إذا ذهبت إلى بعض الأندية الرياضية، فمن المحتمل أنك سمعت عبارة “الذاكرة العضلية”. هل العضلات لديها ذاكرة حقا؟ وإذا كان هذا المصطلح صحيحا من الناحية العلمية، فكم تدوم الذاكرة العضلية وكيف يتم إنشاء هذه الذاكرة؟ المكان الأول؟ كل هذه التفاصيل وأكثر سيتم ذكرها. هذا المقال. لذا تابع القراءة حتى النهاية لتدوين كل هذه التفاصيل.

ما هي الذاكرة العضلية؟

علميا لا يمكن القول أن العضلات لها ذاكرة، بل إن مصطلح الذاكرة العضلية يستخدم مجازيا وعرضيا. تشير إلى القدرة على أداء تمرين رياضي معين بعد فترة معينة من التوقف، حيث نلاحظ أحياناً أنه بمجرد استئناف الأنشطة الرياضية مثل السباحة أو رفع الأثقال أو لعب كرة القدم، نجد أنفسنا قادرين على الأداء بنفس مستوى العمل الاحترافي. تقريبا نفس ما كنا عليه قبل الانقطاع، وهذا ما يسمى ذاكرة العضلات الحركية. ومن الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى هذا النوع من الذاكرة العضلية، هناك نوع آخر من الذاكرة العضلية يرتبط بنمو العضلات، وسوف نتناول كل نوع بالتفصيل في الفقرة التالية.

أنواع الذاكرة العضلية

ينقسم مصطلح الذاكرة العضلية إلى نوعين:

أولاً: الذاكرة العضلية الحركية

ونعني بالمدة ذاكرة العضلات الحركية، أي الذاكرة العضلية المرتبطة بأداء التمرين. على سبيل المثال، إذا بدأت في ممارسة تمارين رفع الأثقال مثل الرفعة المميتة أو تمرين ضغط البنش، فلن تتمكن من أدائها بسلاسة في البداية. بالإضافة إلى ذلك، سوف تواجه صعوبة بالغة في رفع الأوزان المتوسطة إلى الكبيرة، وقد تشعر بالتشنجات والألم. ولكن إذا واصلت القيام بهذه التمارين وبانتظام، ستجد أنه يمكنك أداء التمرين دون أدنى صعوبة.

ويعود الفضل في ما سبق (المهارة في أداء التمارين بعد فترة تدريب) إلى ما يعرف بذاكرة العضلات الحركية. ما يحدث بشكل أساسي في الدماغ من خلال تراكم المهارات الحركية المكتسبة. بمجرد أداء نفس التمرين، يحدث التنسيق بين عضلات الدماغ لأداء التمرين بسهولة.

ويمكن ملاحظة الذاكرة العضلية بوضوح عند العودة إلى صالة الألعاب الرياضية بعد فترة من الغياب. ستجد أنه يمكنك أداء التمارين التي كنت تمارسها بنفس الأداء الذي قمت به تقريبًا ويجب الإشارة هنا إلى أنه على الرغم من انخفاض مستواك قليلاً، إلا أن هذا بسبب الإهمال الذي مارسته، فالطبيعي هو عندما تقوم تنافس نفسك، ستجد أنك قادر على العودة سريعاً إلى عصرك السابق، ويمكن التعبير عن ذلك بكونك لاعباً صاحب خبرة سابقة.

ثانياً: الذاكرة المتعلقة بنمو العضلات

لفهم مدة الذاكرة العضلية المرتبطة بنمو العضلات، يجب عليك أولاً أن تكون على دراية بالآلية التي تؤدي إلى نمو العضلات وتضخمها. يتضمن ذلك رفع الأثقال، مما يعني أنك تضع ضغطًا على عضلاتك. فهي تتسبب في تلفها أو إحداث جروح مجهرية فيها، مما يؤدي بدوره إلى تنشيط خلايا في الطرف الخارجي للعضلة تسمى الخلايا الساتلة، وهي بطبيعتها تعتبر خلايا جذعية مسؤولة عن إعادة بناء العضلات التالفة. ويمكن تلخيص دورها في النقطتين التاليتين:

  • إعادة بناء ألياف العضلات التالفة تسمى تجديد العضلات.
  • تكوين نوى جديدة داخل الخلية العضلية تنمو معًا وتتواجد جنبًا إلى جنب مع النوى التي كانت موجودة سابقًا في الخلية العضلية. وينتج عن ذلك زيادة في سمك العضلات وتضخمها حيث أن النوى هي المسؤولة عن تحفيز إنتاج البروتين العضلي.

