تعتبر متلازمة القولون العصبي من الأمراض المزمنة التي تسبب بالإضافة إلى الصداع العديد من الأعراض المزعجة مثل المغص أو الإسهال أو الإمساك. لا يمكن لجميع الأدوية علاج هذه المتلازمة، لكن فعاليتها في تخفيف الأعراض الناتجة والانزعاج تظل محدودة. ونجد أن أسلوب العلاج الأكثر فعالية لمكافحة أعراض هذه المتلازمة هو النظام الغذائي. وذلك لأن المرضى الذين يعانون من متلازمة القولون غالبًا ما يعانون من زيادة الانزعاج عند تناول أطعمة وأطعمة معينة. لذلك، نقدم في هذا المقال خطة غذائية لمتلازمة القولون العصبي لتحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة المزعجة.

حول متلازمة القولون العصبي

متلازمة القولون العصبي هي حالة تؤدي إلى مجموعة متنوعة من أعراض الجهاز الهضمي المزعجة. يعد المغص والانتفاخ من أكثر المظاهر السريرية شيوعًا لدى مرضى هذه المتلازمة. ويصاحب هذا الإزعاج أيضًا تغير في سلامة وصحة حركات الأمعاء، حيث يتبين أحيانًا أن حركات الأمعاء طبيعية وصحية. وفي حالات أخرى، تتفاقم حركة الأمعاء، خاصة عند تناول أطعمة معينة، ويؤدي ذلك إلى ظهور أعراض مؤلمة. وهذا بالطبع يزيد من أهمية النظام الغذائي لمتلازمة القولون العصبي.

ومن الجدير بالذكر أن الأطباء يعملون على تصنيف هذه المتلازمة إلى ثلاثة أنواع بناءً على شكل ومظهر البراز. الأنواع هي:

1. متلازمة القولون العصبي مع الإمساك: وفي هذه الحالة يعاني المريض من إمساك مزمن بالإضافة إلى مشاكل هضمية مزمنة.

2. متلازمة القولون العصبي مع الإسهال: بما أن البراز هنا سائل، فغالباً ما يعاني المريض من إسهال غير معروف السبب.

3. القولون العصبي المصحوب بتناوب الإسهال والإمساك: وفي هذا الشكل يحدث أن يعاني المريض من الإسهال ثم من الإمساك والعكس. ويرجع ذلك بالطبع إلى تناوب حركة الأمعاء بين النشاط والكسل.

ويمكن تخفيف هذه الأعراض، التي تعتبر مزعجة للغاية بالنسبة للمرضى الذين يعانون من هذه المتلازمة، بالأدوية. ومع ذلك، تظل الخطة الغذائية الموضحة أدناه هي الأساس لتجنب أعراض متلازمة القولون العصبي.

النظام الغذائي لمتلازمة القولون العصبي

وقبل عرض خطة النظام الغذائي لمتلازمة القولون العصبي، سنوضح بعض الأنظمة الغذائية التي يلجأ إليها الأطباء للتخفيف من أعراض هذه المتلازمة. وذلك لأن الأطباء عادةً ما يطلبون من المرضى الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي إجراء تغييرات في نوع الطعام الذي يتناولونه، بالإضافة إلى بعض الإجراءات والممارسات.

أولاً: اتباع نظام غذائي غني بالألياف

من المهم أن ينتقل المريض إلى نظام غذائي غني بالألياف لمتلازمة القولون العصبي لأن الألياف تخفف الإمساك، وهو أحد الأعراض الشائعة لهذه المتلازمة. ويراعى أنه من الضروري شرب كميات كبيرة من الماء لتحقيق فعالية الألياف. وذلك لأن آلية عمل الألياف تعتمد على التركيب، الذي يزيل الماء من الأمعاء، مما يفيد كتلة البراز. وتوجد مصادر طبيعية للألياف بالإضافة إلى منتجات تباع في الصيدليات. إذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي، فيجب عليك تناول نظام غذائي غني بالألياف بدلاً من:

  • الفواكه – الشوفان – الفاصوليا: تحتوي هذه الأطعمة على الألياف القابلة للذوبان.
  • الخضروات – منتجات الحبوب الكاملة: تحتوي على ألياف غير قابلة للذوبان.

لاحظ أن بعض الدراسات تفضل الألياف القابلة للذوبان في تخفيف الإمساك. كما نلاحظ أنه عند إدخال نظام غذائي غني بالألياف لمرضى القولون العصبي، يجب تقديمه بشكل تدريجي. وذلك لأن أحد الآثار الجانبية لهذه الألياف هو الانتفاخ، مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي. ولذلك، لتجنب ذلك ينبغي اللجوء إلى ما ذكرناه، وهو التدرج في هذا النظام الغذائي.

