مع تقدم الإنسان في العمر، يصبح منغمسًا في أحداث الحياة وينسى المعنى الحقيقي للسعادة، أو ربما لا يعرف ما هي على الإطلاق. يقضي الكثير من الناس حياتهم بحثًا عن السعادة دون أن يعلموا أنها بين أيديهم. إذا صادفتك هذه المقالة “كيف أكون سعيدًا”، فأنت بالتأكيد تبحث عن السعادة. لذلك أساليب صحية تضمن لك أنك ستشعر بالسعادة مهما حاولت الحياة أن تضعف عزيمتك وتمنعك من تحقيق طموحاتك وأحلامك.

كيف يمكنني أن أكون سعيدا؟

على الرغم من أننا اخترنا الأساليب الرئيسية لعلم النفس لكي يرى الإنسان السعادة من حوله، إلا أن إجابة سؤال “كيف أكون سعيدًا” لا يمكن أن تكون إجابة رياضية، لأنه ليس رقمًا يمكن مقارنته به ويمكن إضافة آخر رقم للحصول عليه، والنتيجة هي بالأحرى فكرة يجب تبنيها. ويجب على المرء أن يغرسها في النفس والروح ثم يعمل على فهمها وتطبيقها والإيمان بها للدفاع عنها. ومن أهم الأمور التي تساعد الشخص التعيس على أن يكون سعيداً مهما كانت ظروف حياته قاسية:

1- أنت تستحق المزيد من الحب واحترام الذات

من أصعب الأمور التي يواجهها الإنسان وحده دون غيره هو فهم نفسه. لا يولد الإنسان ومعه دليل يمكن أن يستعين به في التعامل مع نفسه أو كيفية إسعادها، وهذا ما يقود الكثير من الناس في الاتجاه الخاطئ في البحث عن السعادة عندما يركضون خلفها ويلهثون من التعب وينظرون. لها هنا وهناك، متناسين تمامًا أن السعادة تأتي من الداخل! لذلك، لا يستطيع الإنسان أن يستمتع بصحبة الآخرين إذا كان غير قادر على الاستمتاع بصحبته، صحبته الخاصة! الخطوات الأولى نحو السعادة هي فهم نفسك وتقييمها ومنحها ما تريد أكثر. إذا كان الإنسان يبحث عن الحب فليمنحها الحب. وتذكر دائما أن السعادة تأتي من العطاء. هذه هي الإجابة الأولى على سؤال “كيف أكون سعيدًا؟”

2- امنح نفسك الفرصة للتعرف عليها

فكرة “امنح نفسك فرصة التعرف عليها” هي فكرة أساسية تنبثق منها عدة أفكار فرعية تساعد في الإجابة على سؤال “كيف يمكنني أن أكون سعيدا؟” وتتجلى هذه الأفكار على النحو التالي:

  1. امنح نفسك الفرصة للتواصل مع نفسك وفهم ما تريده بالضبط وما الذي تبحث عنه.
  2. ولذلك تتحقق السعادة في اللحظة التي يدرك فيها الإنسان أنه قادر على العيش بقوة وعزة نفس وثقة بالنفس دون الحاجة إلى إثبات نفسه للأشخاص من حوله.
  3. السماح للذات بالتجول في العقل، واكتساب حرية التعبير، ومن ثم تأتي مرحلة التركيز على المنطقي والعلمي.
  4. كلما فهم الشخص نفسه بشكل أفضل، قل احتمال تعرضه للأذى من قبل الآخرين.
  5. أعط نفسك ما تريد!
  6. سيكون أمراً عظيماً ورائعاً جداً أن يحتفظ الإنسان بمذكرات يومية يدون فيها كل أفكاره، يقرأها من وقت لآخر قبل النوم ليعرف أين وصل بهذه الأفكار.
  7. فهل ظلت هذه الأفكار على حالها؟ أو تسلق سلالم الإيجابية؟

3- لا تخجل من همومك وتعامل معها بمحبة

لكي يجد الإنسان إجابة لأسئلته المتعلقة بسؤال “كيف أكون سعيداً؟” عليه أن يحترم حزنه، فالحياة بدون حزن غير ممكنة وأيضاً يشعر الإنسان بحلاوة الفرح إذا وجد. فلا يذوق مرارة الحزن والألم، ويحاول التخلص منها. ومن الحزن والهروب منه، مثل إنسان يتنفس ولا يستطيع الزفير لأنه مات! فيما يلي الخطوات الأساسية لفهم الحزن واحترامه والتعامل معه بشكل صحيح:

  1. لا تقاوم الحزن لأنه كلما قاومته كلما أصبح أصعب وأشد عليك.
  2. بل تقبل حزنك واحتضنه كطفل صغير يبكي.
  3. ثم عبر عن ألمك وحزنك كما يحلو لك. يمكنك الغناء، أو الغضب، أو البكاء، أو تناول الطعام، أو صنع الحلويات المفضلة لديك، أو حتى النوم. لا يهمك الطريق. الشيء المهم هو: التعبير عن ألمك.
  4. ابحث دائمًا عن طريقة لتحويل همومك إلى طاقة قوية تذهل الآخرين. يمكنك الرسم أو اللعب أو كتابة أجمل الخواطر والقصائد.
  5. لا تندب حظك الجيد أو تركز على الحزن، بل فكر في الإصلاحات والحلول.
  6. بمجرد العثور على هذه الحلول، اعمل على تنفيذها.

