المدرسة السريالية تعريفها وأهم خصائصها

تعتبر المدرسة السريالية أو المدرسة الواقعية من التعريفات التي تثير الفضول لدى محبي الفن والأدب، فهي تعليم فرنسي يعبر عما يدور في العقل الباطن سواء كان شفهيا أو كتابيا أو غير ذلك. وهكذا نكتشف أنها مرتبطة بالتفكير وأن السرياليين أخذوا رسوماتهم من الواقع للتعبير عن أحلامهم.

المحتويات

تعريف المدرسة السريالية

تعتبر المدرسة السريالية من المدارس التابعة للمدارس الفنية، وازداد انتشارها في القرن العشرين. وكان هدفهم الأول والأخير خلق تصورات خيالية والابتعاد عن الواقعية، وكانت الأحلام هي التي سيطرت على أفكارهم.
وقد تبنى رواد المدرسة تنبؤات فرويد رائد التحليل النفسي التي قامت على الغموض والغرابة واللاوعي.
لقد ركزت على العواطف أكثر من التركيز على المظهر الجسدي، وهو ما أخفى الكثير من الحقيقة.

مؤسس المدرسة السريالية

تأسست هذه المدرسة على يد اثنين من الفنانين الكبار:

الفنان ميسون:

واستطاع أن يطبق المدرسة السريالية بشكل فني، سواء على شكل رسومات آلية أو على شكل لوحة رملية.

سيستغرق تنفيذ اللوحة وقتاً طويلاً وحتى يقتنع بها الفنان.

الفنان ماكس ارنست:

وجد الفنان ماكس أن آليات الكتابة مرغوبة من الناحية الفنية.
وأكد أيضًا أن إتقان المونتاج يعادل إتقان الفن السريالي على مستوى عالٍ.
لقد استخدمه الفنان وأتقنه خلال فترة دادا.

خوان ميرو:

تمكن الفنانان ماكس وماسون من تطوير الفن السريالي ونقله إلى مرحلة جديدة ومختلفة، ومن ثم جاء الفنان الكاتالوني خوان ميرو.

لقد تمكن من تسليط الضوء على جميع الزخارف الطبيعية لإبراز الجانب السحري والغريب لجميع التفاصيل.

وبعد ذلك حدث تغيير كبير في عالم الفن السريالي على يد عدد كبير من الفنانين منهم:

سلفادور دالي وزينة مارغريت في مجال التصوير الفوتوغرافي.
إيف تانجيو جاكوميتي في مجال النحت.
لويس بونويل وبنجامين بيرت وبيير نافيل في مجال السينما.

ظهور المدرسة السريالية

ظهرت المدرسة السريالية في فرنسا وشهدت تطوراً كبيراً في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين. كان الهدف الأول للمدرسة هو الخيال والابتعاد عن الواقع. وكان هناك عاملين اعتمدت عليهما المدرسة وهما كما يلي:

ظروف الأمر.
اهتمام بروتون بالفن.

ظروف الموضوع:

الظرف الموضوعي يعتمد على ثلاث ظواهر:

رؤية العالم بشكل مختلف.
وتزايد الحس الرومانسي بالفن وواكب حركة الدادائية.
انتشار ما يسمى بالفن الميتافيزيقي.

اهتمام بروتون بالفن:

ويعتبر من مؤسسي الحركة وكان مهتماً بالفن السريالي. وفسر ذلك بتاريخ السريالية الذي ذكر مجموعة من فناني هذا الفن وهم غوستاف وماتيس وسورا وتشيلو.
وانتقد بروتون فناني المدرسة، وعلق على رفضه التام للفن السريالي، قائلاً:

لا يوجد دليل على التصوير السريالي لأنه يفتقر إلى ضربات القلم الصادقة ولا توجد صورة تعبر عن التصورات من الأحلام.

خصائص الفن السريالي

يتميز الفن السريالي بالخصائص التالية:

يعبر عن الروح أكثر من الروح.
فهو يعيد الخيال والتصورات إلى مكانها السابق.
يعبر بصدق عما يدور بداخله. يطلق الفنان السريالي العنان لتفكيره ويده تتولى التنفيذ، وفي هذه اللوحة الأمر صادق.
وأصبحت وسيلة للفنانين والشعراء والكتاب للهروب من الخوف والتوتر الذي عاشوه بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.
يدخلون إلى عالم اللاوعي حتى يتمكنوا من العثور على مصدر للإلهام والدعم في الفن والإبداع من خلال الحركة السريالية والقيام بجولة في اللاوعي.

