يكثر الحديث في الأوساط الطبية عن تصلب الشرايين، فهو من أكثر أمراض الأوعية الدموية انتشاراً وفي نفس الوقت أخطرها، حيث أنه بدون العلاج الطبي المناسب يؤدي إلى عدد من المضاعفات الخطيرة، وفي هذا المقال اليوم سوف نقوم الحديث عن هذا المرض من جميع جوانبه. لذا اقرأ المقال للنهاية حتى تدرك خطورة هذه الشكوى الطبية ومن الآن فصاعداً اعمل على اكتساب كافة طرق الوقاية المتاحة التي يمكن أن تقلل من خطر تعرضك لتصلب الشرايين.

ما هو تصلب الشرايين؟

يعتبر تصلب الشرايين من الأمراض التي تصيب عادة الأوعية الدموية الكبيرة أو المتوسطة الحجم وينتج عن ترسب مواد منها الدهون والكوليسترول على الجدار الداخلي للشرايين مما يؤدي بالتالي إلى تضييق تجويف هذا الشريان مما يؤدي بشكل طبيعي إلى قصور جزئي أو يؤدي التضييق الجزئي إلى انسداد كامل، مما يعيق تدفق الدم الطبيعي في هذا الشريان.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة الصحية تسمى بعدة أسماء، ليس أقلها تصلب الشرايين إشارة إلى تكون عصيدة دهنية أو تكلس الشرايين، لأنه عند إجراء عملية جراحية على الشريان المصاب تكون جدرانه مصنوعة من مادة صلبة بيضاء اللون. مادة تذكرنا بالحساب.

أنواع تصلب الشرايين

واللافت في الأمر أن تصلب الشرايين يمكن أن يؤثر على كافة شرايين الجسم، كالشرايين التاجية أو الشريان السباتي أو الشرايين الكلوية أو شرايين الأطراف، وبالتالي فإن هذا المرض لا يقتصر على نوع واحد، ومن بين هذه الأنواع نذكر يذكر:

  • مرض الشريان التاجي (الذي يشير إلى تصلب أحد الشرايين التي تزود القلب بالدم).
  • مرض الشرايين الطرفية (يشير إلى تكلس شرايين الأطراف أو الحوض).
  • مرض الشريان السباتي (يشير إلى تصلب الشريان الذي يحمل الأكسجين إلى الدماغ).
  • مرض الشريان الفقري (يشير إلى تكلس الشريان الذي يحمل الدم إلى الجزء الخلفي من الدماغ).
  • مرض الشريان الكلوي (مرض تصلب الشرايين الذي يؤثر على الأوعية التي تصب في الكلى).
  • مرض الشريان المساريقي (يسبب تصلب الشرايين التي تنقل الدم إلى الأمعاء).

أعراض تصلب الشرايين

ولأن تصلب الشرايين يتطور تدريجيا على مدى فترة طويلة من الزمن، فإن المريض عادة لا تظهر عليه أي أعراض في بداية المرض، بل تظهر سلسلة من الأعراض عندما ينسد الشريان جزئيا أو كليا، مما يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية. ملحوظة: الأعراض التي تحدث تعتمد على موقع الشريان الضيق. تشمل هذه الأعراض ما يلي:

أولاً: إذا كان الشريان المتكلس أحد الشرايين التاجية التي تزود عضلة القلب بالأكسجين، فسوف تظهر على المريض الأعراض والعلامات التالية:

  • عدم انتظام ضربات القلب، مما يعني أن ضربات القلب التي تعبر عن الانقباض والانبساط، تكون غير منتظمة.
  • ألم مفاجئ ومفاجئ، يوصف بأنه ألم ضاغط في منطقة الصدر تحت عظمة الصدر. يمكن أن ينتشر هذا الألم إلى الذراع أو الفك.
  • صعوبة وضيق في التنفس.
  • غثيان.
  • يخاف.
  • سعال.

ثانياً: إذا كان الشريان المتضيق من الشرايين التي تنقل الدم إلى الدماغ، كالشريان السباتي، فإن تصلب الشرايين يتجلى هنا بالأعراض التالية:

  • شلل واسترخاء عضلات الوجه.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • خياطة الألم في الرأس.
  • عدم القدرة على الكلام.
  • تنميل في الذراعين أو الساقين.
  • شلل.

ثالثاً: إذا كان الشريان التالف على مستوى الأطراف تكون الأعراض كما يلي:

  • تنميل في أحد الأطراف.
  • ألم شديد عند المشي.
  • شحوب وزرقة في الأطراف.
  • الصمم.
  • يعرج.

رابعاً: إذا أصاب تصلب الشرايين أخيراً أحد الشرايين الكلوية، فهنا نجد الأعراض التالية:

  • فشل كلوي.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تورم الأطراف بسبب احتباس السوائل.

مضاعفات تصلب الشرايين

ينشأ خطر تصلب الشرايين من حقيقة أنه يؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة والمهددة للحياة. ندرج هذه المضاعفات:

  • الذبحة الصدرية (ألم مفاجئ وشديد في القلب بسبب تضييق تجويف الشريان التاجي).
  • تمدد الأوعية الدموية (أي تضخم أو انتفاخ في إحدى الأوعية الدموية).
  • السكتة الدماغية (عيب يؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ، الذي يستخدم 7٪ من إجمالي كمية الأكسجين في الدم ويكون حساسًا للغاية لنقص إمدادات الدم هذه).
  • فشل القلب (عدم قدرة القلب على ضخ الدم إلى الأعضاء).
  • مرض الشرايين المحيطية (بسبب نقص إمدادات الدم إلى الأطراف).
  • الفشل الكلوي (عدم قدرة الكلى على أداء وظيفتها الطبيعية المتمثلة في تنظيف الدم من الفضلات، ويحدث هذا عندما يؤثر تصلب الشرايين على الشرايين الكلوية).
  • عدم انتظام ضربات القلب (عدم انتظام ضربات القلب، على سبيل المثال الضرب السريع أو البطيء).

