من هو الذي مع المهاجرين؟ ولماذا سميت بهذه الطريقة؟ عزيزي القارئ، من بين الصفحات القديمة من تاريخنا، تبرز شخصية أسماء بنت عميس كواحدة من الشخصيات البارزة التي نقش اسمها بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ الإسلامي.

وتعتبر هذه الشخصية التي أذهلت الجميع بإيمانها الراسخ وإرادتها القوية، رمزاً للثبات والتحدي في مواجهة الصعوبات، فهي هي التي هاجرت، وكان ذلك تحدياً كبيراً.

وفي زمن اتسم بالظلم والفساد، تمكنت أسماء بنت عميس من تحقيق ما بدا مستحيلا من خلال إيمانها بالحق، وإيمانها الصادق، وقوتها الداخلية.

ومن خلال السطور التالية، سنتعرف معًا على قصة حياتها وما جعلها شخصية فريدة في تاريخ الإسلام.

أسماء بنت عميس، هاجرت إلى مصر من بلدين

وعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (الأخوات المؤمنات ميمونة زوج النبي – صلى الله عليه وآله وسلم) لهم السلام – وأم الفضل بنت الحارث سلمى امرأة وأسماء بنت عميس أخت أمها).

  • وهي الصحابية الجليلة التي عاشت في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسماء بنت عميس، والتي شهدت أكثر من هجرة في سبيل الله.
  • هاجرت إليها مع زوجها جعفر بن أبي طالب بعد وفاة زوجها.
  • لكن حياتها لم تتوقف بعد وفاة جعفر. بل واصلت خدمة الإسلام. فتزوجها أبو بكر الصديق (رضي الله عنه)، ثم تزوجها علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما).
  • وبفضل هؤلاء النساء الجليلات بنيت الأمة الإسلامية على أساس متين من الإيمان والعطاء والتضحية. وكان لهم الأثر الكبير في تعميق الدين وانتشاره في أنحاء العالم.

لماذا سميت أسماء بنت عميس بهذا الاسم؟

صاحبة التنزهين، ذلك لقب الصحابية الجليلة لأسماء بنت أمية – رضي الله عنها – ولكن لماذا؟

  • أظهرت أسماء بنت عميس البطولة والقوة عندما هاجرت إلى الحبشة مع زوجها الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، ثم هاجرت أسماء بنت عميس مرة أخرى إلى المدينة المنورة.
  • لقبها يجسد القوة والعزيمة في سبيل الله ويشير إلى أنها من النساء اللاتي كان لهن دور مهم في الإسلام وفي نشر كلمة الله في الأرض.

من هو الصحابي الملقب بـ “مهاجر الهجرتين” و”مصلي القبلتين”؟

  • وفي إحدى المرات قال عمر بن الخطاب – مازحا – لأسماء إنهم أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وهذا يعني أنهم سبق أن هاجروا إلى المدينة المنورة بينما هاجرت البلاد إلى الحبشة.
  • ولكن ردت عليه أسماء ثم شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا فضل أحد على أحد، وإنها أفضل لأن لها هجرتين وليس هجرة واحدة. مثل ما كان لعمر بن الخطاب.
  • “صاحبة الهجرتين” ليس اللقب الوحيد لأسماء بنت عميس، بما في ذلك البحرية، في إشارة إلى رحلتها في البحر أثناء الهجرة إلى الحبشة، بالإضافة إلى ألقاب أخرى مثل “صلاة القبلتين” “،”كريمة ال.” -الحبيب والعفيفة النجيب.

دور أسماء بنت عميس في نقل العلم

  • وكانت أسماء بنت عميس رسولة للأحاديث النبوية ومعونة للعلماء حيث روت أحاديث كثيرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والصحابة والتابعين.
  • عملت على نشر العلم وإثراء المعرفة برواية ما يزيد على ستين حديثاً وتركت أثراً كبيراً في السنن الأربع.
  • ولم يقتصر فضلها على نقل الأحاديث فحسب، بل كانت أيضًا حكيمة وذكية ومتميزة بذكائها، لدرجة أن عمر بن الخطاب كان يزورها كثيرًا ليسألها عن تفسير الأحلام.
  • وفي كل هذا لا يسعنا إلا أن نحترم ونقدر دوره العظيم في الحفاظ على تراثنا الإسلامي الغني.

أسماء بنت عميس ودور المرأة في الإسلام

وقد رافقت الصحابيات الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحداث الهجرة والفتح وساهمت بشكل كبير في نشر الإسلام وانتشاره في العالم.

  • لقد كانوا قدوة في الإخلاص والتفاني والكرم، ولعبوا دورا فعالا في الإصلاحات الاجتماعية وتحقيق المساواة بين الجنسين.
  • وبفضل جهودهن حظيت المرأة في الإسلام بحقوق ومكانة رفيعة، واعتبرت شريكة في بناء المجتمع ونشر الخير. ولم تتوقف جهود الصحابيات عند حد واحد، بل استمرت عبر التاريخ في تعزيز مكانتهن والدفاع عن حقوقهن، ولهذا لا يمكن تجاهل أو التقليل من دورهن في الإسلام.

أي أن الأمر لم ولن ينتهي عند أسماء بنت عميس.

وبهذا ننهي رحلتنا الممتعة ونستكشف حياة امرأة الهجرتين أسماء بنت عميس التي اتسمت بالشجاعة والوفاء والاستعداد للتضحية. أسماء أثبتت للجميع أن المرأة تمتلك القوة والإرادة القوية القادرة على التحرك والوصول إلى الجبال.

وبهجرتها مع النبي صلى الله عليه وسلم، أصبحت قدوة للمرأة المسلمة إلى يومنا هذا. نحتفل بقصة هذه الشخصية العظيمة، ونتعلم منها الكثير ونستمد القوة والإلهام من قصتها الرائعة والملهمة.