك بين الأفراد أو بين الفرد والمجتمع. فالإنسان الهادئ المحبوب من جميع الناس في الدنيا سيرضى عن الله في الآخرة ويقبل أعلى الدرجات. كما أكد الإسلام على صفات التواضع والتسامح لتصبح عادة عامة. بين الناس.

عناصر

  • مقدمة للموضوع.
  • أهمية التواضع والتسامح.
  • مواقف من حياة الرسول مع التواضع.
  • صفات الشخص المتواضع والمتسامح.
  • جزاء الله التواضع والتسامح.
  • الاستنتاج حول الموضوع.

مقدمة لموضوع التواضع والتسامح

والارتباط بين التواضع والتسامح أن كلاهما يعلم الإنسان استخدام التربية والأخلاق الحميدة، مثل الفطرة السليمة التي نشأنا عليها. فالإنسان السليم يسعى إلى معاملة الناس بالأخلاق الحميدة.

ومن أهم مظاهر التواضع والتسامح احترامه لحقوق الآخرين وقدرته على تقديم يد العون للفقراء والمحتاجين وكل من يحتاج إليها، بالإضافة إلى إحساسه الشخصي بالراحة النفسية والطمأنينة الداخلية كما نتيجة خالصة من القلب، خالية من الاستياء والكراهية.

أهمية التواضع والتسامح

  • – نشر الخير والفضيلة في المجتمع وترك الضغينة. كما أنه يساعد على كسر الحواجز التي نشأت بين الأفراد بسبب اختلافات الطبقة الاجتماعية.
  • وكانت هناك أمثلة كثيرة تؤكد على أهمية التواضع والتسامح. وكان أهمها ما أخبر به لقمان الحكيم ابنه في قوله تعالى:

{ولا تمش في الأرض مسرورين. فإنك لن تنفذ في الأرض ولن تبلغ مرتفعات الجبال.} [ الإسراء: 37]

و ايضا:

“ولا تصعّر خدك للناس ولا تمش في الأرض في اللهو. إن الله لا يحب كل مختال فخور.

  • ومن ذلك الاقتداء بالرسول الكريم ومحاربة النفس الدالة على الشر.
  • يشعر الإنسان المتواضع بأهميته وأن وجوده مرحب به في كل مكان وأن الناس يشعرون بالراحة والطمأنينة عند التعامل معه.

مواقف من حياة الرسول مع التواضع

  • وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أكثر من تميز بهذه الصفات في تعامله مع الآخرين، بل وامتنع عن سب حتى المشركين دون الإساءة إليهم بأي شكل من الأشكال.
  • ومن المواقف التي أظهرت تواضعه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يسعى لخدمة أهله. وعن وصية عائشة – رضي الله عنها – قالت:

(ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: يعمل العمل لأهله – أي يخدم أهله – فإذا حضرت الصلاة خرج ، للصلاة .) الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الآداب المفرد | الصفحة أو الرقم: 418 | خلاصة قرار الحديث : ص

  • ومن أهم مظاهر تواضعه وقبوله للهدايا الصغيرة مهما كانت صغيرة: قول أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. عليه السلام – من قال:

(لو دعيت إلى ذراع أو ذراع لأجبت، ولو دُعيت إلى ذراع أو ذراع لأقبلت).

  • ذات يوم تكلم رجل مع الرسول فقال:

(يا محمد، يا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس عليكم). تدرب على تقواك ولا تدع الشيطان يغريك. أنا محمد بن عبد الله، أنا عبد الله ورسوله. ولا أريد أن ترفعني فوق منزلتي التي أنزلها الله إلي.

  • ومن الجدير بالذكر أننا عندما نتحدث عن صفات التسامح والتواضع في حياة الرسول لا يمكننا أن نتجاهل أعظم ما قاله الرسول عن التسامح وهو “اذهب فأنت حر” الذي قاله في ذلك الوقت عندما مكة ففتح عفا عن المشركين مع أنهم اتهموه وأهانوه.
  • وكان من واجبات سماحته العفو عن بدوي حاول قتله وهو جالس تحت شجرة وسيفه معلق عليها أثناء إحدى المداهمات.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:

«جلس جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء فرأى ملكاً نازلاً. فقال جبريل: إن هذا الملك لم ينزل منذ خلق قبل الساعة. فلما نزل جاء وهو يقول: يا محمد، أرسلني ربك إليك. أأجعلك نبيا أم عبدا رسولا قال جبريل تواضع لربك يا محمد قال بل عبدا رسولا.

