يتكون الجهاز الدوري من القلب والأوعية الدموية، ولذلك يُشار إليه غالبًا باسم الجهاز القلبي الوعائي. من المعروف أن القلب يعمل كمضخة، حيث يضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم لنقل الأكسجين والتغذية والهرمونات إلى الخلايا. وأما الأوعية الدموية فهي ممرات. إلا أن هذا الدم ليس من فصيلة واحدة، بل ينقسم إلى شرايين وأوردة، تختلف في السمات التشريحية والخصائص والوظائف. ونظراً لكثرة الاختلافات، فقد خصصنا هذا المقال لموضوع “الفرق بين الشرايين والأوردة”. لذا اقرأ المقال حتى النهاية لتعرف المزيد عنه. الاختلافات الرئيسية بين هذين النوعين من السفن.

لمحة عامة عن الأوعية الدموية – والفرق بين الشرايين والأوردة من حيث الوظيفة

الأوعية الدموية عبارة عن أنابيب مكونة من عضلات ملساء يتدفق من خلالها الدم لينقله إلى أعضاء وخلايا الجسم المختلفة. وهناك نوعان منها: النوع الأول هو الشرايين، وهي التي تؤمن نقل الدم مع الأكسجين والغذاء من القلب إلى الأعضاء. بل على العكس نجد أن الأوردة تحمل الدم المحمل بالفضلات والمنتجات الأيضية من الأعضاء إلى القلب.

ما سبق هو في الأساس الفرق بين الشرايين والأوردة، ولكن بالطبع تخصيص وظيفة مختلفة لكل نوع من الأوعية يعني وجود العديد من الاختلافات الأخرى التي سنتعرف عليها في الفقرة التالية.

الفرق بين الشرايين والأوردة

كما سبق أن ذكرنا فإن الفرق الأساسي بين الشرايين والأوردة هو الوظيفة التي يؤديها كل منهما، حيث أن الشرايين هي المسؤولة عن نقل الدم المؤكسج من القلب إلى جميع أعضاء الجسم وإلى القلب نفسه (عن طريق الشرايين التاجية التي تربط بين الشرايين التاجية). (القلب مزودًا بالأكسجين)، بينما تضمن الأوردة المصاحبة للمسار الشرياني عودة الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون من مختلف الأعضاء إلى القلب حتى يمكن إزالته منه. أدناه سننظر في الاختلافات في عدة نقاط.

أولاً: الشرايين

  • النقل: تحمل الشرايين الدم المؤكسج (المحمل بـ O2)، باستثناء الشريان الرئوي، الذي يحمل الدم غير المؤكسج من البطين الأيمن عبر الحويصلات الهوائية إلى الرئتين ليتم تحريره من ثاني أكسيد الكربون وإثرائه بالأكسجين.
  • نسبة الأكسجين في الدم: يتميز الدم الشرياني باحتوائه على نسبة عالية من الأكسجين ولذلك فهو ذو لون أحمر فاتح.
  • حجم الدم: تشكل الشرايين 10-15% من إجمالي حجم الدم الذي يصل إلى 5 لترات.
  • بنية الجدران: تتميز جدران الشرايين بأنها أكثر صلابة مقارنة بجدران الأوردة، وهذا ضروري لتحمل الضغوط العالية الصادرة من القلب.
  • القوة: تتمتع الشرايين بقوة عضلية أكبر من الأوردة.
  • المرونة: عندما نتحدث عن الفرق بين الشرايين والأوردة من حيث المرونة نجد أن الشرايين تتمتع بمرونة أكبر. ولكي تتمكن من تحمل النبض، تنقسم طبقات العضلات الملساء الموجودة بداخلها إلى طبقة خارجية تتكون من أنسجة مرنة، وطبقة وسطى تتكون من عضلات، وطبقة داخلية أو بطانة تحتوي على نفس النوع. الخلايا في الأوعية المتبقية.
  • ضغط الدم : مرتفع .

ثانياً: العروق

  • النقل: تحمل الأوردة الدم غير المؤكسج من الأعضاء إلى القلب. باستثناء الوريد الرئوي الذي يحمل الدم الغني بالأكسجين من الرئتين إلى الأذين الأيسر في القلب.
  • محتوى الأكسجين في الدم: تحتوي الأوردة بشكل طبيعي على نسبة منخفضة من الأكسجين لأن الدم هنا غني بثاني أكسيد الكربون.
  • حجم الدم: تشكل الأوردة الجزء الأكبر من الدم بنسبة 65%.
  • بنية الجدار: الفرق بين الشرايين والأوردة من حيث بنية الجدار هو أن جدران الأوردة أضعف وأكثر مرونة.
  • القوة: الأوردة أقل قوة من الشرايين.
  • المرونة: الأوردة ليست مرنة للغاية.
  • ضغط الدم: أقل مما هو عليه في الشرايين.

