يعاني الكثير من الآباء من مشاكل مرتبطة بدخول أبنائهم مرحلة البلوغ، فتستمر هذه السلوكيات في هذه المرحلة وتؤدي في بعض الأحيان إلى تصرفات جريئة وعنيفة. ولهذا السبب قررنا اليوم أن نتحدث عن كيفية التعامل مع المراهقين في علم النفس.

كيفية التعامل مع المراهقين في علم النفس

التعامل مع المراهقين لا يعتبر عملية صعبة بل يتطلب الصبر والإصرار. وفيما يلي ستجد أهم النصائح التي من شأنها أن تساهم في التعامل الصحيح مع المراهقين في علم النفس:

1- الاستماع إلى المراهقين

  • من المهم جدًا أن ينتبه الآباء إلى كل ما يقوله طفلهم المراهق ويحاولون التركيز على كل كلمة يقولونها وينتبهون دائمًا إلى ما يقولونه.
  • كما ينبغي فهم وجهة نظر الطفل المراهق ومشاعره، سواء كانت تتفق معه أم لا.
  • ومن ثم يجب على الآباء والأمهات أن يمتنعوا عن إبداء رأيهم ونصائحهم حتى يُطلب منهم ذلك، فقد يحتاج الطفل المراهق إلى من يستمع إلى مشاكله وأفكاره وهمومه دون أن يقدم له النصح أو المساعدة أو التوجيه.
  • احترام قرار الطفل المتنامي وتلبية احتياجاته.

2- التركيز على الاتصال البصري

  • يجب على الوالدين أن يحاولوا دائماً التركيز على التواصل البصري مع ابنهم المراهق، لأنهم عندما ينظرون في عينيه يشعر بالأمان والطمأنينة وكلامه مهم ومسموع.
  • بالإضافة إلى ذلك، يساعد الاتصال البصري على فهم المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها المراهق بالفعل.

3- تجنب تدمير مشاعر المراهق

من أجوبة سؤال كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس هي: “تجنب تدمير مشاعره”، فهناك الكثير من الآباء يستخدمون عبارات وكلمات تدمر نفسية الطفل المراهق وتشعره بالفشل. مثل: “أنت لا تعرف، لا يمكنك القيام بذلك”، “أنت كسول، أنت غبي، لا يمكنك إنجاز أي شيء مفيد، أنت وقح… وأكثر من ذلك بكثير.” مما لا شك فيه أن هذا سوف يسبب مشاكل نفسية عديدة لدى الطفل المراهق.

4- استمع لرأيه وانتبه إليه

  • من المهم جدًا أن يشعر المراهق بمدى أهمية رأيه وما يميز شخصيته.
  • المراهقة هي مرحلة يريد فيها الطفل المراهق أن يشعر بأن لديه رأي وقرار ومسؤولية.
  • لذلك، من المهم جدًا أن يطلب الوالدان رأي طفلهما المراهق في أي مشكلة تواجهها الأسرة، مما سيساعد الطفل على اتخاذ القرارات في المستقبل.

5- الصراحة من النصائح المهمة في التعامل مع المراهقين في علم النفس

الحديث مع المراهق يجعله إنساناً صادقاً ومنفتحاً ورزيناً، بعيداً عن التعصب والعدوان، وواثقاً بنفسه.

6- لا يوجد تعارض بين الأقوال والأفعال

ومن النصائح للتعامل مع المراهقين في علم النفس: “لا ينبغي أن يكون هناك تعارض بين الأقوال والأفعال”، أي أن أفعال الآباء والأمهات لا ينبغي أن تتعارض مع أقوالهم. يتعلم الطفل من والديه، فكيف يتعلم الطفل الصدق من رؤية أمه؟ على سبيل المثال، تكذب على أصدقائها! كيف يمكن لطفل في سن المراهقة أن يتوقف عن التدخين وفي نفس الوقت يحاول أن ينصح والده بالإقلاع عنه عندما يرى أن والده مدمن على التدخين؟ كيف يمكن للطفل أن يحسن التصرف عندما يرى أن تصرفات والديه لا تتوافق مع أقوالهما؟

7- مشاركة الأنشطة المختلفة مع الطفل المراهق

من أهم مهام الأمهات والآباء أن يكونوا دائمًا قريبين من أطفالهم ويعرفون كل ما يمرون به. لذلك، لا بد من بناء علاقة قوية مع الطفل منذ طفولته ومراهقته، إذ يعاني معظم المراهقين من مشاعر مزعجة وسيئة تجاه أنفسهم، مثل: الارتباك والخوف. الاكتئاب وتدني احترام الذات. كما تجدر الإشارة إلى أن الطفل قد يتعرض للتنمر أو العنف الجسدي في مدرسته، لذا من المهم جداً جداً معرفة ذلك حتى تساعده قبل أن تتفاقم الأمور وتتفاقم.