ثانياً: اتباع نظام غذائي منخفض الألياف لمتلازمة القولون العصبي

هذا النظام الغذائي لمتلازمة القولون العصبي مخصص للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي المصحوبة بالإسهال. وكما اقترحنا في الفقرة السابقة فإن الألياف مهمة لتنظيم حركة الأمعاء والتخفيف من حالات الإمساك. ولهذا السبب، فهي بطبيعتها غير مناسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من الإسهال. يُنصح هؤلاء الأشخاص عادةً بتركيز نظامهم الغذائي على الخضار. وبالتالي يستهلكون الألياف غير القابلة للذوبان لأن هذا أخف بالنسبة لمرضهم.

ثالثا، تجنب الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين

وفي جدول النظام الغذائي لمتلازمة القولون العصبي الذي سنعرضه لاحقاً، ستجد بعض الأطعمة الممنوعة لمرضى متلازمة القولون العصبي. سبب هذا الحظر هو أن هذه الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الغلوتين. ينصح بعض الأطباء بعدم القيام بذلك إذا كنت تعاني من أعراض متلازمة القولون العصبي لتحديد ما إذا كانت الأعراض تتحسن أم لا. لاحظ أن الغلوتين موجود على وجه التحديد في القمح والشعير.

الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين:

  • الخبز
  • قمح
  • المعكرونة
  • بعض الصلصات
  • جعة
  • خل الشعير

رابعاً: نظام الفودماب – نظام غذائي لمتلازمة القولون العصبي

يضع بعض الأطباء مرضى القولون العصبي على نظام غذائي يتطلب تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، والتي تسبب اضطراب الجهاز الهضمي وبالتالي تزيد من أعراض وانزعاج القولون. تسمى هذه الكربوهيدرات FODMAPs.

ومن الأطعمة التي تحتوي على الفودماب نذكر:

  • الفواكه: الخوخ – البطيخ – الكمثرى – المانجو – التفاح.
  • البقوليات: الحمص، الفول، العدس.
  • الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز: الحليب – الزبادي – الجبن.
  • شراب الذرة عالي الفركتوز.
  • المعجنات: الخبز-الشعرية.
  • المحليات.
  • الخضار: البصل – البروكلي – الخرشوف – الهليون – الملفوف.

خامساً: اتباع نظام غذائي قليل الدهون

ويلاحظ أنه بالنسبة لمعظم مرضى القولون العصبي، قد تتفاقم الأعراض عند تناولهم للدهون. لذلك، فإن اتباع نظام غذائي قليل الدهون لعلاج متلازمة القولون العصبي له تأثير كبير على تخفيف الأعراض بشكل عام.

جدول النظام الغذائي لمتلازمة القولون العصبي

وفيما يلي نضع جدولاً غذائياً لمتلازمة القولون العصبي، والذي يحتوي بالإضافة إلى الأطعمة المسموح بها أيضاً على الأطعمة الممنوعة، وذلك بناءً على العادات الغذائية العامة:

الأطعمة المسموح بها

الأطعمة المحرمة

فاكهة

برتقال – توت – كيوي – فراولة – عنب خوخ – بطيخ – كمثرى – تفاح – خوخ – مانجو

خضروات

جزر – باذنجان – قرع

الخرشوف – الهليون – البروكلي – الكرنب – البصل

البقوليات

بازيلاء

الحمص – الفول – العدس

المحليات

سكر ستيفيا – مُحلي الصبار السوربيتول – شراب الذرة عالي الفركتوز – إكسيليتول

طعام آخر

البيض – اللحوم الخالية من الدهون – الشوفان الخبز ومشتقات القمح – منتجات الألبان والأجبان – المكسرات – القهوة – الكحول

معلومات عامة لمرضى القولون العصبي

بالإضافة إلى الخطة الغذائية لمتلازمة القولون العصبي، هناك بعض الممارسات التي تعمل على تحسين نوعية حياة المرضى الذين يعانون من هذه المتلازمة، وبالتالي تقليل شدة الأعراض وتكرارها. ومن هذه الممارسات نذكر:

  1. – لا تأكل بسرعة لأن السرعة تؤدي إلى عسر الهضم.
  2. مضغ الطعام جيداً، لأن ذلك يسمح بإفراز اللعاب، مما يساعد على الهضم.
  3. الالتزام بالوجبات الرئيسية، الإفطار – الغداء – العشاء.
  4. مارس الرياضة بانتظام. على سبيل المثال: المشي أو ركوب الدراجة لأنه ينشط الأمعاء ويعزز عملية الهضم ويخفف من أعراض القولون العصبي لأنه يؤثر على الدورة الدموية.
  5. تجنب تناول الطعام قدر الإمكان في الليل. وهذا يؤدي إلى عسر الهضم وضعف حركية الأمعاء.
  6. التزم بخطة النظام الغذائي لمتلازمة القولون العصبي وتجنب بشكل خاص الأطعمة المهيجة مثل البصل والثوم.
  7. الحد من استهلاك الكافيين وتجنب القهوة والشاي والكولا.
  8. يساعد استهلاك البكتيريا المفيدة في دعم النباتات الطبيعية، وبالتالي يكون له تأثير كبير على تحسين دور وفعالية خطة النظام الغذائي المذكورة أعلاه في علاج متلازمة القولون العصبي.