ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2019، تحتل أمراض القلب المرتبة الأولى بين الأمراض التي تسبب الوفاة في أغلب الأحيان. لذلك، ونظراً لخطورة هذه الأمراض، يعمل الأطباء باستمرار على طرق علاجية مبتكرة تكمل إدارة الدواء، ولعل أشهر هذه الطرق هي قسطرة القلب، والتي تعتبر، حسب الغرض الذي تُجرى من أجله، وسيلة تشخيصية. وطريقة علاجية في نفس الوقت. وفي مقالنا اليوم سنتحدث عن عمليات قسطرة القلب والغرض منها ومخاطرها. سنناقش أيضًا كيفية تنفيذها كجزء من المقالة. هذا إجراء طبي.

نظرة عامة على جراحة قسطرة القلب

قسطرة القلب هي إجراء طبي يتم فيه إدخال أنبوب رفيع ومرن مصنوع من المعدن أو المطاط أو البلاستيك في وعاء دموي يصل إلى القلب لأغراض تشخيصية أو علاجية. أثناء إجراء القسطرة، قد يقوم الطبيب بتقييم حالة القلب وصماماته، وكذلك الأوعية الدموية المتصلة به، بهدف تحديد وجود انسداد في إحدى الأوعية أو خلل في أحد الصمامات، أو تحديد وجود عدم انتظام ضربات القلب. بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم الطبيب بإجراء العلاجات غير الدوائية اللازمة لإعادة القلب إلى حالته الصحية، مثل رأب الأوعية الدموية، أو تركيب دعامة تاجية، أو إزالة جزء من أنسجة عضلة القلب.

وما سبق يوضح أهمية هذا الإجراء الطبي على المستويين التشخيصي والعلاجي. بالإضافة إلى الضمانات المتعلقة بقصر فترة التعافي ودقة المعلومات المقدمة، من المهم الإشارة إلى أنه أثناء إجراء قسطرة القلب يكون المريض مستيقظًا، ولكن يتم إعطاؤه أدوية تساعده على الاسترخاء.

الهدف من قسطرة القلب

وقد أشرنا في بداية المقال إلى أن قسطرة القلب تشمل أغراضاً تشخيصية وأهدافاً علاجية، وفيما يلي سنعمل على توضيح القضيتين.

أولاً: الأغراض التشخيصية لقسطرة القلب

  • سواء كانت اختبارات القلب مثل تخطيط القلب واختبارات إنزيم القلب والتصوير بالرنين المغناطيسي غير كافية لتقديم معلومات دقيقة عن صحة القلب أو ما إذا كان الطبيب يريد الحصول على معلومات أكثر دقة أو شمولاً.
  • قد يتم إجراء قسطرة القلب عند ملاحظة بعض العلامات والأعراض التي تشير إلى وجود مشكلة في القلب، مثل ألم الصدر أو عدم انتظام ضربات القلب، ولا يمكن تحديد السبب الكامن وراء هذه الأعراض. يتم إجراء قسطرة القلب هنا. وهذه الحالة قادرة على تشخيص العديد من أمراض القلب مثل: ب- أمراض القلب التاجية أو عيوب الصمامات أو تضيق بعض الأوعية الدموية أو تصلب الشرايين.
  • إذا كان المريض يحتاج إلى زراعة قلب، يتم إجراء قسطرة القلب لتقييم الحالة العامة.
  • تحديد السبب الكامن وراء النوبات القلبية.
  • أخذ عينة من أنسجة القلب كخزعة لإجراء الفحوصات المخبرية.

ثانياً: الأهداف العلاجية لقسطرة القلب

  • في كثير من الحالات يتم إجراء عمليات قسطرة القلب لتصحيح بعض العيوب الخلقية لعضلة القلب.
  • يهدف رأب الأوعية الدموية إلى توسيع الشرايين التاجية المسدودة كليًا أو جزئيًا بسبب تكوين جلطات الدم أو تصلب الشرايين. في مثل هذه الحالة يتم تركيب شبكة معدنية أو شبكة تفريغ الدواء أو دعامة للشرايين التاجية، وتجدر الإشارة إلى أن هناك ثلاثة أنواع من القسطرة:
  1. بالون، أنجيوبلاستي.
  2. رأب الأوعية الدموية بالليزر.
  3. رأب الأوعية الدموية.

مخاطر عمليات القسطرة القلبية

يمكن أن تنطوي عملية قسطرة القلب على بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، بما في ذلك:

  • نزيف.
  • العدوى في موقع الشق الجراحي.
  • ندوب في موقع شق القسطرة.
  • ومن الممكن أن يكون بعض المرضى لديهم حساسية مفرطة تجاه أدوية التخدير التي تعطى لهم استعداداً لإجراء قسطرة القلب.
  • تلف الأوعية الدموية التي تم تمرير القسطرة من خلالها.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • نوبة قلبية.
  • سكتة دماغية
  • جلطات الدم.