النقطتان السابقتان، وخاصة زيادة عدد النوى داخل الخلية العضلية، هما المسؤولان بشكل مباشر عن زيادة الكتلة العضلية لدى لاعبي كمال الأجسام. لتوضيح العلاقة بين ما سبق والذاكرة العضلية في سياق النمو العضلي نعرض ما يلي:

على سبيل المثال، عندما تبدأ لأول مرة في ممارسة تمارين المقاومة في صالة الألعاب الرياضية، يكون عدد النوى داخل الخلايا العضلية منخفضًا. عند ممارسة الرياضة لفترة طويلة من الزمن، يزداد عدد هذه النوى من خلال الآلية التي تحدثنا عنها سابقاً، مما يؤدي إلى تراكم الكتلة العضلية. لكن عند التوقف عن ممارسة الرياضة، يقل حجم هذه العضلات. لأن الجسم عمل على استنزاف مخازن الجليكوجين لديه ومن ثم تكسير البروتين العضلي في وقت لاحق، ولكن لحسن الحظ أن النواة التي اكتسبتها من التدريب لا تنخفض وبالتالي عندما تبدأ ممارسة الرياضة مرة أخرى لا تفقد الوزن، ستجد ذلك يمكنك استعادة كتلة العضلات بسرعة قياسية وهذا ما يسمى بفترة الذاكرة العضلية. المتعلقة بالعضلات.

كم تدوم ذاكرة العضلات؟

لا يمكن تحديد الذاكرة العضلية بجدول زمني محدد. ومع ذلك، حتى الآن، لم تتمكن الدراسات العلمية من تحديد المدة الدقيقة للذاكرة العضلية. لكن ما ثبت علميا بالشك المطلق هو الوجود الواضح لهذه الذاكرة التي تتشكل بشكل أساسي في الدماغ وتنعكس على العضلات من خلال الليونة التي يظهرها الممارس بعد العودة إلى ممارسة الرياضة. على سبيل المثال، الكتلة العضلية التي عملت على تمرينها لتكتسبها لمدة خمس سنوات ثم توقفت لمدة ثلاث سنوات. عند ممارسة الرياضة، من المتوقع أن تستعيد أدائك خلال فترة أقصر بكثير وهي عام واحد (مثال للأغراض التوضيحية فقط).

ومن الجدير بالذكر أن ذاكرة العضلات يمكن أن تكون أقوى إذا مارست التمارين بانتظام على مدى فترة زمنية أطول. وهذا أمر بديهي لأن عدد النوى زاد أكثر مقارنة بشخص لم يمارس الرياضة لفترة طويلة.

كيف يمكنك الاستفادة من الذاكرة العضلية؟

للاستفادة بشكل كبير من مدة الذاكرة العضلية عند العودة للتدريب. يجب أن تعمل على تجنب الأخطاء التي وقعت فيها مؤخراً، مع التركيز على التغذية التي تلعب دوراً حاسماً في بناء العضلات. وفيما يلي بعض النصائح:

  • الاستمرار في رفع الأثقال دون توقف.
  • اعمل على زيادة وزن الأوزان التي تستخدمها تدريجياً. أو العمل على زيادة عدد التكرارات في كل مجموعة، حيث أن الثبات في ذلك يؤدي أيضاً إلى استقرار الكتلة العضلية المكتسبة.
  • الحصول على قسط كافي من النوم لمدة 8 ساعات حيث أن النوم هو الفترة التي تتم فيها عملية الاستشفاء العضلي.
  • اتباع نظام غذائي يحتوي على 2 جرام من البروتينات لكل كيلوجرام من وزن الجسم. وتشمل مصادر البروتين اللحوم والبيض والبقوليات والتونة
  • مراعاة تناول الكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة، مع الاهتمام بتناول الدهون غير المشبعة والفيتامينات والمعادن.
  • التركيز على الحركة السلبية أثناء التمارين.
  • قم بإجراء التمارين في مجموعات بحيث تتضمن كل مجموعة تكرارات متعددة. مع مراعاة فترة راحة بين كل مجموعة لا تزيد عن دقيقة واحدة.
  • ركز على العضلة التي تريد تدريبها بشكل خاص من خلال تخصيص كل يوم من أيام الأسبوع لعضلة معينة.
  • الصبر: على الرغم من أنه ثبت أن الذاكرة العضلية تدوم، إلا أن هذا لا يتعارض مع ضرورة الصبر من أجل استعادة الكتلة العضلية التي تم تحقيقها سابقًا.