يعد الإسفنج البحري من بين الكائنات التي تثري عالم البحار والمحيطات بالحقائق والفضول، اعتمادًا على الأنواع. قد لا يعرفه الكثيرون، لكنه يعتبر من الحيوانات التي تعيش لمئات السنين. تقريرنا العملي التالي يوضح لكم أجمل وأغرب المعلومات عن الإسفنج البحري.

تعريف الإسفنج البحري

ينتمي الإسفنج البحري إلى فئة Porifera. هذه كائنات ذات مسام صغيرة جدًا تمتص من خلالها العناصر الغذائية التي تحتاجها. أما عن مجموعة الحيوانات التي ينتمي إليها الإسفنج، فهي من اللافقاريات، ويصل وزن بعض أنواعه إلى 20 رطلاً. وهو كائن حي يعيش عدة آلاف من السنين وينتشر في أعماق البحار والمحيطات على شكل شعاب مرجانية إسفنجية. وهي متوفرة في مجموعة واسعة من الألوان والأحجام والأشكال. وبعضها يكون على شكل قشور أو إسفنجيات متكتلة، وأحياناً على شكل أغصان.

والمثير للدهشة أنه على الرغم من أن الإسفنج البحري حيوان، إلا أنه لا يمتلك جهازًا عصبيًا، وبالتالي فهو غير قادر على الحركة. تتكون أجسامهم من أشواك صغيرة مصنوعة من السيليكا والحجر الجيري ومادة تسمى الإسفنج. وهي مادة بروتينية تسهل عمل الأشواك في امتصاص العناصر الغذائية إلى داخل الإسفنج. يعيش في أعماق البحار المالحة بعيداً عن الأمواج والشواطئ.

الأنواع الرئيسية من الإسفنج البحري

هناك أنواع لا تعد ولا تحصى من الإسفنج البحري، والتي يمكن أن يصل عددها إلى 12500 نوع، ومن أشهر الأنواع وأكثرها شهرة هي خصائصها:

  • اسفنجة مزهرية باللون الأزرق السماوي

ويتراوح لون هذا النوع من اللون الوردي إلى اللون الأرجواني المذهل، وعادةً ما تكون أطرافه زرقاء زاهية. وهذا يمنحها لمسة بحرية ومضيئة في أعماق البحر. يوجد بشكل أساسي في منطقة البحر الكاريبي وجزر البهاما ويرتبط بأنواع الإسفنج المجاورة الأخرى.

  • اسفنجة الكرة السوداء

ويظهر هذا النوع من الإسفنج على شكل كرة سوداء مستديرة متوسطة الحجم عندما تنضج. يعيش في أعماق المحيطات والبحار في المناطق الحارة والاستوائية مثل فلوريدا وبحار غيانا. كما يتم توزيعها بشكل عام على أعماق كبيرة جدًا.

ويتميز هذا النوع من الإسفنج بشكله الفريد حيث يحتوي على دوائر مختلفة الأحجام والأقطار. ويختلف لونه من الأصفر إلى البني. أما عن بيئتها فهي تميل أيضاً للعيش في المناطق البحرية الاستوائية، مثل جزر الكاريبي وجزر البهاما وفلوريدا.

  • إسفنجة أنبوبية متفرعة

ويتميز الإسفنج الأنبوبي بشكله الانسيابي الأسطواني المجوف بتعدد فروعه وكونه يحتوي على مسام من الخارج وبقع زرقاء أو خضراء يميل لونها أيضًا إلى الأصفر أو الأخضر الفاتح. توجد بكميات كبيرة في مناطق تجمع الشعاب المرجانية وتُعرف أيضًا باسم Ailochroia crassa. كما أنها تنمو إلى أحجام متوسطة إلى كبيرة. مكان وجودها يقع بشكل رئيسي في البحر الكاريبي.

  • إسفنجة سجادة بركان بني

يبدأ الإسفنج البني بقاعدة بيضاء من الجانب السفلي ويصل إلى اللون البني الغامق من الأعلى. ويتميز بشكله المتفرع إلى عدة أجزاء. تفرز مسامها كميات صغيرة من الأحماض التي يتم إنتاجها أثناء هضم العوالق والكائنات الحية الدقيقة في أعماق البحار. يتواجد بشكل رئيسي في البحار الاستوائية مثل البحر الكاريبي وبحر فلوريدا وفي أعماق بحر الباهاما.