أشهر اللوحات السريالية

لوحة الغوص لماكس إرنست

تنسب هذه اللوحة للفنان الألماني ماكس إرنست واكتسبت شهرة عام 1919.
ويعتبر هذا العمل من أولى أعماله وأظهرت اللوحة مدى تأثره بالفن الإيطالي المبني على الخيال والذي سيطر عليه النزعة السريالية.
هذه اللوحة موجودة في متحف Städelmuseum في فرانكفورت، ألمانيا.
وتظهر اللوحة حوض سباحة تحيط به المباني، وتظهر ملامح المباني وكأنها مرسومة باليد.
في الخلف المقابل تحيط به مباني طلال.

لوحة جولكوندا للفنان رينيه ماغريت

تم استخدام الألوان الزيتية على القماش عام 1953 وهي موجودة في معرض مينيل للفنون في هيوستن، تكساس.
تُظهر هذه اللوحة رجالاً متشابهين يرتدون معاطف سوداء وقبعات سوداء.
ويبدو أن الرجال في اللوحة يتساقطون من أسطح المنازل مثل المطر.

معضلة الساعة لجورجيو دي شيريكو

اعتمد الفنان في هذه اللوحة على الخيال واهتم برسم أحياء القرية المدمجة في المناطق الحديثة.
رسم الفنان هذه اللوحة في بداية مشواره الفني وتصور اللوحة مشهداً حديثاً بين العمارة الكلاسيكية والإضاءة المعزولة، وهي من أهم سمات أعمال شيريكو.
كما تحتوي اللوحة أيضًا على مشاهد متنوعة بها العديد من الملامح الغريبة التي تعطي انطباعًا بأنها غير موجودة في المشهد.

لوحة لصلب يسوع المسيح للفنان سلفادور دالي

تم رسم هذه اللوحة عام 1951 وتظهر السيد المسيح على الصليب تحت سماء مظلمة على الماء، وعليها قارب وصياد.
ورغم أن اللوحة تصور الصلب بدون مسامير ودم وبدون تاج العرش، وهذا يتوافق مع الحلم الذي راود دالي في حلمه، إلا أن هذه العناصر يمكن أن تضر بتصويره للمسيح.

مشهد من حانة سلفادور دالي

هذه اللوحة عبارة عن تجربة تكعيبية مميزة ومختلفة وفريدة من نوعها بين أعمال دالي الانطباعية المبكرة والتقنيات السريالية الكلاسيكية التي طورها لاحقًا.

سينما سريالية

شهد عام 1920 أيضًا بعض التحديثات في نظرية الفيلم والنقد والإنتاج، المعروفة باسم السينما السريالية.
واستخدمت فيها صور مخيفة وخطيرة ورمزية للتعبير عن الحركة، وللتساؤل عن الوظيفة الفنية العادية في تصوير الواقع.
السينما السريالية معروفة بتوازيها، ورفضها لعلم النفس القائم على الدراما، وإدخالها المتكرر للصور المخيفة.
يعود تاريخ أول فيلم سريالي إلى عام 1928، وهو من إخراج جيرمين دولاك.
فيلم Eraser Head عام 1977م هو فيلم رعب سريالي. يعتمد هذا الفيلم على عرض جنون العظمة الذكوري ويواجه الممثلون صعوبات كبيرة في القيام بذلك.

كيفية تصوير الفن السريالي

وقد تم تصوير هذا الفن بطريقتين:

الطريقة الأولى: تجسيد الواقع:

وهو أسلوب اعتمده وابتكر عليه الفنان سلفادور دالي، وأسماه “الهلوسة الناطقة”.
في هذا الأسلوب من التصوير الفوتوغرافي، اعتمد دالي على رموز الأحلام لرفع كل الأشياء الطبيعية فوق الواقع، لكنه افترض أنها تجسيدات طبيعية.

الطريقة الثانية: القياس على طريقة المكعب المسطح ثنائي الأبعاد:

تم إنشاء هذا التصوير الفوتوغرافي لأنه قريب من الأشكال التجريبية، ويختلف عن السريالية التي لا تركز كثيرًا على الصورة أو الهندسة أو الشكل.
وبعد تطوير فلسفتهم الخاصة، توصل السرياليون إلى أن التعبيرات العادية مهمة جدًا في فنهم، لكن يجب أن يكونوا منفتحين على الخيال وفقًا للديالكتيك الحلزوني.

ومن خلال هذا الموضوع تعرفنا على المدرسة السريالية وأبرز معالمها. وتطرقنا أيضًا إلى تاريخ نشأة المدرسة. نأمل أن تستمتع بالموضوع. للتواصل معنا يرجى ترك تعليق تحت الموضوع.