زادت نسبة الإصابة بمرض السكري لدى الأطفال بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وبما أنه مرض مزمن وخطير، يجب على الطفل اتباع نظام غذائي صارم بالإضافة إلى تناول العديد من الأدوية التي تحاول التحكم في مستوى الجلوكوز في مجرى الدم، لذلك ومن المهم أن يكون الوالدان على دراية بأعراض مرض السكري عند الأطفال حتى يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة بسرعة إذا لاحظوا أي علامات أو أعراض تشير إلى احتمالية إصابة الطفل بهذا المرض الخطير والمضاعفات التي يمكن أن تنشأ. إذا لم يتم علاج الطفل على الفور. ويعتبر حدوث هذه الأعراض خطيرا ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

متى تظهر علامات مرض السكري عند الأطفال؟

نادراً ما يولد الأطفال مصابين بمرض السكري أو ما يسمى بداء السكري الوليدي. إذا حدث هذا، فمن المحتمل أن يتراجع المرض عندما يصل الطفل إلى السنة الأولى من عمره. ويتم تفسير مثل هذه الحالات بما يلي:

  • أسباب وراثية وراثية.
  • نمو غير مكتمل للبنكرياس عند الطفل (لأن هذا العضو يشارك بشكل مباشر في التحكم في مستويات السكر في الدم من خلال الهرمونات التي يفرزها).
  • الاضطرابات الهرمونية.
  • سوء تغذية الأم أثناء فترة الحمل.

غالبًا ما يحدث مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال في السنوات القليلة الأولى من الحياة، وتزداد الأعراض مع وصول الطفل إلى سن الخامسة. كان مرض السكري من النوع الأول يسمى سابقًا سكري الأطفال لأنه يحدث غالبًا عند الأطفال ويرتبط بنقص إفراز الأنسولين، ولهذا السبب يحتاج هؤلاء الأطفال إلى تلقي حقن الأنسولين مدى الحياة.

وبينما نجد أن مرض السكري من النوع الثاني غالبا ما يصيب كبار السن، فهو لا يعتمد على الأنسولين، مما يعني أن مستويات الأنسولين لدى المريض قد تكون طبيعية، ولكن ما يحدث هو مقاومة الخلايا لعمل هذا الهرمون، وهذا بسبب لأسباب عديدة، وخاصة السمنة.

أعراض مرض السكري عند الرضع

ونظراً لتداخل وتشابه أعراض هذا المرض مع أعراض أمراض أخرى، فإن الكشف عن مرض السكري عند الرضع غالباً ما يتأخر ولا يمكن تشخيصه بدقة إلا بعد ظهور أعراض مرض السكري عند الرضع بشكل واضح.

فيما يلي نلقي نظرة على أبرز أعراض مرض السكري من النوع الأول عند الأطفال:

  • غالبًا ما تكون رائحة فم الرضيع كريهة، وفي بعض الحالات قد تلاحظ الأم أيضًا أن رائحة فم طفلها تشبه رائحة الفاكهة.
  • البول لديه أيضا رائحة كريهة.
  • يعاني الأطفال في كثير من الأحيان من المبيضات البيضاء، وهي فطريات تنمو بشكل خاص في منطقة الحفاضات.
  • يعاني الطفل في كثير من الأحيان من التعب والخمول.
  • نلاحظ أن الطفل يبكي كثيرًا.
  • يعاني الرضيع من نقص الوزن، ويشرب الحليب بشراهة ويشعر بالجوع المستمر.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • دوخة.

وما يجعل تشخيص مرض السكري عند الرضع أمرا صعبا هو عدم قدرة هؤلاء الأطفال على التعبير عن الأعراض التي يعانون منها.

