لقد ترك الرسول صلى الله عليه وسلم إرثا عظيما لا يمكن أن نحيد عنه أبدا، وهو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولكن في ظل التطور التكنولوجي وتقليد الغرب فإنه ظهرت تسريحات شعر غريبة كانت تعرف سابقاً بالقزع، لكن ما حكمها؟ هذا ما نقدمه لك.

حكم القضاء في الإسلام

القزع يعرف في أصل اللغة بأنه قص بعض الشعر وترك البعض الآخر في مناطق أخرى من الرأس، ويتساءل كثير من الناس عن رأي الشرع في ذلك.

ومن الجدير بالذكر أن جميع الفقهاء ومنهم أئمة المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، أجمعوا على أن القزع أمر مكروه ومحرم على النبي صلى الله عليه وسلم. . ويمكن استنتاج ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة في السنة النبوية:

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: (رأى النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً قد حلق بعض شعره وبقي بعضه، فنهى عن ذلك وقال: احلق كل شيء أو اترك كل شيء.)

وعن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع) قال: قلت لنافع: ما هو قز’؟ قال: يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه.

ولذلك فإن تنظيم القزع غير معتمد شرعاً، ولكن من الأمور المباحة قص الشعر أو تخفيفه من الجوانب، مع مراعاة ألا يكون قص شعر تشبهاً بالكفار أو الفساق.

وكان الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أيضاً من المشايخ الذين أفتاوا في القزاع. وشدد على أنه لا يجوز حلق بعض الشعر وترك البعض الآخر (أي مفهوم القزع)، واستند في رأيه إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي دعا إلى الحلاقة. كل الشعر، قومي بإزالة الشعر أو اتركيه بالكامل.

ولذلك يجب علينا أن نقتدي برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:

(ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا ما استطعتم).

وكما يقول الله تعالى:

«وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا».

أسباب حظر غزة

إن الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم لا يحرم علينا شيئا إلا كان شرا لنا، وهو ما يكتشفه العالم شيئا فشيئا. أما فيما يتعلق بتنظيم القصاص في الإسلام، فإن أسباب المنع كثيرة منها:

  • التشبه بالكفار: كان الكفار في الجاهلية يحلقون شعرهم بإرشاد من الرهبان النصارى. قال الله تعالى:

“يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعض. ومن يتولهم منكم فهو منهم حقا».

  • اقتد بالرسول: النبي لم يحلق شعره قط، ونحن الأمة الإسلامية نقتدي به فهو حبيبنا وشفيعنا يوم القيامة.
  • ومن تشويه الأخلاق: نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل ما من شأنه أن يغير خلق الإنسان. لقد خلقنا في أحسن تقويم. قال الله تعالى:

«ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم».

  • التشبه بالنساء: حيث تقوم المرأة بقص جزء من شعرها، وترك جزء منه، وتنعيم الأطراف، ونحو ذلك مما لا يجوز للرجل أن يفعله. ولما كان هذا هو التشبه بالنساء فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه عندما قال:

(لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال).

  • التشبه بصورة الشيطان: القزع هو أحد الأشكال التي يتخذها الشيطان ولذلك لا يجوز للمسلم أن يقلد من انحرف عن رحمة الله عز وجل.

أشكال القزة المحظورة

ولا بد من العلم أن القزع لا يعتبر نوعاً واحداً، بل هناك أنواع كثيرة يجب النظر فيها بعناية من أجل الابتعاد عنها واتباع سنة نبي الله محمد.

  • النوع الأول: في هذا النوع من القعدة، يحلق الإنسان زاوية رأسه فقط، ويترك باقي الرأس كما هو.
  • النوع الثاني: أن يحلق الإنسان وسط رأسه، ويترك جوانب الرأس.
  • النوع الثالث: يحلق جميع جوانب الرأس، ويترك الوسط.
  • النوع الرابع: يتم حلق الشعر بشكل عشوائي من اليمين واليسار وجزئياً من الخلف والأمام.
  • النوع الخامس: ظهور خطوط عشوائية في الشعر، مما يؤدي إلى سوء مظهر الشخص.

ويجب علينا الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وترك كل حرام حتى ننال شفاعته يوم القيامة، فهو قدوة لنا في جميع أقوالنا وأفعالنا، وخاصة القزع الذي أصبح شائعا في الآونة الأخيرة.

الأسئلة المتداولة

  • هل القزة مهينة للأطفال أم للكبار فقط؟

    فالقضاء محرم على جميع المسلمين سواء كانوا صغارا أو كبارا.

  • هل يعتبر تساقط الشعر شكلاً محرماً من تساقط الشعر؟

    لا، فإن ترقق الشعر الذي يعطي المسلم مظهراً لائقاً وأنيقاً، لا يدخل تحت اسم “قزع”، فهو لا يشوه الشخصية، كما هو الحال مع “القزعة” المعتادة والوشم وغيرها.

  • هل القزعه حرام أم غير مرغوب فيها؟

    ولا يعتبر القزع أمراً محرماً مطلقاً، ولكنه مكروه اتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.