قد تفشل الكثير من النساء في قضاء أيام الصيام الفائتة قبل شهر رمضان، مما يجعل بعضهن يتخوفن من عدم احتساب صيامهن في شهر رمضان التالي لعدم قضاء هذه الأيام. وهذا لا ينطبق على النساء فقط، ولكن أيضًا في بعض الحالات التي قد يحتاجون فيها إلى الإفطار لبضعة أيام. يتساءل الكثير من الناس عن حكم إلغاء السلطة القضائية هذه الأيام.

– تأجيل قضاء رمضان إلى دخول رمضان الثاني

لقد أباح الله تعالى شهر رمضان إلا في حالات استثنائية قليلة، ومن لم يفطر بدون عذر فقد يرتكب ذنبا كبيرا يجب عليه التوبة منه. وصيام هذا الشهر المبارك من أهم أركان الإسلام.

وفي فترة الحيض، فرض الله على المرأة أن تفطر رحمةً واحتراماً لحالها. كما سمح للنساء الحوامل والمرضعات، وكذلك النساء في فترة ما بعد الولادة، بالإفطار. ويمكن استنتاج ذلك من قوله تعالى:

«من أدرك منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو على سفر فليصم أياما أخر».

وحكم الفطر قبل رمضان لقضاء الأيام يعني أن القضاء واجب ما لم يكن للمسلم عذر في قضاء تلك الأيام. أما إذا كانت المرأة حاملاً أو مرضعة أو مريضة ولم تتمكن من قضاء تلك الأيام قبل نهاية الشهر، سقط عنها الإثم، ولها قضاء تلك الأيام. كلما أتيحت لها الفرصة.

فإن لم تستطع لعذر فلها أن تضحي عن كل يوم أفطره إفطاراً عن مسكين بوجبة تكفي الإفطار والسحور. وعلى ما ذهب إليه بعض العلماء فإن المسلم إذا جهل عقوبة القضاء لم يلزمه فدية، ولكن إذا علم به وجب عليه الفدية.

ومن ناحية أخرى، لكي يصوم بدون عذر، عليه أن يتوب توبة نصوحاً أمام الله عز وجل، وأن يدفع كفارة عن كل يوم أفطره وصام تلك الأيام.

حكم الفطر في رمضان عدة سنوات وعدم تكراره

عندما سأل أحدهم الشافعي

(تركت صيام رمضان منذ عدة سنوات بدون عذر ولكني الآن تبت وصمت، فهل أحتاج إلى توبة؟ وماذا أفعل؟)

لقد أدرك الإمام الشافعي أنه لا كفارة عليه إذ كان من…

والكفارة مرادفة لما يمكن تداركه، وقيل: يجب على الإنسان صيام رمضان وقضاء كل يوم أفطره المسلم بنية القضاء والأمر إلى الله بتركه، ولكن يجب عليه عقد النية لعدم تكرار هذا الفعل مرة أخرى.

الأمور المتعلقة بإتمام صيام رمضان

  • وقد يتساهل المسلم في القضاء بعد شهر رمضان، أي أنه لا يجب عليه الصيام مباشرة بعد شهر رمضان. بل يجوز في أي شهر من شهور السنة قبل شهر رمضان القادم. لكن من الأفضل هذه الأيام الإسراع والتعويض.
  • وإذا لم يقض صيام رمضان عدة سنوات، فقد أشارت بعض الآراء إلى ضرورة مضاعفة الكفارة. واتفق الشافعية على ذلك، وأقر الحنيفة بعدم وجود فدية، بل تكفي للتعويض عنها. أما المالكية والحنابلة فقد أكدوا أن الفدية لا تضاعف، بل تكفي الفدية الواحدة عن كل السنين. ما أخر المسلمين.
  • ولا يجب قضاء أيام الصيام الواحدة تلو الأخرى. بل اتفق أهل العلم من جميع المذاهب على أنه لا يجب إعادة الصيام يوما بعد يوم. بل يكفي قضاء الأيام واحدة تلو الأخرى، لكن يستحب أن تجمع الأيام الواحدة تلو الأخرى لأنك لا تعلمين ما قد يتعرض له الإنسان.
  • ويتوقف الحكم بعدم جواز القضاء على الصيام الذي أفطره قبل رمضان على طبيعة العذر المسبب للتأخير.
  • ومن الأفضل استشارة أحد علماء الدين المختصين للاستعلام عن سبب التأخير، وسيرشدك إلى الطريقة الصحيحة للتكفير عن هذا الذنب.
  • وإذا كان التأخير لأسباب صحية أو حمل أو رضاعة أو نحو ذلك، فلا يجب على المرأة الفدية، ولكن يكفي قضاء هذه الأيام.

يعتبر صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، ورغم أن الله تعالى أباح الفطر في بعض الأيام لأسباب استثنائية، إلا أن هناك ضرورة لقضاء هذه الأيام حتى لا يقع المسلم في الإثم.

الأسئلة المتداولة

  • هل يجب قضاء أيام القضاء بعد رمضان مباشرة؟

    لا، ليس بالضرورة، ولكن من المستحسن القيام بها في تتابع سريع.

  • ما كفارة كل مسكين عن فدية المماطلة والفطر؟

    وينبغي لكل فقير أن يتناول وجبتين كافيتين من الإفطار والسحور.

  • هل يجوز إطعام مسكين من نفس العائلة؟

    ولا حرج في إعطاء كفارة العدل للبيت.