يشير السرطان النقيلي إلى المرحلة الأخيرة من تطور المرض، حيث تغزو الخلايا السرطانية الأنسجة والأعضاء والغدد الليمفاوية وتسبب مضاعفات خطيرة، مما يجعل فرصة البقاء على قيد الحياة شبه مستحيلة على الرغم من التقدم العلمي الكبير… التعامل مع النقائل السرطانية والرابع والمرحلة النهائية من السرطان حتى الآن السيطرة عليه قدر الإمكان. ولكن عندما يصل المريض إلى هذه المرحلة يبقى في مواجهة مباشرة مع الموت، لأن الطب لا يستطيع تقديم ضمانات العلاج، ولهذا السبب يتساءل الكثير من الناس كم من الوقت يعيش مريض السرطان النقيلي، وهل هناك علاجات متاحة؟ هل يمكن السيطرة على تطور المرض؟

تعريف السرطان النقيلي

ينشأ خطر الأورام الخبيثة من قدرة الخلايا السرطانية على غزو الأنسجة والأعضاء والغدد الليمفاوية المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تهاجر بعض الخلايا السرطانية إلى أعضاء بعيدة عن موقع الورم الأصلي. وتسمى هذه الحالة بالسرطان النقيلي أو سرطان المرحلة الرابعة. علماً أن الانتقال إلى هذا النموذج لا يتم بسرعة، بل يستغرق سنوات أو عقوداً.

ومن الجدير بالذكر أنه في هذه الحالة تكون الخلايا السرطانية المنتشرة لها نفس طبيعة الخلايا السرطانية الأصلية وتسمى أيضًا بنفس الاسم، مما يعني أنه إذا انتشر سرطان الثدي إلى الرئتين مثلاً، فهذا هو حال المريضة. تسمى الحالة “سرطان الثدي النقيلي”.

ما هي آلية انتشار السرطان؟

قبل الإجابة عن المدة التي يعيشها مريض السرطان النقيلي وتبرير الخوف الكامن وراء هذا السؤال، سنتحدث في هذه الفقرة عن كيفية انتشار السرطان، حيث أن الخلايا السرطانية عادة ما تكون لديها القدرة على الانتشار في العديد من أعضاء وأنسجة الجسم، إلا أنها بشكل خاص استهداف أعضاء معينة مثل الكبد والرئتين والعظام. فيما يلي المواقع التي من المتوقع أن يحدث فيها كل نوع من أنواع السرطان:

  1. سرطان البروستاتا: في هذه الحالة تنتشر الخلايا السرطانية وتغزو الكبد والرئتين والعظام وتصل أيضًا إلى العمود الفقري والغدد الكظرية.
  2. سرطان القولون: تؤثر الخلايا السرطانية لهذا النوع من الأورام على الكبد والرئتين والصفاق.
  3. سرطان الرئة: ينتشر بشكل رئيسي إلى أجزاء أخرى من الرئتين ويصل أيضًا إلى الدماغ والكبد والعظام والغدد الكظرية.
  4. سرطان الثدي: النقائل السرطانية من هذا النوع من الأورام الخبيثة تؤثر على الكبد والرئتين والعظام والدماغ.

الآلية الفسيولوجية التي تتبعها الخلايا السرطانية لدى مريض السرطان النقيلي هي كما يلي:

  • أولاً، ينمو الورم الأصلي ويبدأ في مهاجمة الأنسجة المحيطة
  • ثانياً: في مرحلة لاحقة، تهاجر الخلايا السرطانية إلى الأوعية الدموية والغدد الليمفاوية.
  • ثالثاً: من خلال الخطوة السابقة تصل الخلايا السرطانية لدى مريض السرطان النقيلي إلى مختلف أعضاء الجسم.
  • رابعا، عندما تهاجر الخلايا السرطانية عبر الأوعية الدموية، فإنها تعلق في الشعيرات الدموية الصغيرة وتبدأ في مهاجمة هذه الأنسجة والأنسجة المجاورة لها. ومن الجدير بالذكر أن هذه الخلايا السرطانية قد تبقى في بعض الأنسجة لسنوات، لتنشط من جديد فيما بعد.
  • خامسًا، بمجرد وصول هذه الخلايا إلى الأنسجة المجاورة، تبدأ في تكوين كتلة ورم صغيرة.
  • سادسا: في مرحلة لاحقة، يشكل الورم أوعية مستقلة، والتي بدورها تغذيه وتعزز نموه.

