عندما نبحث عن معنى كلمة “التطرف” في معاجم اللغة العربية، د كيف تتجلى مظاهره؟ إذا كنت تريد أن تعرف، تابع معنا هذا المقال.

تعريف التعصب بشكل عام وفي الدين بشكل خاص

وكما ذكرنا في المقدمة فالغلو هو المبالغة في شيء خارج الحد المسموح به، وقيل أيضاً إن الغلو في الدين يعني تجاوز الحق، ولا تقتصر كلمة الغلو على ما ذكرناه بل هناك مصطلحات أخرى أيضاً. لأنها تحمل نفس معنى المبالغة، وإن اختلف تركيبها. وهي: “التطرف والتعصب والتعصب والتعصب”. والتطرف الذي نهى المسلمون عنه في الشريعة الإسلامية يتكون من قسمين. ونوضحها على النحو التالي:

1- المبالغة التامة في الإيمان

القسم الأول من التطرف في الدين هو: التطرف الاعتقادي الشامل، وهو كل ما يخالف مسلمات الشريعة الإسلامية ومسائل الشريعة الإسلامية. والمراد بالإيمان ما يتعلق بالعقائد، وهذا الجزء يقتصر على ذلك الجانب من الإيمان الذي يحدث عمل الجوارح. ومن الأمثلة التي تمثل هذا النوع:

  • – المبالغة في براءة المجتمع من الذنوب.
  • – المبالغة في تكفير أفراد المجتمع.
  • المبالغة في ادعاء عصمة الأئمة.

2- المبالغة العملية الجزئية

النوع الثاني من التطرف في الدين هو التطرف الجزئي والعملي، وهو يشمل كل ما يتعلق بجزء أو أكثر من التفاصيل العملية للشريعة الإسلامية، سواء كان هذا التطرف عملاً بالجوارح أو قولاً باللسان. أمثلة:

  • البقاء مستيقظا طوال الليل.
  • عزلة النساء.
  • الصيام إلى الأبد.

علامات التطرف في الدين

لقد جاء إلينا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بشريعتنا الإسلامية الواضحة المعتدلة، دون إفراط أو تفريط، اتسمت بالاعتدال. وقد تم تنظيم بعض العبادات بشكل خاص للمسلمين، بحيث لا يزيد المسلم عليها أكثر من حده، فيقع في الغلو الديني والغلو الذي حرم الله تعالى. وقد تجد من يلتزم بما لم يطلبه الله عز وجل، أو يحرم نفسه من طيبات ما أحل الله من عبادته، وغير ذلك كثير من المظاهر والآيات التي يفعلها الناس وينسبونها إلى الإسلام، ومنها التطرف. بعضها عملي، والبعض الآخر مبالغات فقهية كاملة، وفيما يلي تفصيل لأبرز هذه المظاهر:

1- مظاهر المبالغة الجزئية العملية

إن المظاهر العملية للتطرف في الدين واضحة بأوضح صورة يمكن رؤيتها:

1- تحريم الطيبات

  • فإن ترك الطيبات من أجل العبادة أو حتى تحريمها ليس تواضعاً أو زهداً أو تقوى على الإطلاق، بل هو تحريم لما أباحه الله تعالى.
  • فكل مسلم يحرم شيئا مما أحل الله أو أباحه يعتبر مبالغا في الدين، وهذا “حرام” بلا شك.

2- كن صارماً مع الناس ومع نفسك

  • ومن المبالغة العملية في الدين أن يفرض المسلم على نفسه عملاً شاقاً للغاية، مثل قضاء ساعات طويلة طوال الليل دون أن يرف له جفن.
  • أو ينوي الرجل اعتزال النساء وعدم الزواج أبداً وتكريس حياته لعبادة الله عز وجل.
  • ومن ناحية أخرى، فإن المسلم يأتمن الناس على أشياء لا يستطيعون تحملها أبدًا.
  • وهذا بالطبع يخالف منهج رسول الله الصالح صلى الله عليه وآله وسلم.

2- مظاهر المبالغة التامة في الاعتقاد

ومن أبرز مظاهر التطرف الديني ما يلي:

1- المبالغة في الكفارة

  • وهذا النوع من التطرف في الدين يعني تطرفاً مخالفاً للعدالة التي توفرها لنا الشريعة الإسلامية.
  • ولا يجوز للمسلم أن يبالغ في تكفير الذنوب.

2- التعصب الشديد للجماعة

  • ولا يجوز للمسلم أن يبالغ في تعصبه لأحد من الجماعة، أو حتى لقائد الجماعة.
  • ولا يؤيدهم ولا يعارضهم بموافقتهم قولاً أو فعلاً.
  • بل يجب على المسلم أن يصحح سلوكه السري والعلني لأن الحق أحق أن يتبع.

3- الولاء الزائد

  • البراءة والولاء مهمان جداً في الإسلام. وفي الواقع، فهي مرتبطة بأصل الإيمان.
  • فلا بد من الإنكار والولاء ما دام على هذه الأرض مسلم يؤمن بوحدانية الله وكافر ينكر آيات الله وتوحيده.
  • لكن هذا الولاء يجب أن يكون بعيدا عن مظاهر التعصب في الدين.

التطرف في الدين القرآن الكريم

ونعبد الله وحده لا شريك له. فالقرآن دليل لخطواتنا وجواب على أسئلتنا. وبطبيعة الحال، هناك آيات في القرآن الكريم توضح تحريم الغلو في الدين. من أي:

  • قال الله تعالى في سورة نوح: “وقالوا لا تذروا آلهتكم ولا تذروا وداً ولا سواعاً ولا يغوثاً ويعوقاً ونصراً”.
  • قال الله تعالى في سورة النساء: “يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق”.

الغلو في الدين سنة النبي الكريم

إن الغلو في الدين موضوع برز بشكل بارز في خطاب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ومن هذه الأحاديث:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فتقولون: عبد الله ورسوله” “.”
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إياكم والغلو، فإن هلك من كان قبلكم إلا الغلو في الدين”.
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من تعاند هلك، ومن سفه هلك، ومن سفه هلك».

شرح المفردات

  1. تملقني أي هو مدح باطل، تجاوز حد الثناء المسموح به بالكذب فيه.
  2. المتطرفون هم المتطرفون الذين يتجاوزون الحدود في أفعالهم وأقوالهم.

وأخيرا، فلنتذكر قول الله تعالى: “وجعلناكم أمة وسطا” فلنضع هذه الآية الكريمة نصب أعيننا دائما في أفعالنا وأقوالنا حتى نبتعد عن الغلو في ديننا الحنيف.