في المدرسة، تعرضنا جميعًا لمعلومات مفادها أنه كلما اقترب الكوكب من الشمس، زادت سخونته، والعكس صحيح أيضًا. لذلك، وبحسب هذه المعلومات، يُعتقد أن الكوكب الأكثر سخونة في المجموعة الشمسية هو عطارد، لكن ماذا لو أخبرتك الآن أن هذا غير صحيح؟ نعم، الكوكب الأكثر سخونة ليس عطارد!

الكوكب الأكثر سخونة في النظام الشمسي هو كوكب الزهرة

  • وعلى الرغم من أن كوكب الزهرة يتبع عطارد في المسافة من الشمس، إلا أنه يعتبر من أكثر الكواكب سخونة في النظام الشمسي. تبلغ درجة حرارة سطحه حاليًا 450 درجة مئوية، مما يجعله مكانًا قاحلًا وقاسيًا.
  • تتكون طبقة الزهرة من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 96%، وتبلغ كثافتها حوالي 90 ضعف كثافة الغلاف الجوي للأرض.
  • ومع ذلك، هناك دلائل من النماذج المناخية العالمية الحديثة على وجود ظروف مناخية مختلفة على كوكب الزهرة في الماضي، وهي تشبه إلى حد ما المناخ على الأرض اليوم.
  • وهذا يعني أن طبقات جوية وظروف مناخية مختلفة قد تشكلت في الماضي، مما يسمح بوجود الماء السائل وظواهر جوية مماثلة لتلك التي نلاحظها على الأرض.
  • وتشير هذه النتائج إلى أنه على الرغم من سطحه الخشن والساخن الحالي، فقد شهد كوكب الزهرة تغيرات جوية ومناخية في الماضي البعيد، وهو ما يثير اهتمام العلماء ويوسع فهمنا لتكوين وتطور كواكب النظام الشمسي.

ومن هنا الجواب على السؤال: ما هو الكوكب الأكثر سخونة في النظام الشمسي؟ إنه ليس عطارد، بل الزهرة.

توأم الأرض

  • عند الحديث عن كوكب الزهرة، يُشار إليه دائمًا بأخت الأرض أو توأم الأرض، وذلك لتشابهه في عدة جوانب منها الجاذبية والحجم والكتلة والتركيب.
  • ومع ذلك، هل يمكن أن تكون الظروف المناخية على الكوكبين متشابهة حقًا؟
  • ألهم هذا السؤال فرضية الباحثين في نموذج المناخ بقيادة سارة خوجة، طالبة الماجستير، وتحت إشراف ريتشارد إرنست، باحث علوم الأرض في جامعة كارلتون الكندية، للبحث في صخور كوكب الزهرة عن أدلة تدعم هذا الاقتراح المثير للجدل بشأن تغير المناخ.
  • ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة نيتشر، فقد تم العثور على أدلة تدعم هذه النماذج المناخية وتشير إلى وجود مناخ بارد ورطب على كوكب الزهرة في الماضي.
  • اكتشف الباحثون وجود عوامل تآكل للصخور القديمة على سطح كوكب الزهرة قبل عملية الاحترار الكارثية التي شهدها الكوكب.
  • تظهر هذه الصخور أنماطًا مورفولوجية مشابهة لتلك التي تكونت نتيجة التآكل النهري على سطح الأرض.
  • كانت فكرة تآكل الصخور بسبب الاصطدام غير متوقعة نظرًا للظروف القاسية على كوكب الزهرة ووجود تدفقات بركانية هائلة على سطحه.
  • وتسلط هذه الاكتشافات الضوء على أن كوكب الزهرة قد شهد تغيرات وظروف مناخية مختلفة في الماضي، مما يزيد من اهتمام الباحثين ويساعدنا على فهم تكوين وتطور الكواكب في النظام الشمسي.

لماذا كوكب الزهرة أكثر سخونة من عطارد؟

يتكون الغلاف الجوي للزهرة بشكل أساسي من ثاني أكسيد الكربون وكميات صغيرة من حمض الكبريتيك.

  • هذا الغلاف الجوي الكثيف يجعل الهواء على كوكب الزهرة أكثر كثافة بأربع مرات من الهواء على الأرض، على الرغم من أن النيتروجين يشكل أكثر من ثلاثة أرباع الغلاف الجوي للأرض.
  • وهذا يخلق ظاهرة الاحتباس الحراري التي تزيد من درجة حرارة كوكب الزهرة، مما يجعلها أكثر سخونة من سطح كوكب عطارد، على الرغم من أن كوكب الزهرة أبعد عن الشمس. عندما تشكل قلب الزهرة الصخري، اجتذب الكثير من الغازات.
  • وبالإضافة إلى الحرارة الشديدة على سطح كوكب الزهرة، فإن السحب الكثيفة التي تغطيه تحجب الرؤية المباشرة للسطح وتحميه من تأثير النيازك الكبيرة التي يمكن أن تصطدم به.
  • على الرغم من أن كوكب الزهرة والأرض متشابهان في الحجم، إلا أن أي شخص يقف على سطح كوكب الزهرة سيشعر أن الهواء أثقل بما يصل إلى 90 مرة من الغلاف الجوي المحيط بالأرض.
  • على الأرض، تتغير الفصول اعتمادًا على ميل الكوكب، مع قرب نصف الكرة الأرضية من الشمس مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.
  • ومع ذلك، على كوكب الزهرة، لا تستطيع معظم حرارة الشمس اختراق الغلاف الجوي الكثيف.
  • ونتيجة لذلك، لا توجد تقلبات كبيرة في درجات الحرارة على كوكب الزهرة على مدار السنة وتبقى درجات الحرارة ثابتة ليلا ونهارا.
  • تكون سحب كوكب الزهرة بيضاء أو صفراء ناصعة، وبالمقارنة مع كوكبي المشتري وزحل، لا توجد خطوط أو عواصف مرئية بالعين المجردة على سطح كوكب الزهرة.

ولا يتوقف الحديث عن عجائب كوكب الزهرة هنا، بل لكل حادثة حديثة، لديك الآن إجابة سؤالك هنا. هل مازلت تبحث عن المزيد من الإجابات؟ لا مشكلة

إذًا كل ما عليك فعله هو ترك سؤالك في التعليقات وسنحرص على تقديم الإجابات بالمراجع العلمية، وحتى ذلك الحين… دمتم بخير عزيزي القارئ!