4- أمامك خيارات عديدة كيف أكون سعيدا؟

إذا رأيت العنوان “لديك الكثير من الخيارات |” كيف يمكنني أن أكون سعيدًا؟ إذا نظرت إليها بعناية، فسوف تفهم أن سبب السؤال في العنوان هو التأكد من أن الحياة ليس لديها خيار واحد. إذا خسرتهم، ستخسر كل ما تملك. هذا ليس صحيحا على الاطلاق. بدلًا من ذلك، تذكر أنه لديك دائمًا خياران:

  1. الخيار الأول هو الاستسلام، ووضع يديك على رأسك، وتندب حظك، وتبكي على عجزك.
  2. أو الخيار الثاني: اتخاذ القرار بشجاعة حتى لا نستسلم لليأس والإحباط مرة أخرى.

مهما بدا لك أنه لا يوجد حل سوى الاستسلام، سيكون هناك حل ينتظرك لتجده. تأكد من أنك تفكر مليًا لاتخاذ قرارات ذكية ومستنيرة لتجد الطريق الذي يقربك من تحقيق أحلامك وطموحاتك. اسعى دائمًا إلى التقدم والاستفادة من علوم المعرفة والتحسين.

5- اهرب من مشاعرك السلبية

“الهروب من المشاعر السلبية” لا يعني عدم مواجهتها، لا، الأمر يتعلق أكثر بفهم المشاعر السلبية التي تواجهك ومن ثم تحليلها للحصول على رؤية إيجابية منها والتخلص من السلبية. كيف يمكنني أن أكون سعيدا؟

  1. رمي مشاعرك السلبية في سلة المهملات.
  2. اكتب مشاعرك وأفكارك السلبية على قطعة من الورق ثم قم بإلقائها في سلة المهملات أو حتى حرقها.
  3. سيساعدك هذا كثيرًا على نسيانهم إلى الأبد.
  4. ثم لا تتردد في قول لا للأشخاص السلبيين الذين يجعلونك تشعر دائمًا بالإحباط واليأس.
  5. لا يوجد مكان للسلبية في حياتك.
  6. تذكر مقولة تشارلز ر. سويندول: “الحياة هي 10% مما يحدث لنا و90% كيف نتصرف تجاهها”.

6- كن مكتفياً بذاتك ولا تعتمد على أحد

في أحد الأيام سألني أحد أصدقائي: “كيف أكون سعيدًا؟” في البداية لم أعرف كيف أجيبه واكتفيت بقول: “كن سعيدًا بنفسك ولا تعتمد على أحد”، فعامل نفسك كما تحب. هكذا تريد أن يعاملك الناس. ركز على نفسك واقض ساعات وأشهر في تطويرها والارتقاء بها إلى مستويات أعلى حتى تكون مستقلاً ولا تحتاج إلى مساعدة أحد. إذن فلن تفعل ذلك، لا تصبح سيد نفسك فحسب، بل تصبح أيضًا سيدًا على إخوانك من البشر!

7- استمع بمحبة لصوتك الداخلي كيف أكون سعيدا؟

لقد تعمدت إدراج عبارة “كيف أكون سعيدا” في العنوان لأن أحد ركائز السعادة ليس إسكات الصوت الداخلي أو تجاهله، بل العثور على إجابة سؤال “كيف يمكنني أن أكون سعيدا” للاستمرار فيه. عقل. وهذا يعني: “استمع بحب إلى صوتك الداخلي”، أي بغض النظر عمن يكون الرأي. استمتع بعملك أو دراستك أو فنك أو أي شيء يتعلق بك، لا سلباً ولا إيجاباً. من الأفضل التظاهر بأنك لم تسمع أي شيء على الإطلاق! احرص دائمًا على الاستماع إلى ذاتك الداخلية، إلى صوتك الداخلي الذي يخبرك بالتفكير في الطبيعة. افهم نفسك، أحب نفسك، واعمل على تطويرها. عندها فقط ستدرك المعنى الحقيقي للسعادة، وستكون قوياً وقادراً على مواجهة الحياة ومواقفها الصعبة بمشاعر إيجابية جميلة.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا “كيف تكون سعيدا” ونود أن نؤكد على أن الحياة لا تخلو من الهموم والصعوبات وأنه من المستحيل أن يشعر الإنسان بطعم السعادة إذا لم يشربها الصفراء مليئة بالألم والحزن.