  • كما تساهل الرسول مع جاره اليهودي الذي كان يكرهه، والذي كان يأتي إلى منزله كل يوم والناس نيام ليرميوا على بابه التراب والشوك. ومع ذلك فإن الرسول لم يعامله كما عامله، بل أزال عنه التراب ورحل. ويوم مرض هذا اليهودي سأل الرسول عنه وزاره. فلما رآه بكى بكاءً شديداً. ونطق الشهادة بعنف.

صفات الشخص المتواضع والمتسامح

أولاً: صفات المتواضعين

  • تحلى بالصبر وتغلب على الأزمات التي تقف في طريقك.
  • يحب أن ينجح الجميع لأنه يحمل في قلبه الحب والمودة لكل من حوله.
  • احصل على أقصى استفادة من تجارب الآخرين، حتى لو كانوا أقل منك خبرة أو أكبر سنا.
  • التعامل مع الجميع باحترام والتعامل مع بعضهم البعض باحترام.
  • يتميز بالذكاء الاجتماعي والسلام الداخلي، دون النظر إلى الآخرين أو السعي ليكون أفضل منهم.
  • يتميز بالقناعة ويقدر ما يملك.

ثانياً: خصائص المتسامح

  • العفو هو قرار شخصي من الفرد بالتخلي عن فكرة الانتقام أو التعويض.
  • يتميز الإنسان المتسامح بقدرته على التغلب على المواقف والمشاعر السلبية التي تؤثر عليه.
  • ويتميز بالرحمة والصبر والقدرة على التحكم في نفسه وتحمل الصعوبات.
  • يتجنب الإنسان المتسامح تمامًا جلد الذات ولوم الذات المستمر؛ وذلك لأنه يدرك تماماً أنه أعطى للآخرين أفضل ما يستطيع أن يقدمه.
  • الشخص المتسامح لا يذكر الشخص الذي أساء إليه باستمرار بأنه قد سامحه.
  • التحرر من كل الأفكار التي تدور حول دور الضحية.

جزاء التواضع والتسامح

  • لقد نبهنا الإسلام إلى ضرورة التمسك بالتواضع والتسامح لأنهما ينالان من الله فضلًا عظيمًا وأجرًا عظيمًا. عملاً بقول النبي (صلى الله عليه وسلم):

(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).

  • نسأل الله العلي القدير أن يبارك له في صحته وماله وولده.
  • يمنح الله الإنسان المتواضع الرضا والتحرر من الكراهية والاستياء.
  • فالشخص المتكبر يموت وحيداً، يبتعد عنه الناس، على عكس الشخص المتواضع الذي يحبه الجميع ويريد بشدة أن يكون قريباً منهم.
  • التواضع والتسامح من صفات الأنبياء والمرسلين كما عبر عنها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

(إن أقربكم مني يوم القيامة أحسنكم أخلاقا).

  • التقليل من المشاعر السلبية والضغوط النفسية التي تؤثر عليه.
  • زيادة احترامه لذاته وتعزيز ثقته في نفس الوقت.
  • تجنب الصراعات التي لا فائدة منها ولا تجلب أي فائدة.
  • تحسين صحته العقلية؛ لأنه يحد من تفكيره في الأمور السلبية كالانتقام.
  • إن التواضع والتسامح يقودان المجتمعات إلى التطور نحو الأفضل، وإلا تتخلف الأمم بسبب التعصب المستمر والرغبات الانتقامية.

الخاتمة: اصنع شيئًا عن التواضع والتسامح

ولا يقتصر دور التواضع والتسامح على أنهما من أنبل الصفات، بل هما شكل من أشكال تأديب النفس وإبعادها عن كل ما يضرها. كما أنها تصد رغبة النفس في الشر، وتقوي جهادها لنفسها، ومن ناحية أخرى تنال رضا الله في الدنيا والآخرة. بالتواضع ترتفع مكانة الأمم. وستتحقق العدالة كاملة.

تحميل كتاب الخلق في التواضع والتسامح PDF هنا.

يجب أن نربي أطفالنا منذ الصغر على التواضع والتسامح وحب الخير تجاه الآخرين وترك التكبر والتكبر… فهما بداية الشر وطريق الخداع.