8- المشاركة في الأنشطة المختلفة

من أساليب بناء العلاقة بين الوالدين وطفلهم المراهق تعريفه باهتماماته وأنشطته المختلفة، مثل: ب. الذهاب معه في رحلة أو نزهة أو حتى الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلمه المفضل أو الذهاب لتناول طعامه المفضل، وغيرها الكثير من الأنشطة التي… فهذا من شأنه تحسين علاقة الطفل المراهق بوالديه.

9- التزام الهدوء من أهم النصائح للتعامل مع المراهقين في علم النفس

يحتاج المراهق إلى من يفهمه ويفهمه، ويحب أن يرى دائماً الشخص الذي يعتني به أمامه. يجب على الوالدين توفير ملاذ آمن لطفلهم المراهق ومساعدته حتى لا يلجأ إلى أصدقاء السوء ليجد الأمان والمشورة.

الشباب في علم النفس

تعتبر مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر بها الطفل وهذه المرحلة هي “فترة انتقالية من الطفولة إلى البلوغ” تحدث فيها بالإضافة إلى التغيرات الجسدية بسبب عدم انتظام الهرمونات تغيرات مستمرة في مزاج الطفل العاطفي والنفسي وتترافق الحالة مع تغيرات نفسية وعاطفية تؤدي إلى الإحراج وانخفاض الثقة بالنفس. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الطفل المراهق يميل إلى الشعور بالنضج والاستقلالية، وهو الآن قادر على اتخاذ قراراته بنفسه.

أخطاء يجب تجنبها عند التعامل مع الشباب نفسياً

وبعد أن تعرفنا على أهم النصائح للتعامل مع المراهق من علم النفس، دعونا نذكر أهم الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الآباء عند التعامل مع طفلهم المراهق:

1- توقع سلوك سيئ من المراهق

يعتقد الآباء دائمًا أن المراهق يتصرف بشكل سيء أكثر من كونه جيدًا، ويعتقد أيضًا أنه لا يزال طفلاً صغيرًا وغير ناضج.

2- الاستماع إلى خبراء التربية بدلاً من الاستماع إلى الطفل المراهق نفسه

كثيرًا ما يلجأ الآباء أو الأمهات إلى خبراء التربية وعلم النفس دون الاستماع إلى طفلهم ومعرفة ما يدور بداخله وما يفكر فيه وأين يميل وما يسعى إليه.

3- النقد والرفض المستمر

ومن ثم يجب على الآباء والأمهات أن يتجنبوا الإنكار والانتقاد المستمر لطفلهم المراهق وعدم التشكيك في كل تصرفاته حتى لا يشعر بأنه مراقب ويتعرض للضغط.

4- تجاهل المراهق

ويجب على الأهل البحث عن كافة المعلومات التي تحدث لطفلهم المراهق خلال هذه المرحلة لمعرفة ما هي التغيرات النفسية والعاطفية والجسدية التي سيمر بها.

5- استخدام القوة عند سوء التصرف

ينبغي تجنب المعاملة العنيفة للطفل المراهق عندما يرتكب خطأ ما، بل يجب التحلي بالصبر والهدوء والحكمة والمرونة.

بعد كل شيء، البلوغ ليس فترة صعبة ومعقدة، كما يعتقد الكثيرون. بل إن هناك من يرى أنه من المستحيل تهدئة المراهقين وأنه من الصعب عليهم توجيههم إلى الطريق الصحيح دون استخدام أساليب الضرب والعنف عند الضرورة، ولكن بالطبع هذا ليس الحل الأمثل. ولكن من خلال الحوار والتفاهم والقراءة.