ما هي أسباب تصلب الشرايين؟

أشرنا في بداية المقال إلى أن تصلب الشرايين هو أحد الأمراض التي تتطور تدريجياً مع مرور السنين. وهو من الأمراض المعقدة التي لها أسباب عديدة، ومن أشهرها:

  • ارتفاع مستويات الكولسترول LDL.
  • انخفاض مستويات الكولسترول HDL.
  • زيادة العمر، حيث تزداد خطورة الإصابة بهذا المرض عندما يتجاوز عمر الرجل 45 عاماً، وتصل المرأة إلى 55 عاماً.

بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، هناك عوامل خطر تزيد بشكل غير مباشر من احتمالية تعرض الشخص لهذه الشكوى. وتشمل هذه العوامل:

  • ومع اتباع نظام غذائي يعتمد على الدهون المشبعة والسكر والملح والكوليسترول، يعتبر هذا العامل أحد أهم عوامل الخطر لتطور تصلب الشرايين.
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • دخان.
  • بدانة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • إدمان الكحول.
  • مصاب بالسكري.
  • علم الوراثة.
  • ضغط.

كيفية التشخيص

تتنوع طرق التشخيص التي يمكن أن تكشف عن وجود تصلب الشرايين بين الفحوصات السريرية والمخبرية، ومنها:

  • الفحص السريري (مثل الفحص من قبل الطبيب لأعراض وعلامات تصلب الشرايين، مثل عدم النبض، انخفاض ضغط الدم في الجزء المصاب، توسع الأوعية الدموية وغيرها من العلامات التي تشير إلى احتمال حدوث مثل هذه الإصابة). ).
  • الفحوصات المخبرية (على سبيل المثال، إذا أمر الطبيب بضرورة فحص مستويات الكوليسترول والسكر في الدم).
  • اختبار الإجهاد (يهدف إلى التحقق من كفاءة عمل القلب تحت الضغط).
  • مخطط كهربية القلب (رسم تخطيطي يوضح السلامة الكهربائية للقلب، حيث يقوم القلب بإنتاج نبضات كهربائية تتحرك حول الخلايا لتنظيم انقباضاتها).
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (أحد أفضل الاختبارات للكشف عن تمدد الأوعية الدموية في الأبهر البطني).
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير المقطعي المحوسب (أحد تقنيات التصوير المعتمدة على الأشعة السينية).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) (إجراء تصوير يستخدم المجال المغناطيسي وموجات الراديو).
  • اختبار الإجهاد في الكاحل والعضدي (الذي يكشف عن وجود تصلب في الشرايين الطرفية).
  • القسطرة (أنبوب مزود بكاميرا يتم إدخاله في وعاء دموي كبير لأغراض تشخيصية أو علاجية).

طرق علاج تصلب الشرايين

يعد علاج تصلب الشرايين عملية معقدة وتتطلب الجمع بين عدد من البروتوكولات بما في ذلك:

أولاً: غيّر نمط حياتك

ويتحقق ذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي يتكون من الخضار والفواكه، وتجنب الدهون المشبعة والكوليسترول والسكريات والأملاح، والاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية، حيث أن هذه تلعب دوراً في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ويوصى بإنقاص الوزن ويمكن القيام بذلك بشكل طبيعي. وذلك باتباع النصائح المذكورة أعلاه. ويجب ألا ننسى أيضًا التوقف عن التدخين وتجنب الكحول.

ثانياً: إدارة الأدوية

قد يصف الطبيب مجموعة من الأدوية أهمها الأدوية التي تخفض نسبة الكولسترول في الدم وتنتمي إلى عائلة الستاتين، مثل أتوفاستاتين أو روزوفاستاتين.

بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة لتصلب الشرايين، يصف الطبيب الأدوية التي تتحكم في ضغط الدم (مثل حاصرات بيتا، والأدوية التي تمنع الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، أو الأدوية التي تمنع مستقبلات الأنجيوتنسين).

في هذه الحالة، بالإضافة إلى أهمية الأدوية للتحكم في مستويات السكر في الدم، فإن مخففات الدم التي تمنع تكوين جلطات الدم هي واحدة من أهم العلاجات المقدمة لمثل هذه الشكوى الصحية.

ثالثاً: التدخل الجراحي

في حالة الانسداد الجزئي أو الكامل للشريان، يمكن إجراء بعض العمليات الجراحية، ومنها:

  • استخدام القسطرة لإدخال البالون
  • تثبيت الدعم.
  • الشريان التاجي سيخضع لعملية جراحية.

الطرق المتاحة للوقاية من تصلب الشرايين

يمكن الوقاية من تصلب الشرايين إذا اتبعت التعليمات والنصائح التالية:

  • الاهتمام بنظام غذائي صحي.
  • لممارسة الرياضة.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • تخفيض الوزن.
  • السيطرة على مستويات السكر في الدم.
  • ضبط الضغط.
  • إجراء تحليلات منتظمة لمستويات الكولسترول في الدم.