الأعراض التي يعاني منها المريض المصاب بالسرطان النقيلي

تختلف الأعراض التي يعاني منها مريض السرطان النقيلي باختلاف العضو المصاب بالنقيلة السرطانية، بالإضافة إلى الأعراض المشتركة بين جميع حالات السرطان النقيلي، مثل فقدان الوزن والتعب العام. وفيما يلي سنتناول بالتفصيل الأعراض التي تظهر في كل واحدة على حدة. نوع الورم النقيلي:

  • إذا تأثر الكبد بالخلايا السرطانية، فمن المتوقع ظهور أعراض مثل اليرقان وألم في الجزء العلوي من البطن والشعور بالامتلاء.
  • قد يؤدي الانتشار إلى العظم إلى حدوث ألم في موقع الورم. كما وجد أن مستويات الكالسيوم في الدم ترتفع. وفي السياق نفسه، يعاني مريض السرطان النقيلي، الذي وصلت خلاياه السرطانية إلى العمود الفقري، من ضغط على الحبل الشوكي، مما يسبب ضعف الأطراف واضطرابات في أداء بعض الأعضاء مثل الأمعاء والمثانة.
  • عند الحديث عن الانتشار إلى الدماغ، فإن الأعراض الأكثر وضوحًا هنا هي الصداع وعدم وضوح الرؤية والتنميل والخدر في الأطراف. قد تحدث تشنجات العضلات أيضًا.
  • ومع ذلك، إذا دخلت الخلايا السرطانية إلى الرئتين، يشعر المريض بألم في الصدر وسعال مستمر ولا يستطيع التنفس بشكل طبيعي.

هل هناك خيارات علاجية واعدة للسرطان النقيلي؟

على الرغم من أنه ليس من الممكن علاج مريض مصاب بالسرطان النقيلي، إلا أن الجهود في هذه المرحلة تتركز على إبطاء نمو السرطان في محاولة لإطالة عمر المريض قدر الإمكان والتخفيف من أعراض السرطان لديه. كما تأخذ خطة العلاج بعين الاعتبار الحد من الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة. ومن المهم ملاحظة أن بروتوكول العلاج المعتمد من قبل الطبيب للسرطان النقيلي يعتمد على العديد من المعايير، ليس أقلها نوع خيارات علاج السرطان المتاحة، وعمر المريض، وحالته الصحية، وما إذا كان قد تم علاجه مسبقًا.

ومن الجدير بالذكر أن العلم اكتشف العديد من أدوية السرطان التي تستهدف الخلايا السرطانية حصراً، والتي كان لها آثار إيجابية. ومن طرق العلاج المتوفرة نذكر أيضًا:

  • تدخل جراحي
  • العلاج الكيميائي
  • الأشعة السينية
  • العلاج بالأدوية
  • العلاج بالهرمونات.

كم يعيش مريض السرطان النقيلي؟

ما سبق يشير إلى أنه من المستحيل علاج مريض مصاب بالسرطان النقيلي، وبالتالي يصعب على الأطباء تقدير متوسط ​​العمر المتوقع للمريض. ولذلك فإن العديد من الأطباء يتعاملون مع السرطان النقيلي باعتباره مرضًا مزمنًا لا يمكن علاجه مثل الأمراض المزمنة الأخرى التي لا بد أن يتكيف معها المريض، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

ومع ذلك، فإن هذا لا يتعارض مع حقيقة أن بعض الأطباء يضعون افتراضات حول المدة التي سيعيشها المريض المصاب بالسرطان النقيلي. وهذا نتيجة الإحصائيات والدراسات ومنها:

  • في حالة سرطان القولون النقيلي، من المتوقع أن يكون متوسط ​​العمر المتوقع للمريض خمس سنوات كحد أقصى. ولإطالة عمر المريض يتم إعطاؤه العلاج الكيميائي.
  • بالنسبة لسرطان الرئة النقيلي، يقدر أن 32% منهم يعيشون لمدة عام واحد. ولا تزيد نسبة الأشخاص الذين يعيشون لمدة 5 سنوات عن 2%.
  • يقدر معدل البقاء على قيد الحياة للمريض المصاب بسرطان البنكرياس النقيلي لمدة 5 سنوات بنسبة 4.5٪.
  • تشير الإحصائيات إلى أنه مع سرطان العظام، فإن احتمال أن يعيش المريض المصاب بالسرطان النقيلي لمدة 5 سنوات هو 49٪.
  • تظهر الدراسات نسبة عالية تصل إلى 93.3% لصالح المرضى المصابين بسرطان الغدة الدرقية النقيلي. وهذا يعني أن 93 من كل 100 مريض سيعيشون لمدة خمس سنوات تقريبًا.
  • سرطان المريء 13.8%.
  • سرطان الكبد النقيلي: 10.2%.

هل يمكن لمريض السرطان النقيلي أن يعيش مع مرضه؟

وذلك لأن المريض المصاب بالسرطان النقيلي يعاني من عدد من الأعراض الإضافية مقارنة بأعراض السرطان الأولي. يمكن أن يكون ذلك بسبب غزو النقائل السرطانية للأنسجة أو بسبب الأدوية التي يتناولها المريض، مثل: ب. الألم والغثيان والقيء والخدران وفقدان الوزن والتعب العام.

ولذلك، يحتاج المريض إلى رؤية أخصائي الرعاية التلطيفية. مما يخفف من الأعراض والألم المصاحب لمسار المرض من أجل التخفيف من الحالة الجسدية والنفسية للمريض.