  • اسفنج أنبوبي بني

وهو نوع من الإسفنج الأنبوبي ذو لون بني-أرجواني. السطح ليس أملسًا من الخارج، ولكنه أملس إلى حد معقول من الداخل. يتم توزيع الأنابيب بشكل غير منتظم. بعضها ينمو بأحجام صغيرة، لا يزيد ارتفاعها عن 5 سم، والبعض الآخر أكثر استطالة وأجوف من الداخل مع حواف سميكة. وهي تنمو في المقام الأول على الشعاب المرجانية والصخور وفي البيئات البحرية المحمية. كما أنها استوائية، وغالبًا ما توجد في أعماق البحار الساخنة نسبيًا.

  • إسفنجة الأخطبوط ذات القشرة البنية

ويعرف هذا النوع باسم إسفنج الأخطبوط لأنه من الأنواع التي تتوزع على مساحات كبيرة ولها فروع كبيرة. لها لون بني فاتح وأصفر برتقالي جذاب. ويتميز بأنه قابل للتمزيق بسهولة، ومرن، وأكثر قابلية للانضغاط من الأنواع الأخرى. يحتوي على مسام ونفاثات متينة تشبه الإسفنج على الحواف ويوجد بشكل خاص في تجمعات الشعاب المرجانية وكذلك في البحر الكاريبي.

  • اسفنجة مزهرية متفرعة

ويتميز بشكله الزهري، وهو متوسط ​​الاستطالة ولونه أرجواني، مع تغير لون الجذور من الرمادي إلى الأرجواني. وبالإضافة إلى تواجده على الأسطح الصخرية، فإنه يتواجد أيضًا على الأعماق المتوسطة المرتبطة بالشعاب المرجانية. وينصب التركيز أيضًا على منطقة جنوب فلوريدا.

  • اسفنجة برميلية ضخمة

طبقاً لاسمه، يتميز هذا النوع من الإسفنج بسطحه الواسع، مما يمنحه مظهر البرميل. وتتراوح ألوانه من البني إلى البرتقالي أو البني المحمر. المعروف أيضًا باسم Xestospongia Muta. كما أنها غير قابلة للضغط وعرضة للكسر بسهولة. يمكن أن يعيش الإسفنج على شكل برميل لمدة تصل إلى قرن من الزمان، ويوجد في مناطق الشعاب المرجانية العميقة.

  • اسفنجة الاصبع الخضراء

يشبه هذا النوع من الإسفنج الأصابع الطويلة، وهو ذو لون أخضر فاتح مع بقع سوداء. تعتبر من الإسفنج المرن القابل للانضغاط. وينتشر أيضًا على طول الشعاب المرجانية.

ولأنه يشبه لهيب البرتقال، يُسمى هذا النوع من الإسفنج أيضًا بإسفنجة النار. الاتصال يمكن أن يسبب أيضا تهيج الجلد والحساسية. وتتراوح ألوانها من البرتقالي الفاتح إلى الأحمر، وقاعدتها منتشرة أفقيا ويبلغ قطرها حوالي 20 سم.

  • إسفنجة بركانية داكنة

وتشبه أغصان هذه الإسفنجة قمة جبل بركاني، ولهذا سميت بالإسفنجة البركانية. ويوجد عادة في جزر الكاريبي وجزر البهاما. كما أنها هشة وقابلة للتفتيت وتوجد بالقرب من الشعاب المرجانية على أعماق تصل إلى 35 متراً.

  • اسفنجة برتقالية ملتوية

وينمو في أعماق البحار على الشعاب المرجانية على أعماق تتراوح بين 20 و80 متراً. ويتميز بشكله المتعرج والأسطواني وسطحه الخارجي غير المستوي ولونه الأصفر البرتقالي. وتنمو على سطحه بعض أنواع الرواسب والطحالب.

  • اسفنجة المدخنة

تحتوي إسفنجة المدخنة على فروع أنبوبية تشبه المدخنة. أجسادهم مغطاة ببقع أرجوانية إلى صفراء. وينمو بالقرب من البحار الاستوائية مثل البحر الكاريبي.

  • اسفنجة كبد الدجاج

وتغطي مساحات واسعة من أعماق البحار والمحيطات بشكل عام، ولونها بني غامق، وقاعدتها أفتح قليلاً من اللون البني. كما أنها تحتوي على ثغور غضروفية قوية والعديد من المسام الدقيقة.

