يسبب تأخر الحمل قلقاً كبيراً لدى الأزواج الذين يرغبون في إنجاب الأطفال، إذ قد يعتقدون أن وراء هذا التأخير مشكلة خطيرة قد تمنعهم من الإنجاب لبقية حياتهم. وهذا بالطبع يدفعهم إلى طلب المشورة الطبية التي من شأنها أن تكشف أسباب تأخر الحمل ونظراً لانتشار هذه المشكلة. المشكلة التي تواجه الكثير من النساء أننا قررنا تخصيص مقال لمناقشة الأسباب الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى تأخر الحمل والولادة.

ما هو تأخر الحمل؟

تشكل حالة تأخر الحمل 1/8 من جميع محاولات الحمل، حيث أن احتمالية الحمل تعتمد على عوامل كثيرة، ليس أقلها:

  • العمر.
  • الصحة الإنجابية لكلا الزوجين.
  • عدد مرات ممارسة الجنس.
  • التاريخ الطبي والصحي لكلا الشريكين.

ومن الجدير بالذكر أن العلاقة الزوجية من المفترض أن تؤتي ثمارها بعد 6 أشهر من الجماع المتواصل وإذا لم يحدث ذلك فمن المؤكد أن هناك مشكلة صحية تتطلب زيارة الطبيب كما أن هناك احتمال الحاجة إلى رؤية طبيب في حالة العقم الذي يمنع الحمل، بالإضافة إلى أسباب تأخر الحمل التي يمكن علاجها بعد ذلك.

ما هو احتمال الحمل بعد الجماع الزوجي؟

تعتبر فترة العشرينيات لدى المرأة أفضل عمر لإنجاب طفل، لأن المرأة في هذا العمر تكون كاملة الخصوبة ويكون احتياطي البويضات لديها في ذروته (هناك ما بين 300.000 إلى 500.000.000 بويضة، والتي تتناقص مع تقدم العمر). احتمال الحمل مرتفع بشكل طبيعي. كلما تقدمت المرأة في السن، كلما قلت فرصتها في الحمل. تقدر فرصة الحمل في سن 35 بـ 12% فقط، وتستمر هذه النسبة في الانخفاض حتى سن 7% في سن 40.

متى يمكننا اعتبار تأخر الحمل مشكلة تتطلب زيارة الطبيب؟

وفي أي من الحالات التالية تحتاج المرأة إلى استشارة الطبيب لفحص أسباب تأخر الحمل:

  • إذا كان عمر المرأة أقل من 35 عامًا وتحاول الحمل لمدة عام دون جدوى.
  • إذا كان عمر المرأة يزيد عن 35 عامًا وتحاول الحمل لمدة ستة أشهر دون جدوى.

أسباب تأخر الحمل

هناك أسباب عديدة لتأخر الحمل تتطلب استشارة الطبيب للعلاج لزيادة فرصة الحمل. وندرج هذه الأسباب:

1. عدم معرفة الوقت المناسب لممارسة العلاقة الحميمة

ومن أسباب تأخر الحمل عدم قدرة الحيوان المنوي على الالتقاء بالبويضة بسبب الجماع في أوقات غير مناسبة، حيث أن معرفة توقيت التبويض وممارسة الجماع خلال هذه الفترة من شأنه أن يزيد من فرصة الحمل، وهنا نلاحظ أن مدة الدورة الشهرية الدورة الشهرية عادة ما تكون 28 سنة في المتوسط. وقت الإباضة هو 14 يوما بعد توقف دم الحيض. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن عمر البويضة الجاهزة للتخصيب هو 12 عامًا. أما عمر الحيوان المنوي المقذف فهو ما بين 3 و4 أيام، وبالتالي ما بين 3 و24 ساعة. ويجب على الزوجين اللذين يرغبان في إنجاب الأطفال أن يمارسا الجماع خلال هذه الفترة المحددة.

علماً أن بعض النساء قد يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية، مما يصعب عليهن تحديد موعد الإباضة. لذلك يجب على هؤلاء النساء استشارة الطبيب لتنظيم الدورة وتحديد توقيت الإباضة.

2. مشكلة عضوية عند الرجال

المشاكل التي يواجهها الرجل والتي عادة ما تحد من خصوبته تعتبر من أسباب تأخر الحمل، وخاصة تلك الاضطرابات التي تؤثر على عدد الحيوانات المنوية أو قدرتها على الحركة أو عددها (العدد الطبيعي للحيوانات المنوية عند الشخص السليم) ينتج الإنسان ما بين 15 إلى 200 مليون حيوان منوي سنويًا. لكل ملليمتر من السائل المنوي.