أنواع الشرايين

وبعد دراسة الفرق بين الشرايين والأوردة، يجب أن نوضح أيضًا أن الشرايين نفسها تتفرع إلى أنواع مختلفة. تكون على النحو التالي:

أولاً: الشرايين المرنة

وهي الشرايين الرئيسية في الجسم، وتقع بالقرب من القلب. ويتميز بمرونته العالية ليتحمل ضغط الدم الصادر من القلب وكمية الدم الزائدة التي لا تستطيع الشرايين الأقرب والأضيق امتصاصها. بالإضافة إلى ذلك، فهو ينكمش خلال مرحلة راحة القلب وبالتالي يتحقق تدفق الدم المستمر، وتفسر هذه المرونة بارتفاع نسبة الإيلاستين.

ومن أمثلة هذه الشرايين الشريان الأورطي (أكبر هذه الشرايين) وشريان الرأس والرقبة.

ثانياً: الشرايين العضلية

أو ما يسمى بالشرايين الصغيرة، وهي بعيدة نسبياً عن القلب وتقوم بدورها باستقبال الدم من الشرايين المرنة. حصل على اسمه من النسبة العالية للعضلات الملساء الموجودة في جدرانه، مما يسمح له بالتقلص والاسترخاء. له دور بارز في تنظيم ضغط الدم لأنه يحتوي على مستقبلات للهرمونات التي تنظم ضغط الدم.

ثالثاً: الشرايين الصغيرة

إنها المرحلة الأخيرة من تفرع الشرايين حيث تضمن وصول الدم إلى الأعضاء والخلايا عبر الشعيرات الدموية.

أنواع الأوردة

الفرق بين الشرايين والأوردة هو أن كلا النوعين من الأوعية الدموية لهما نفس البنية التشريحية على مستوى الجدار، مع بعض الاختلافات التي تجعل الأوردة أقل سماكة ومرونة، مما يسمح لها بحمل كمية أكبر من الدم. وكما تتفرع الشرايين إلى أنواع مختلفة نجد أن الأوردة تتفرع أيضا إلى ثلاثة أنواع:

أولاً: الأوردة العميقة

يقع هذا النوع من الأوردة عميقًا في العضلات وهو مجاور للشريان المقابل. بشكل عام، تحتوي هذه الأوعية على صمام يوفر مسارًا واحدًا للدم ويمنعه من التدفق مرة أخرى.

ثانياً: الأوردة السطحية

ونجد هذه الأوعية قريبة من سطح الجلد وهي تحتوي أيضاً على صمامات.

ثالثاً: الأوردة الشبكية

أو ما يسمى بالأوردة المثقبة، والتي تسمح للدم بالانتقال من الأوردة السطحية إلى الأوردة العميقة.

الدورة الدموية الرئوية

على الرغم من الفرق بين الشرايين والأوردة، إلا أنها بشكل طبيعي، مع الدم والقلب، تشكل الجهاز الدوري، الذي ينقسم إلى نظام الدورة الدموية الصغيرة ونظام الدورة الدموية الكبير.

تشكل الدورة الدموية الدقيقة الدورة الدموية بين القلب والرئتين. حيث يخرج الدم غير المؤكسج (المحمل بثاني أكسيد الكربون) من البطين الأيمن للقلب وعبر الشريان الرئوي، وهذا بدوره يتفرع إلى فرعين فوق القلب، حيث يمتد كل فرع إلى الرئة ثم يتفرع إلى فروع أصغر حتى يصل إلى القلب. الحويصلات الهوائية، حيث تتم عملية تبادل الغازات. يشبع الدم بالأكسجين، الذي يدخل إلى الرئتين مع الهواء المستنشق، ويخلص من ثاني أكسيد الكربون، الذي يخرج من الجسم مع هواء الزفير، ليعود الدم الغني بالأكسجين إلى الرئتين والقلب عبر الرئة الأربعة الأوردة ومن هناك إلى الأذين الأيسر.

طبعة أكبر

بمجرد انتهاء الدورة الدموية الصغيرة في الأذين الأيسر للقلب، تبدأ الدورة الدموية الكبيرة، وتنتقل عبر الجسم. يمر الدم من الأذين الأيسر للقلب وعبر الصمام التاجي إلى البطين الأيسر، ومن ثم يمر الدم المؤكسج عبر الصمام الأبهري إلى الشريان الأبهر (أكبر شريان في جسم الإنسان)، بحيث يتفرع بدوره إلى الشريان الأورطي الصاعد والشريان الأورطي النازل، ثم يتفرعان إلى فروع أصغر فأصغر نزولاً إلى الخلايا، بحيث تتم عمليات تبادل الغازات والمغذيات هناك ويتم تحميل الدم مرة أخرى بثاني أكسيد الكربون والنفايات الأيضية، ومن ثم الأكسجين المستنزف يتم إرجاع الدم إلى القلب من خلال الوريد الأجوف، ثم إلى الأذين والبطين الأيمن ومن ثم إلى البطين الأيمن، بحيث يتم استئناف الدورة الدموية الصغيرة.