خلال أسابيع قليلة يبدأ شهر ذي الحجة الذي يعتبر من أهم أشهر السنة التي يؤدي فيها المسلمون مناسك الحج. وأهم أيام السنة هي الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر، ومن أهم أيام السنة يوم ذو الحجة. ولا يستوي الحج إلا بأداء مناسكه.

ما اسم اليوم التاسع من ذي الحجة؟

يُعرف اليوم بيوم عرفة أو يوم عرفة وسمي بهذا الاسم نسبة إلى مكان يقع بين مكة والطائف في سهل واسع، على بعد 20 كيلومتراً من المسجد الحرام بمكة المكرمة ويحده وادي عرنة من الجهة الغربية.

ويعرف عرفات بأسماء مختلفة، منها جبل الرحمة، وهو تل من الجرانيت يبلغ ارتفاعه 230 قدما، والقرين، وجبل العال، والنابت.

ويقف ملايين الحجاج في هذا السهل حول جبل الرحمة كل عام، حيث ينطلقون من منى فجر اليوم التاسع من ذي الحجة ويبقون هناك حتى غروب شمس ذلك اليوم. وقد ذكر هذا اليوم في القرآن قائلا:

“ليس عليكم جناح أن ترجو رحمة من ربكم. فإذا خرجتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كيف هداكم وإن كنتم أنتم والذين من قبلكم من الضالين».

يعود أصل تسمية عرفات لهذا اليوم إلى تقاليد مختلفة، على الرغم من أنه لا يُعرف ما إذا كانت صحيحة أم لا. وهم على النحو التالي:

  • الرواية الأولى: المكان الذي التقى فيه آدم وحواء في الأرض بعد النزول من الجنة. وتحكي القصة أن كل واحد منهم نزل إلى مكان مختلف وبعد فترة طويلة التقيا على جبل واحد في سهل كبير، التقيا وكان اسمه جبل عرفات.
  • القصة الثانية: سمي عرفات بذلك لأن الناس عرفوه. ويسمى السهل حيث يتعرف الحجاج على بعضهم البعض.
  • الرواية الثالثة: قيل أن ملك الوحي أحاط بالنبي إبراهيم عليه السلام وأراه المناسك والمناظر فقال له: «هل علمت هذا؟» هل عرفته؟ فأجاب إبراهيم وقال: عرفت ذلك، عرفته.
  • الرواية الرابعة: يوم تنزل فيه الرحمة، وهو من أفضل أيام السنة، فيه اعتق رقاب من النار، ويستحب فيه كثرة الأعمال الصالحة. وسمي بذلك لأن الناس يعترفون بذنوبهم عليه ويطلبون من الله المغفرة والعفو.
  • الرواية الخامسة: يقال أنه من العرف أو الرائحة الطيبة، إذ تبقى ريحته طيبة لأنه واد مقدس رغم الأضاحي يوم النحر.

ما اسم اليوم التاسع من ذي الحجة وما أهميته؟

ويعتبر يوم عرفة، والمعروف لدى المسلمين بيوم الوقف، من أهم وأقدس الأيام عند جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، وخاصة الحجاج، فهو يساوي ويفوق فضل ليلة القدر في الأهمية.

وهذا يوافق اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، الشهر الثاني عشر والأخير من السنة الهجرية، وهو ثاني أيام الحج وأهم أركانه. وبدونه يقع هذا الواجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مرة واحدة في العمر.

قال النبي عن هذا اليوم: “الحج هو عرفة”، ويتم أداء هذه الشعيرة بالوقوف على أرض عرفات لإتمام الدعاء، وكثرة ذكر الله، والخضوع لله عز وجل، وسؤاله الرحمة والمغفرة، وسؤاله الجنة. .

وتؤدى صلاة الظهر والعصر مجتمعة مع الأذان والإقامتين، ثم القيام على المرحلتين حتى غروب الشمس، وهو الأفضل والأكمل. وهو يوم عبادة ودعاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. فيدنو فيباهي بهم الملائكة».

أما فترة عرفة فتستمر من ظهر اليوم التاسع حتى فجر اليوم العاشر، يوم النحر، حتى يتم الحجاج جميع مناسك الحج في ذلك اليوم.

كما خطب الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم في حجة الوداع، وأنزل عليه صلى الله عليه وسلم قوله في سورة المائدة:

«اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت لكم نعمتي وعرفت لكم الإسلام دينا».

الأعمال الموصى بها ليوم عرفة

ومن الواجبات المفروضة على الحجاج في يوم عرفة الوقوف في هذا المشعر المبارك من الظهر إلى غروب الشمس. لمن لم يقم بواجب الحج فيستحب له صيام هذا اليوم. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيام هذا اليوم:

«إنه يكفر ذنوب ما مضى وما تأخر».

يقول العلماء أن الذنوب المتعمدة لا تشمل الكبائر أو الكبائر التي فيها لعنة أو عقوبة. ويستحب صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة والقيام بالعبادات التالية:

  • ذكر الله: وخاصة التكبير والتهليل والتحميد والتحميد والاستغفار.
  • الصدقة: يستحب الإكثار من التبرع في هذه الأيام المباركة التي تكثر فيها الأعمال.
  • التوبة الصادقة الصادقة: تكون سبباً لمحو كبائر الذنوب والمعاصي، وطريقاً إلى الجنة.
  • والحج لمن استطاع إليه سبيلا.
  • الصلاة: الصلاة الموقوتة والتطوع كصلاة الليل هي الأفضل.
  • إقرأ القرآن كثيراً بالتدبر والتدبر.
  • الدعاء: يستحب الإكثار من الدعاء في الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة، وخاصة يوم عرفة، فإن الدعاء مستجاب، ويغفر الله لمن شاء ويعتقه من النار.

أعمال الحج يوم عرفة

وفي يوم عرفة، يغادر الحجاج منى، حيث قضوا ليلتهم، عند شروق الشمس ويتجهون إلى جبل عرفات. ويتحقق ذلك عندما يقف الحاج أو يركب أو يرقد داخل حدود منطقة عرفات. أما إذا وقف الحاج خارج المنطقة المحددة فسد حجه.

والأفضل للحاج أن يقف في صعيد عرفات جزءاً من النهار وبعض الليل. ويستحب أيضًا أن يحافظ الحجاج على الطهارة الكاملة، ويستقبل القبلة، ويكثر من الدعاء والأذكار. قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

«أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

كما لا يستحب للحاج صيام هذا اليوم كما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر.

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

والآن بعد أن عرفنا ما يسمى اليوم التاسع من ذي الحجة، تعتبر الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة ذات فضل عظيم. وقد أقسم الله تعالى عليهم في كتابه العزيز في سورة الفجر فقال: “الفجر وليالي العشر والشفع والوتر”، وهو قسم عظيم عند الله يؤكد حرمة هذه الأيام البارزة. .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله. قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء».

وتبدأ مناسك الحج يوم ندبهم، وفي ذلك اليوم يبيت الحجاج في منى للاستعداد للوقوف بعرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة. وقوة هذه الأيام تأتي من وجود فريضة الحج عليها.

ومنها يوم النحر أو عيد الأضحى المبارك، وهو من أعظم الأيام عند الله عز وجل، حيث يتقرب المسلمون إلى الله بالأضاحي، ويسمى يوم الحج الأكبر.

تعتبر فريضة الحج من أعظم العبادات التي فرضها الله تعالى على عباده. والركن الأساسي لذلك هو الوقوف على جبل عرفات، وأعظم الأجر هو الحج المبرور، الذي يخرج منه العبد سالماً من الذنوب والخطايا، كما ولدته أمه.