الأحلام تحدث بشكل طبيعي لدى جميع الناس وهي نتيجة الذكريات التي يولدها الدماغ والمواقف المشوهة، بالإضافة إلى أحلام أخرى تأخذ بعدًا روحانيًا. وقد قدم العلماء أدلة على أن الأحلام طبيعية من خلال تقسيم النوم إلى أربع مراحل، تأخذ شكل دورة تتكرر بمعدل دورة واحدة كل 90 إلى 120 دقيقة طوال فترة النوم بأكملها. وتنقسم هذه المراحل إلى مراحل نوم حركة العين غير السريعة، ويتم توزيعها على الفترات الثلاث الأولى من كل دورة. أما المرحلة الرابعة فتسمى نوم حركة العين السريعة، وفيها تسارع في معدل التنفس ونبض القلب. لكن بالإضافة إلى وجود نشاط كهربائي كبير في الدماغ، كما هو الحال عند الاستيقاظ، مما يؤدي إلى رؤية أحلام أو كوابيس، فإن ما سبق لا ينفي احتمال أن تكون الأحلام المتكررة مؤشراً على المرض النفسي، ولهذا سنتناوله في هذا المقال. المقال العمل على الإجابة على سؤال: هل الأحلام المتكررة مرض نفسي؟

ما هي الأحلام؟

قبل الإجابة على ما إذا كانت الأحلام المتكررة مرضًا نفسيًا، يجب أن نبدأ النقاش بتعريف الحلم ومعناه. يكفي اقتباس أحد علماء الأعصاب لإعطاء تعريف واضح للأحلام. ويقول: “الأحلام ليست شيئاً مزعجاً، بل هي عملية إنسانية طبيعية تحدث في محاولة الدماغ للتخلص من كل التجارب السلبية والضغط النفسي التي تؤثر على الإنسان. وهي أيضًا عملية يتحد فيها التجارب التي مر بها الإنسان مع ما يريد تحقيقه في المستقبل، ورغم اختلاف العلماء حول هذه الوظيفة البيولوجية الصريحة للأحلام في أغلب الأحيان، فإنها هي آلية يستخدمها الدماغ لعزل الحواس عن المؤثرات الخارجية التي قد تمنع الإنسان من النوم.

وقد أشرنا في بداية المقال إلى أن الدماغ يتمتع بنشاط كهربائي مرتفع خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة، أو ما يسمى بمرحلة نوم حركة العين السريعة، والتي تتم فيها محاكاة الأحلام. ونذكر بعد ذلك ما توصل إليه العلماء في هذا النشاط، فمن الواضح أنه في هذه المرحلة من النوم تنشط مناطق الدماغ المسؤولة عن خلق القصص وإشباع الحاجات وتقليل التوتر. إذا كانت الأحلام دائماً ضمن النطاق الطبيعي فهي مؤشر على الصحة النفسية والجسدية، وإذا لم تكن مهمة لذلك أو تم الحلم بها بشكل متكرر، فهناك احتمال أن يكون هناك مرض عضوي عقلي أو جسدي.

هل كثرة الأحلام مرض نفسي؟

يعتقد العلماء والمتخصصون في علم الأعصاب والصحة العقلية أنه على الرغم من أن الأحلام المتكررة من غير المرجح أن تكون مرضًا عقليًا، إلا أنها يمكن أن تكون أحد أعراض مرض عقلي أو عضوي لأنها مرتبطة بالتنشيط الكهربائي للدماغ أثناء نوم حركة العين السريعة. التي ذكرناها. وفي هذه العملية تحدث تغيرات عضوية وعصبية، وفيما يلي سنتناول أبرز الأمراض النفسية التي من المرجح أن تشير إلى الأحلام المتكررة، ومن ثم سنتحدث عن الأمراض العضوية التي من المرجح أن تدل عليها الأحلام المتكررة.

الأمراض النفسية والعصبية التي يمكن أن تدل عليها الأحلام المتكررة

وبعد أن استنتجنا أن كثرة الحلم يمكن أن تكون مرضاً نفسياً، نذكر أشهر هذه الاضطرابات كما يلي:

1. القلق والاكتئاب أو الاختلالات الهرمونية

من الممكن أن تكون الأحلام المتكررة عبارة عن مرض نفسي مثل القلق أو الاكتئاب، والتي تتجلى في مجموعة من الاضطرابات النفسية والجسدية التي تشمل أيضًا الأحلام المتكررة، على سبيل المثال يعود الحلم الذي يحدث خمس إلى ست مرات في الليلة الواحدة. للوصول إلى مثل هذا الاستنتاج، يوصى بالاحتفاظ بدفتر ملاحظات بجوار سريرك لتسجيل عدد أحلامك.

بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تكون الأحلام المتكررة تتعلق بالألم أو الشعور بالبرد أو تكون بسبب اختلالات هرمونية تؤدي بشكل طبيعي إلى الاكتئاب أو القلق، وهذه الحالة أكثر شيوعًا عند النساء. ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه من الممكن أن تكون الأحلام المتكررة من أعراض الانسحاب. على سبيل المثال، التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب.

ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد ينامون بسرعة أكبر مع حركة العين السريعة. ولذلك، فإن الأحلام تحدث بشكل طبيعي في وقت مبكر من النوم.

2. الأحلام الغريبة المتكررة قد تشير إلى مرض باركنسون

وبما أن مرض باركنسون هو مرض تنكس عصبي، فإنه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الناقلات العصبية في الدماغ. ولذلك فإن الإصابة بمثل هذه الأمراض يمكن أن تؤدي إلى أحلام متكررة.

3. الأحلام المتكررة قد تشير إلى مرض الزهايمر

ومن الممكن أن تدل الأحلام المتكررة حول التعرض لهجوم من الحيوانات أو التعرض لهجوم من البشر، على احتمالية الإصابة بالانحطاطات العصبية، وخاصة مرض الزهايمر، حيث أن الشخص في هذه الحالة يكون في خضم صراعات نفسية وتنعكس المخاوف في زيادة وتيرة الإصابة به. أحلام لديه.

الأمراض العضوية التي يمكن أن تشير إليها الأحلام المتكررة

كثير من الأحلام لا تدل بالضرورة على مرض نفسي أو عصبي، ولكنها ممكنة أيضاً مع أمراض عضوية ومن هذه الأمراض نذكر:

1. أمراض القلب

لأن أمراض القلب، التي تتجلى في عدم انتظام ضربات القلب، من شأنها أن تؤدي إلى عدم وصول الأكسجين إلى الدماغ. وبالتالي تنعكس هذه المادة في الدماغ وتنتج صوراً مخيفة وكوابيس أصبحت أكثر شيوعاً.

2. انقطاع التنفس أثناء النوم

الأحلام المفرطة لا تعتبر مرضًا عقليًا فقط. وكشف في تصريح لمدير معهد فلوريدا للنوم، أن كثرة الأحلام المزعجة مثل الغرق أو الاختناق التي تجعل الإنسان يستيقظ من النوم في خوف يمكن أن تكون مؤشرا واضحا على تعرضه لانقطاع التنفس أثناء النوم.

3. العدوى البكتيرية

ويلاحظ أن الشخص الذي يتعرض لعدوى بكتيرية غالباً ما يعاني من أحلام حركة العين السريعة والكوابيس أثناء النوم. وقد يكون ذلك بسبب الألم الناتج عن مثل هذه الإصابات مما يؤدي إلى كوابيس مزعجة أثناء النوم.

أسباب أخرى للحلم المفرط

لا تتسرع في الحكم على أن الأحلام المفرطة هي مرض عقلي، لأنها يمكن أن تكون ناجمة عن أي من الأسباب التالية:

  • التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب.
  • استهلاك الكحول، مما يزيد من فعالية حركات العين السريعة.
  • حرقة في المعدة.
  • تناول بعض الأدوية لأنها تسبب آثاراً جانبية مثل كثرة الأحلام.
  • إختلال النوم.
  • التعب والإجهاد الزائد خلال النهار.
  • الخوف الشديد والصدمة.
  • تناول وجبات ثقيلة قبل النوم.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.

وأخيرا فإننا نؤكد ونؤكد على أن الأحلام هي عملية طبيعية. بل تعتبر صحية لتقليل التوتر وتمكين النوم الصحي. لذلك لا تتسرع في الحكم على الأحلام المفرطة بأنها مرض، بينما تعتبرها في بعض الأحيان مجرد عرض من أعراض المرض.