ومن العوامل التي تؤثر على خصوبة الرجل نذكر:

  • دوالي الخصية.
  • تؤدي إصابة الخصية إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية إلى أقل من 15 مليون/مل.
  • إدمان الكحول.
  • دخان.
  • مصاب بالسكري.
  • علاجات السرطان مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
  • الاضطرابات الهرمونية.
  • القذف الرجعي.
  • الأمراض المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا.
  • نقص بعض الفيتامينات والمعادن.
  • الاتصال المزمن بمياه الحوض الساخن.

3. العمر

يعتبر العمر أحد أسباب تأخر الحمل. وكما ذكرنا سابقاً فإن فرصة الحمل تقل مع تقدم الحمل. وبعد سن الأربعين تنخفض فرصة الحمل إلى 7% فقط، وتزداد فرصة إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون.

4. أمراض الرحم يمكن أن تكون سببا في تأخر الحمل

المشاكل التي تؤثر على الرحم يمكن أن تكون أحد أسباب تأخر الحمل، حيث أن آلية الحمل تتطلب انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم حتى يتوقف الرحم بغض النظر عن سببه. على سبيل المثال، يحدث العقم بسبب المشاكل التالية في بطانة الرحم:

  • بطانة الرحم.
  • ألياف الرحم.
  • مرض التهاب الحوض.
  • اضطراب المرحلة الأصفري.

5. اضطرابات في قناة فالوب التي يحدث فيها الإخصاب

تعتبر قناة فالوب هي المكان الذي يتم فيه تلقيح البويضة وبالتالي الاضطرابات التي تؤثر على قناة فالوب مثل: ب. يمكن أن يكون انسداد قناة فالوب أحد أسباب تأخر الحمل، حيث تمنع هذه المشاكل بطبيعة الحال الحيوانات المنوية من ملامسة البويضة.

6. استخدمي وسائل منع الحمل

من الممكن أن تلجأ المرأة إلى وسائل منع الحمل الهرمونية أو الميكانيكية، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون آثار هذه الوسائل أحد أسباب تأخير الحمل حتى لو أرادت ذلك. على سبيل المثال، إذا استخدمت المرأة حقنة منع الحمل، فإن التأثيرات تستمر لعدة أشهر. ولن يحدث الحمل بعد ذلك إلا إذا عادت الدورة الشهرية المنتظمة.

كما تستخدم بعض النساء وسائل منع الحمل الميكانيكية مثل اللولب، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة آمنة، إلا أن تأثيرها قد يستمر حتى بعد إزالة اللولب، مما يؤخر بداية الحمل. وفي هذا السياق نشير إلى النقاط التالية:

  • حتى لو كان عمر المرأة أقل من 35 عاماً، فإن احتمالية الحمل في الشهر الأول بعد إزالة اللولب تنخفض إلى 20%، ويمتد تأثير اللولب إلى 6 أشهر بعد إزالته، حيث تزداد احتمالية الحمل خلال هذه الفترة. تنخفض إلى 60٪.
  • ابتداءً من سن 35 عاماً، تنخفض نسبة نجاح الحمل إلى 10% في الشهر الأول بعد إزالة اللولب.
  • ابتداءً من سن الأربعين، تصل نسبة الحمل إلى 5% فقط.

8. اضطرابات التبويض من أكثر أسباب تأخر الحمل شيوعاً

اضطرابات التبويض هي أحد أسباب تأخر الحمل التي تعاني منها الكثير من النساء. تشمل هذه المشاكل ما يلي:

  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS).
  • فشل المبيض المبكر (عدم قدرة المبيض على العمل بشكل طبيعي قبل أن تصل المرأة إلى سن الأربعين).

9. أسباب أخرى

  • زيادة الوزن.
  • حالات الإجهاض المتكررة السابقة.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • أمراض الغدة الدرقية.
  • تأخر الحمل بدون سبب بسبب سوء نوعية البويضات أو الحيوانات المنوية، ومن الممكن حل هذه المشكلة باستخدام طريقة طفل الأنبوب.
  • تأخر الحمل بعد الإجهاض، وهنا نشير إلى أنه من المتوقع أن تعود آلية التبويض إلى طبيعتها بعد أسبوعين من الإجهاض، ولكن في بعض الأحيان قد تطول هذه الفترة ويستمر النزيف، أو قد تستمر مشكلة عدم انتظام الدورة الشهرية. وينبغي أن يكون هذا هو الحال أيضًا. يرجى ملاحظة أن منظمة الصحة العالمية تنصح عادةً بتأجيل الحمل لمدة ستة أشهر بعد الإجهاض لتجنب الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة أو فقر الدم لدى الأمهات.