يعتبر كل من الحديد والكالسيوم من المعادن المهمة لصحة الإنسان بسبب الدور الذي تلعبه هذه المعادن في بنية ووظيفة العديد من أنسجة الجسم. فمن ناحية الكالسيوم هو المسؤول عن بناء وإمداد أنسجة العظام، بالإضافة إلى وظائف أخرى فهو القوة اللازمة. وله الفضل في ضمان سلامة القلب والعضلات والأعصاب. كما أنه يعمل على الوقاية من السرطان والسكري وأمراض القلب. ومن ناحية أخرى، يعتبر الحديد لبنة أساسية لبناء الهيموجلوبين الذي يشارك في نقل الأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم. ما سبق يكفي لتوضيح أهمية هذه المعادن، مما يجعل من الضروري علاج نقص الحديد والكالسيوم إذا شعرت بأي من أعراض النقص في هذه المعادن المهمة.

أعراض نقص الحديد والكالسيوم

وبما أن الحديد والكالسيوم يلعبان أدواراً مختلفة في الجسم، فيمكن القول أن المعدن الأول هو المعدن الرئيسي الذي تحتاجه العظام، بينما الثاني هو المعدن الأساسي الذي يحتاجه الدم وبالتالي يسبب الأعراض التي تحدث عند وجود يحدث نقص في أحد هذه العناصر وهي مختلفة في طبيعتها، وبعد ذلك سنناقش أعراض نقص الحديد والكالسيوم بشكل منفصل وسنشرح فيما بعد كيف يمكن علاج نقص الحديد والكالسيوم.

أولاً: أعراض نقص الحديد

وبما أن الحديد يشارك في تركيب الهيموجلوبين، وهو بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء، فإنه بدوره يضمن إمداد خلايا الجسم بالأكسجين. ولذلك فمن الطبيعي أن يؤدي نقص الحديد إلى نقص الهيموجلوبين، وهذا النقص يؤدي في النهاية إلى فقر الدم. يعتبر نقص الحديد الشكل الأكثر شيوعاً لفقر الدم، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص تظهر عليهم أعراض واضحة تشير إلى نقص هذا المعدن، بينما أشخاص آخرين لا تظهر عليهم هذه الأعراض بدرجة معينة من الوضوح، وهذا التباين في شدة الأعراض ترجع إلى شدة فقر الدم الذي يحدث. وفيما يلي سندرج أبرز الأعراض التي يمكن توقعها مع نقص الحديد:

  • الإرهاق والتعب العام الناتج عن نقص وصول الأكسجين إلى الأنسجة.
  • الشحوب، والذي يكون أكثر وضوحًا في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، وهو أكثر شيوعًا على الوجه والشفتين واللثة والجفون والأظافر.
  • ضيق في التنفس وصعوبة في التنفس، ويرتبط ذلك بفقر الدم وانخفاض تركيز الهيموجلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين.
  • تسارع نبضات القلب لأن القلب يجب أن يعمل بجهد أكبر حتى يتمكن من إمداد جميع الخلايا بالأكسجين. تجدر الإشارة إلى أن نقص الحديد غير المعالج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل تضخم القلب.
  • ونلاحظ أن 25% من المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد قد يعانون من متلازمة تململ الساقين، والتي تظهر على شكل حاجة ملحة لتحريك الساقين.
  • يسهل الإصابة بالعدوى لأن الحديد يشارك في تكوين جهاز مناعة قوي.
  • الصداع المزمن مجهول السبب.
  • الدوخة والدوار.
  • تساقط الشعر.
  • تتكسر الأظافر بسهولة.
  • زوايا الفم المتشققة.
  • تورم اللسان.
  • جفاف الجلد.
  • الأطراف الباردة.

ثانياً: أعراض نقص الكالسيوم

وإذا قارنا تكرار علاج نقص الحديد ونقص الكالسيوم نجد أن نسبة الأشخاص الذين يراجعون العيادات الطبية بهدف علاج نقص الحديد أكبر من نسبة الذين يعانون من أعراض نقص الكالسيوم. وذلك لأن أعراض نقص الحديد يمكن أن تحدث بشكل مباشر، بينما لا تحدث أعراض نقص الكالسيوم. وهي تحدث فقط على المدى الطويل لأنه عندما ينخفض ​​تركيز الكالسيوم في مجرى الدم، يعمل الجسم على امتصاص الكالسيوم من العظام، ولذلك فإن أعراض نقص الكالسيوم لا تظهر إلا على المدى الطويل، ومن الجدير بالذكر أن تنتشر أعراض نقص الكالسيوم على نطاق واسع، لأن الأخير يشارك في عمل العديد من الأنسجة وبالتالي في الأعراض، ونقصه يمكن أن يؤثر على العظام والأسنان والعضلات والأعصاب وحتى الصحة العقلية. وفيما يلي أبرز الأعراض التي يمكن توقعها مع هذا النقص:

  • زيادة خطر الإصابة بكسور العظام.
  • مشاكل الأسنان.
  • تتكسر الأظافر بسهولة.
  • ذاكرة سيئة.
  • آلام العضلات.
  • تنميل في الأطراف.
  • تقلبات المزاج والاكتئاب.

