مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تكثر الأسئلة والتكهنات حول العلاقة بين الصيام والحمل. وهل يؤدي قيام المرأة الحامل بهذا الالتزام إلى الإضرار بصحتها الوراثية أو بصحتها نفسها؟ خاصة أن الأطباء لم يتفقوا على إجابة موحدة حول هذا الموضوع، إذ ذكر بعضهم أنه لا يجوز للمرأة الحامل أن تصوم في شهر رمضان، لما قد يترتب على ذلك من آثار سلبية، كما نلاحظ أن آخرين ولم يجد الأطباء أي مشكلة أو مخاطر مع صيام النساء الحوامل. وسنعمل في مقال اليوم على جمع وجهات النظر المتضاربة لإيجاد أفضل إجابة لتأثيرات الصيام على المرأة الحامل.

ما هي آثار الصيام في حالة الحمل؟

ولتوضيح العلاقة بين الصيام والحمل، واستخلاص الآثار السلبية المحتملة للصيام أثناء الحمل، نعرض النقاط التالية:

  • ومن المعروف أنه عند الصيام يقوم الجسم بتكسير الدهون للحصول على الطاقة. ويحدث ذلك في سياق انسحاب الكربوهيدرات، مما يؤدي عادة إلى تكوين أجسام كيتونية، والتي لا تعتبر ضارة إذا بقيت ضمن الحدود الدنيا. لكن ما يحدث هو أنه في حالة الحمل يصبح إنتاج الجسم من هذه الجزيئات كبيراً، وبالتالي تظهر فرصة لأنها تصل إلى الجنين، وهو ما له بالطبع تأثير سلبي على صحة المولود الجديد.
  • ما ورد أعلاه لا يؤكد ما إذا كان الضرر قد حدث. أشارت بعض الدراسات إلى أن نسبة الكيتونات التي تتراكم أثناء الصيام ليست كبيرة، والأضرار الناجمة عن التراكم محل جدل وشكك.

مخاطر الصيام في الأشهر الأولى من الحمل؟

ويمكن القول أنه لا ينصح للمرأة الحامل أن تصوم بوعي خلال الأشهر القليلة الأولى من حملها. هناك احتمال حدوث المضاعفات التالية:

  • غالبًا ما تشتكي النساء الحوامل من القيء المتكرر في البداية. وبما أن الصيام يتطلب الامتناع عن تناول الكحول، فقد يؤدي في النهاية إلى إصابة المرأة بالجفاف.
  • وبما أنه من المتوقع أن يسبب الحمل انخفاضاً طبيعياً في ضغط الدم، فإن ذلك يؤدي إلى ظهور التعب والإرهاق. ولذلك فإن الصيام يمكن أن يساهم في تفاقم هذه الحالة.
  • لا يزال هناك احتمال لإصابة المرأة الحامل بالإغماء، وتتضاعف هذه الفرصة إذا صمت.
  • وفيما يتعلق بالصيام في الثلث الثاني من الحمل، فمن المتوقع حدوث ولادة مبكرة.

كيف يجب أن تستعد المرأة الحامل للصيام؟

إذا كانت المرأة الحامل تتمتع بالقوة البدنية الكافية للصيام، فيمكنها أن تفعل ذلك إذا أرادت ذلك. ويتحقق ذلك من خلال مراعاة الأمور التالية التي تسهل الصيام أثناء الحمل:

  • شرب كمية كافية من الماء بعد الإفطار والسحور.
  • الكميات الكافية تعني أن كمية الماء يجب أن تكون بين 10 و12 كوب. تساعد هذه الكمية الجسم على الاحتفاظ بالسوائل خلال فترة الحمل دون آثار.
  • أثناء الصيام، يجب على المرأة الحامل تجنب شرب كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة. وهذا يعني أنه من الممكن توقع آلام في المعدة والقيء.
  • للتأكد من سلامة الحامل من تغيرات ضغط الدم أثناء الصيام، عليها تجنب الملح والسكر.
  • لا يعتبر الكافيين مفيدًا للعلاقة بين الصيام والحمل. لذلك تنصح المرأة بتجنب جميع المشروبات التي تحتوي على هذا المنشط مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.

متى تحرم المرأة الحامل من الصيام؟

في الحالات التالية لا يعقل الجمع بين الصيام والحمل، لأن ذلك يؤدي إلى مضاعفات كثيرة، منها:

  • يمنع الحمل بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من أعراض تشير إلى مضاعفات الحمل، مثل: ب. تسمم الحمل أو ارتفاع نسبة السكر في الدم.
  • عندما تعاني المرأة من مخاطر تزيد من احتمالية الولادة المبكرة. أو إذا كانت المرأة الحامل قد تعرضت لولادة مبكرة في الماضي.
  • إذا كان البروتوكول العلاجي للحامل يتطلب تناول الأدوية في أوقات محددة طوال اليوم، فإن الصيام سيؤدي إلى مخالفة ذلك، مما سيكون له آثار سلبية خطيرة على الحمل.

وبما أن الصيام فريضة دينية، فلا يجوز انتهاكه عموماً إلا إذا قرر الطبيب ضرورة ذلك. ولذلك يجب على المرأة استشارة الطبيب حول إمكانية الصيام.

هل هناك علاقة بين الصيام وتسريع الولادة؟

ومن المتوقع أن تكون هناك علاقة بين الصيام والحمل، حيث أن الأخير يسرع عملية الولادة. ورغم أن الآلية التي تؤدي إلى ذلك غير واضحة، إلا أننا سنتناول فيما يلي أهم النظريات التي تتحدث في هذا الشأن:

  • أولاً: الصيام يؤدي إلى زيادة هرمون الفازوبريسين. وهذا الأخير يشبه إلى حد كبير هرمون الأوكسيتوسين (هرمون يحفز المخاض)، ولذلك يمكن القول أن زيادة تركيز هرمون الفاسوبريسين يؤثر بدوره على مستقبلات هرمون الأوكسيتوسين ويسرع تأثيره عند الولادة.
  • ثانياً: بما أن الصيام يتضمن الامتناع عن الطعام وبالتالي حرمان الجسم من الكربوهيدرات (المصدر الأساسي للطاقة)، ​​فإن الجسم في هذه الحالة يحاول الحصول على الطاقة عن طريق إذابة الدهون. وهذا يؤدي بالتالي إلى تخليق جزيئات الكيتون التي يمكنها تسريع المخاض.

ما هي الإجراءات التي يجب على الحامل اتباعها في حالة حدوث مضاعفات أثناء الصيام؟

إذا كانت حالة الحامل الجسدية تسمح بالصيام بعد إذن الطبيب لها. خلال هذه الفترة، يجب أن تبقى في حالة سبات وتقضي معظم وقتها في مكان مكيف. وإذا شعرت بأعراض الدوخة أو التعب أو الدوخة أو الغثيان، فيجب عليها في هذه الحالة التوقف عن الصيام. هل يمكنها العودة إلى هناك إذا اختفت الأعراض؟

وننوه أنه إذا لم تلاحظ المرأة الحامل حركات الجنين لأكثر من ساعة، فعليها الإفطار وشرب الماء وتتبع حركات الجنين وإحصائها. وإذا تبين أنها غائبة تماماً، فعليها ألا تتردد في الذهاب إلى المستشفى فوراً.

إذا شعرت الحامل أثناء الصيام بأعراض تدل على بدء المخاض. على سبيل المثال، تقلصات الرحم القوية وتسرب السوائل من المهبل. في هذه الحالة، عليها أن تتصل بالإسعاف بسرعة لأنها في المخاض.