كيفية إجراء قسطرة القلب

أولاً: قبل إجراء العملية

كإجراء تحضيري لجراحة قسطرة القلب، يجب أن يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات المخبرية لتقييم حالته الصحية. ويشمل ذلك طلب إجراء تحليل تعداد الدم وكيمياء الدم وفحص وظائف الكبد والكلى. بالإضافة إلى إجراء مخطط كهربية القلب.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على المريض الذي يخضع لعملية قسطرة القلب إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها، حيث قد يطلب الطبيب المعالج التوقف عن تناول بعض الأدوية، مثل الأدوية التي تسبب النزيف. بعض الوقت قبل إجراء العملية الجراحية. كما يجب على المريض تجنب الأكل والشرب لمدة 8 ساعات قبل إجراء القسطرة.

ثانياً: أثناء إجراء القسطرة

يحدد الطبيب الموقع الذي يعمل كمنفذ دخول إلى أنبوب القسطرة. عادة يتم استخدام إما الشريان الفخذي أو الشريان الكعبري (أحد الأوعية الدموية الرئيسية الموجودة خارج الساعد)، وبعد ذلك يتم إجراء قسطرة القلب، وتتم العمليات وفق الخطوات التالية:

  • أولاً: يتم حقن المريض بمادة تباين وهي مادة كيميائية يتم توزيعها بشكل متجانس في جميع أنحاء الأوعية الدموية، وبالتالي يتم تحديد المكان الذي يحدث فيه ضعف الدورة الدموية بشكل دقيق بسبب التضيق أو الانسداد الكامل.
  • ثانيا، تعقيم موقع الشق الجراحي الذي سيكون بمثابة الوصول إلى القسطرة للقضاء على أي احتمال للعدوى أو العدوى في موقع الشق. يتم بعد ذلك إدخال أنبوب القسطرة الرفيع والطويل والمرن في الشريان الذي يختاره الطبيب.
  • ثالثاً: العمل على توجيه أنبوب القسطرة عبر الأوعية الدموية إلى الشرايين التاجية، والأنبوب مزود بكاميرا للمراقبة.
  • رابعا، بعد تقييم حالة المريض، يقرر الطبيب ما هي التدابير العلاجية التي يجب اتخاذها ضد الأوعية الدموية المتضيقة. على سبيل المثال، يؤدي نفخ البالون إلى تمدد الوعاء المعيب.
  • خامساً: العمل على إخراج أنبوب القسطرة من الوعاء الدموي. يتم بعد ذلك خياطة الجرح واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حدوث مضاعفات.

ثالثاً: بعد إجراء القسطرة

يخرج المريض مباشرة بعد إجراء قسطرة القلب التشخيصية. إذا كانت القسطرة لأغراض علاجية، فيجب على المريض البقاء في المستشفى للتحقق من أي مضاعفات متوقعة. ستتم إزالة الضمادة الطبية بعد بضعة أيام، وقد تحدث بعض الكدمات في مكان الإجراء الطبي. ومع ذلك، فإنها تختفي تلقائيًا بعد مرور فترة زمنية معينة.

تجدر الإشارة إلى أنه عند خروج المريض من المستشفى، يجب عليه الانتباه إلى أي مضاعفات قد تظهر، مثل الحمى أو ضيق التنفس أو انخفاض الضغط أو ظهور النزيف، كما يجب على المريض طلب المشورة الطبية الطارئة بسرعة. في حالة ظهور أي من الأعراض المذكورة أعلاه.

نصائح للحفاظ على صحة القلب بعد إجراء قسطرة القلب

إذا تم إجراء قسطرة القلب لأغراض علاجية، فيمكن للمريض العودة إلى أنشطته اليومية تدريجيًا مع اتباع تعليمات الطبيب، والتي غالبًا ما تتضمن تناول بعض الأدوية المضادة للتخثر. وينصح المريض أيضًا بالحفاظ على نمط حياة يعتمد على:

  • توقف عن التدخين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وغير مجهد.
  • تجنب تناول الأطعمة التي يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول.
  • السيطرة على نسبة السكر في الدم، سواء من خلال النظام الغذائي أو الأدوية.
  • السيطرة على ضغط الدم من خلال اتباع الأدوية التي يصفها الطبيب.
  • تجنب التوتر.
  • تخفيض الوزن.