أعراض مرض السكري من النوع الأول عند الأطفال

على الرغم من أن أعراض مرض السكري عند الأطفال تتشابه بين النوع الأول والنوع الثاني إلا أن كل نوع ينجم عن سبب مختلف حيث يظهر مرض السكري من النوع الأول عدم قدرة جسم الطفل على إنتاج الأنسولين بشكل كامل بينما النوع الثاني إما عن طريق البنكرياس بسبب عدم كفاية إنتاجه إنتاج الأنسولين، أو بسبب مقاومة الأنسولين في خلايا الجسم. وتجدر الإشارة إلى أنه مع تقدم الطفل في السن، يصبح اكتشاف مرض السكري أسهل، وذلك بسبب قدرة هؤلاء الأطفال على التعبير عن الأعراض التي يعانون منها. على عكس الرضع الذين لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، فإن الأعراض التالية هي الأكثر شيوعًا عند الأطفال:

  • يشكو الطفل من إلحاح البول وزيادة عدد مرات التبول، وهي علامات مبكرة على إصابة الطفل بالمرض.
  • ومن أبرز الأعراض العطش الشديد وشرب الماء، والذي ينتج بشكل طبيعي عن كثرة التبول.
  • الجوع المستمر.
  • زيادة الشهية.
  • على الرغم من أن الطفل يتمتع بشهية كبيرة للطعام ويتناول الطعام بشكل متكرر، إلا أنه يعاني من انخفاض حاد وغير مبرر في وزن الجسم.
  • البول له رائحة كريهة.
  • كما أن الفم له رائحة كريهة.
  • وفي بعض الحالات، قد تلاحظين أن رائحة أنفاس الطفل تشبه رائحة الفاكهة.
  • يعاني الطفل من مشاكل في الرؤية.
  • الإرهاق والتعب العام، والعزوف عن اللعب، والميل إلى النوم.
  • عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
  • المشاكل السلوكية.
  • غيبوبة.

ومن الجدير بالذكر أنه كلما تم ملاحظة أعراض مرض السكري لدى الأطفال بشكل أسرع وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة عليها وعلاجها، كلما زاد احتمال إنقاذ الطفل من المضاعفات والمخاطر.

أعراض مرض السكري من النوع 2 عند الأطفال

على الرغم من أن احتمالية إصابة الأطفال بمرض السكري من النوع الثاني نادرة، إلا أن هذا الشكل غالباً ما يصيب كبار السن، وعندما يحدث يظهر مع الأعراض التالية:

  • كثرة التبول وخاصة في الليل.
  • العطش المستمر وشرب كميات كبيرة من الماء.
  • وكما في النمط الأول، نجد أن الطفل يفقد جزءاً كبيراً من وزنه بشكل مفاجئ وغير مبرر.
  • ومن الممكن أيضاً أن يعاني الطفل من عدوى فطرية، خاصة في منطقة الأعضاء التناسلية، وتتجلى هذه الشكوى بطفح جلدي أبيض اللون في المنطقة مع حكة شديدة.
  • ويلاحظ أيضًا أن جسم الطفل لا يستجيب بسرعة لعملية التئام الجروح.
  • ظهور علامة الشواك الأسود حيث يبدو الجلد سميكاً وأسود خاصة في منطقة الرقبة وهذه العلامة بسبب مقاومة الجسم للأنسولين.
  • كما يعاني الطفل من مشاكل في الرؤية.

كيفية تشخيص مرض السكري عند الأطفال

إذا شعرت الأم بأعراض مرض السكري عند الأطفال، فيجب عليها استشارة الطبيب فوراً. وسيقوم الأخير بإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد أو نفي وجود مرض السكري. الاختبار الأول الذي سيقوم به الطبيب هو تحليل البول للتحقق من وجود الجلوكوز فيه. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى سلسلة من الفحوصات والفحوصات المخبرية الأخرى، والتي تعتمد أيضًا على فحص مستويات الجلوكوز. تشمل هذه الاختبارات ما يلي:

  • اختبار نسبة السكر في الدم أثناء الصيام

يقيس مستوى الجلوكوز في مجرى الدم بعد 8 ساعات من الصيام. ويدل على إصابة الطفل بالسكري إذا تجاوزت القيمة 126 ملجم/ديسيلتر.

  • اختبار سكر الدم العشوائي

هذا تحليل معملي يستخدم لتحديد مستوى الجلوكوز في مجرى الدم، بغض النظر عن الطعام. يشير إلى أن الطفل مصاب بالسكري إذا تجاوزت القيمة 200 ملجم/ديسيلتر.

  • اختبار نسبة السكر في الدم HbA1c

يقوم بقياس مستويات السكر في الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية. يدل على إصابة الطفل بمرض السكري إذا زادت نسبته عن 6.5.