كيف يأكل الإسفنج البحري؟

يتغذى إسفنج باجر بشكل أساسي على الكائنات الحية الدقيقة والعوالق الموجودة في مياه البحر، حيث لا يحتوي على أعضاء للهضم أو التنفس. تحتوي أجسامها على أشواك تدفع الماء إلى تجويف الإسفنج، ومن هناك تقوم بتصفية الطعام من الماء من خلال المسام الموجودة في جميع أنحاء أجسامها. ثم يتم تكسير هذه المواد وهضمها. عندما تتواجد في البيئات البحرية أو المائية حيث تكون الكائنات الحية الدقيقة التي يتغذى عليها الإسفنج نادرة، فإنها تميل إلى افتراس الحيوانات البحرية الصغيرة مثل الجمبري. ولذلك، يمكن اعتبارها عموما من الحيوانات آكلة اللحوم.

استنساخ الإسفنج البحري

يتميز الإسفنج البحري بقدرته الفريدة على التكاثر جنسيًا ولا جنسيًا. اعتمادًا على الأنواع، تتكيف مع البيئة المائية وخصائصها البيولوجية، لكن معظم الأنواع قادرة على التكاثر بالطريقتين. يحدث التكاثر الجنسي عندما يتم إفراز سرب من الحيوانات المنوية على سطح الإسفنج عبر جذوره، وبالتالي يمكنه الوصول إلى أنواع الإسفنج الأخرى عبر الصرف في الماء. أما طريقة التكاثر اللاجنسي فيحدث في الأساس أن قطعة من الإسفنج تنفصل عن كامل جسمه وتتدفق مع تيار الماء لتستقر في مكان ما في قاع البحر أو المحيط، ثم تتفرع لتنغلق مرة أخرى وتنمو وتشكل أغصاناً جديدة. وتسمى هذه الطريقة الاستنساخ بالتجزئة. وطريقة التكاثر عن طريق تكوين البراعم تتم أيضًا في جسم الإسفنج، حيث تنمو براعم جديدة على الأغصان الخارجة من الإسفنج.

فوائد عديدة للإسفنج البحري

يعتبر الإسفنج البحري أحد المنتجات الطبيعية التي تم استخدامها على نطاق واسع منذ القدم. ويمكن الحصول عليها عن طريق الصيادين باستخدام الشباك في أعماق معينة من البحر، أو عن طريق الغوص في أعماق المحيطات والبحار لاستخراج أندر الأنواع. على الرغم من أنه يتم جمعها في العديد من البحار المختلفة حول العالم، إلا أن البحر الأبيض المتوسط ​​يحتوي على أكبر نسبة من الأنواع المتنوعة والمميزة للغاية من الإسفنج البحري، إلى جانب سواحل الهند ومنطقة البحر الكاريبي وجزر البهاما. لديها مجموعة واسعة من الاستخدامات ولها أهمية كبيرة في مختلف المجالات. وأهم هذه المزايا هي:

  • تم استخدامه منذ القدم للاستحمام والتنظيف، وذلك لاحتوائه على ألياف طبيعية لطيفة على البشرة ولا تسبب تهيجاً أو حساسية.
  • يتم استخدامه على نطاق واسع لعمليات الطلاء لأنه يحتوي على هيكل مرن وقابل للامتصاص.
  • في العديد من الحروب القديمة، استخدم الجنود أنواعًا معينة من الإسفنج كبديل لأوعية الشرب والأكل.
  • ويعيش فيها العديد من الكائنات الحية الدقيقة والحيوانات المائية المختلفة، ولهذا السبب فهي سبب مهم لبقاء وتكاثر بعض أنواع الحياة البحرية.
  • ونظرًا لمساميته وقدرته العالية على امتصاص الماء، فإنه لا يزال يستخدم لتصفية وتنقية المياه، كما أنه أداة ممتازة لتنظيف مياه البحر من الملوثات التي يمكن أن تعكرها.
  • أداة خاصة للديكور الداخلي أو صناعة الأدوات المنزلية.
  • يستخدم الإسفنج في المجال الطبي لتصنيع المضادات الحيوية. وقد تم إجراء العديد من التجارب على الإسفنج لإدخاله في العديد من العلاجات المتعلقة بشفاء الأمراض المزمنة.