أسباب نقص الحديد والكالسيوم

ومن المهم معرفة أسباب نقص الحديد والكالسيوم لتجنبها إن أمكن. وفيما يلي سنوضح أسباب نقص هذه المعادن واحداً تلو الآخر:

أولاً: أسباب نقص الحديد

فيما يلي أسباب نقص الحديد:

  • عدم تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالحديد، لأن الجسم يخزن الحديد ولكنه لا يستطيع إنتاجه بنفسه.
  • يعاني من بعض أمراض الجهاز الهضمي التي تمنع الجسم من امتصاص الحديد.
  • وفقدان كمية كبيرة من الدم لا يعني أن الجسم قادر على تعويض هذا النقص، كما يحدث مع الدورة الشهرية عند النساء.

ثانياً: أسباب نقص الكالسيوم

فيما يلي أسباب نقص الكالسيوم:

  • اتباع نظام غذائي منخفض الكالسيوم.
  • نقص بعض المعادن الأخرى يمكن أن يؤدي إلى نقص الكالسيوم. وتشمل هذه المعادن فيتامين د والمغنيسيوم والفوسفور حيث تساعد هذه المعادن على تحسين امتصاص الكالسيوم.
  • قصور جارات الدرق، حيث يتحكم الهرمون الذي تفرزه هذه الغدد في مستويات الكالسيوم والفوسفور.
  • التهاب البنكرياس.
  • بعض أنواع السرطان.

علاج نقص الحديد والكالسيوم

يتم علاج نقص الحديد والكالسيوم من خلال تناول كميات كافية من هذه المعادن، إما عن طريق المكملات الغذائية أو من خلال اتباع نظام غذائي يحتوي على الأطعمة الغنية بهذه المعادن. وفيما يلي نوضح كيفية تنفيذ هذا العلاج.

أولاً: علاج نقص الحديد

يحتاج الشخص البالغ إلى 45 ملجم من الحديد يوميًا (الجرعة القصوى). بينما يحتاج الأطفال أقل من 14 سنة إلى 40 ملغ (الجرعة القصوى)، وعندما يتعلق الأمر بعلاج نقص الحديد، يتم ذلك بإحدى الطرق التالية، ويخضع تفضيل أحدهما على الآخر لقرار الطبيب: ومن يؤيد قراره بشأن خطورة العيب:

  • اتباع نظام غذائي يتضمن الأطعمة الغنية بالحديد، ومنها:
    • اللحوم الحمراء (كل 100 ملغ تحتوي على 2.7 ملغ حديد).
    • كبد البقر (100 ملجم يحتوي كل منها على 605 ملجم حديد).
    • المحار (100 ملجم يحتوي كل منها على 28 ملجم حديد).
    • العدس (كل 100 ملغ تحتوي على 3 ملغ حديد).
    • السبانخ (كل 100 ملغ تحتوي على 3.6 ملغ حديد).
    • الفاصوليا البيضاء (كل 100 ملغ منها تحتوي على 8 ملغ حديد).

ومن الجدير بالذكر هنا أن المصادر الحيوانية تعتبر أفضل من المصادر النباتية للحصول على الحديد، حيث أن امتصاص الحديد من المصادر الحيوانية أسهل، ويفضل دائماً تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي إلى جانب الأطعمة المذكورة أعلاه لأنه فهي تسهل امتصاص الحديد.

  • تناول مكملات الحديد، سواء عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في الوريد. وغالباً ما يتم اللجوء إلى هذه الطريقة عندما يكون النقص حاداً ولا يمكن تأجيله لحين تصحيح النقص الغذائي، مثل: ب- مع فترات الحيض الطويلة، أو مع أمراض الكلى أو نتيجة التبرعات المتكررة وهنا نود أن نشير إلى أنك تخضعين لعلاج متزامن لنقص الحديد والكالسيوم. ولا ينصح بتناول هذه المعادن في نفس الوقت، بل يفضل المباعدة بينها.
  • نقل الدم لفقر الدم الشديد بسبب النزيف.

ثانياً: علاج نقص الكالسيوم

يحتاج الشخص البالغ إلى 700 ملغ من الكالسيوم يومياً. إذا شعرت بأعراض نقص الكالسيوم، فيمكن علاج هذا النقص بالطرق التالية:

  • اتباع نظام غذائي يتضمن الأطعمة الغنية بالكالسيوم، ومنها:
    • منتجات الألبان (الحليب – الزبادي – الجبن).
    • الخضار الورقية الخضراء (السبانخ – الملفوف).
    • المكسرات (اللوز – السمسم – بذور الشيا).
    • السردين المعلب.
    • سمك السلمون المعلب.
    • الفواكه (البرتقال – الكيوي – التوت).
    • – حبوب الإفطار المدعمة بالكالسيوم.
  • تناول المكملات الغذائية، سواء عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، إذا كان النقص شديدًا.

ومن الجدير بالذكر هنا ضرورة تناول المكملات الغذائية التي تحتوي أيضاً على فيتامين د، حيث يدعم الأخير امتصاص الكالسيوم بشكل كبير.