يشعر الكثير من الأشخاص بالتوتر والقلق في بعض المواقف عندما يضطرون إلى الوقوف والتحدث أمام حشد من الناس، كما أن بعض الأشخاص يتعرقون ويتلعثمون. كل هذا يمكن اعتباره طبيعياً لأن الخجل متهم، ووراء هذه الحالة هي الحالة العاطفية التي تلقي بظلالها على الجسد، ولكن بين هذه الحالة الطبيعية والحالة غير الطبيعية هناك خط فاصل وهو الرهاب الاجتماعي. إذا أردت أن تعرف ما هو الرهاب الاجتماعي تابع المقال حتى النهاية.

ما هو الرهاب الاجتماعي؟

الرهاب الاجتماعي أو ما يسمى باضطراب القلق الاجتماعي هو حالة من التوتر الزائد والخوف من التحدث مع الناس أو القيام بالأنشطة اليومية التي تتطلب بالطبع الاتصال بالآخرين. هذا التوتر لدى الشخص المعني ناتج عن عدم الثقة المستمرة في أنه مراقب. السخرية والحكم السلبي، ولهذا يدفعه للعزلة وتجنب مخالطة الناس.

بالإضافة إلى ذلك فإن الرهاب الاجتماعي له تأثير مباشر على حياة المريض اليومية، حيث نلاحظ أن الشخص يكون في حالة تراجع تدريجي سواء في الدراسة أو في العمل وحتى في ممارسة الأنشطة اليومية الروتينية. ما سبق يجعلنا نعتقد أن مثل هذه المشكلة النفسية قد تكون اضطراباً نفسياً مزمناً. إلا أننا نلاحظ أن الكثير ممن يعانون من هذه المشكلة يشهدون تقدماً ملحوظاً عندما يحضرون العلاجات وجلسات الدعم النفسي ويتناولون بعض الأدوية التي يقدمها لهم الطبيب المختص. الرعاىة الصحية.

أعراض الرهاب الاجتماعي

وبعد الإجابة بشكل شامل على السؤال في عنوان المقال “ما هو الرهاب الاجتماعي؟”، ينبغي لنا في هذا القسم أن نقدم لكم ملخص الأعراض التي يعاني منها من يعاني من هذه المشكلة النفسية، قبل التسرع في الحديث عن الآخرين أو الحكم. نفسك. ومن غير العدل والمغالطة العلمية وصف أي شعور بالخجل أو عدم القدرة على التحدث والتواصل في المواقف الاجتماعية بالرهاب الاجتماعي. لأن الخجل كما ذكرنا سابقاً هو شعور طبيعي والمساحة التي يشغلها هذا الشعور تختلف من شخص إلى آخر، وذلك حسب وجود عوامل كثيرة، ليس أقلها عوامل الشخصية والتجارب الحياتية والانفتاح والعمر. وفيما يتعلق باضطراب القلق الاجتماعي، يمكنك أن ترى من قسم “ما هو الرهاب الاجتماعي” أن الاضطراب هنا أعمق وأكثر خطورة وأوسع.

تنقسم أعراض اضطراب القلق الاجتماعي إلى أعراض سلوكية وأعراض جسدية. وفيما يلي سنصف كلا الفئتين بالتفصيل:

أولاً: الأعراض السلوكية لاضطراب القلق الاجتماعي

  • الخوف الشديد من الدخول في محادثات مع الغرباء.
  • توقع أن يصدر الآخرون أحكامًا سلبية عليك.
  • يعاني مرضى الرهاب الاجتماعي من التردد والحرج.
  • القلق والخوف من أحكام الآخرين على مخاوفك.
  • شعور عميق بالخوف من أن يلاحظ الآخرون بعض أعراضك الجسدية الناتجة عن الإحراج، مثل التعرق والاحمرار.
  • صوت تلعثم وارتعاش.
  • حاول أن تنأى بنفسك عن أي موقف يمكن أن تكون فيه محور المحادثة.
  • كثرة التفكير والقلق في بعض المواقف.
  • سارع إلى إصدار أحكام تعسفية وسلبية بشأن بعض المواقف الاجتماعية التي حدثت لك.

ثانياً: الأعراض الجسدية

  • يعرق
  • يرتعش
  • عدم انتظام دقات القلب
  • استفراغ و غثيان
  • لديك دوخة
  • اضطراب وتشنجات العضلات
  • احمرار

أسباب الرهاب الاجتماعي

يمكن أن يكون اضطراب القلق الاجتماعي نتيجة للتفاعل بين مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئة، مما يحاكي مشاكل واضطرابات الصحة العقلية الأخرى. وعلى وجه التحديد، نلاحظ أن إسناد اللوم يشير إلى العوامل التالية:

  • ومع ذلك، فإن العوامل الوراثية، بما أن المرضى الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي غالبًا ما ينحدرون من عائلات لها نفس الشخصية النفسية، فمن الصعب تأكيد مدى تورط الجينات في مثل هذه المشاكل النفسية.
  • فرط نشاط اللوزة الدماغية، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن التعامل مع الخوف والقلق. ويلاحظ أن فرط النشاط في هذه المنطقة يؤدي بطبيعة الحال إلى فرط الاستثارة للخوف، كما يحدث عند المرضى الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.
  • في كثير من الحالات، يمكن أن يكون سبب أو مصدر هذا الاضطراب “عوامل اجتماعية أو بيئية”، حيث نلاحظ ميلاً نحو هذا الاضطراب لدى أولئك الذين عانوا سابقاً من موقف سبب لهم الكثير من الإحراج والإذلال. بالإضافة إلى ذلك، يتم ملاحظة هذا السلوك عند الأطفال الذين يخاف آباؤهم بشدة ويخافون من إيذائهم.

المضاعفات المحتملة

من المحتمل أن يؤدي الرهاب الاجتماعي إلى خلل في التعامل مع العمل أو الدراسة في المستقبل، كما سيؤثر على الإنتاجية والعلاقات العاطفية. من أبرز المضاعفات التي قد يؤدي إليها الرهاب الاجتماعي هو الضعف الكبير في التفكير الذاتي. الثقة بالنفس إلى درجة عدم احترام الذات والشعور بالثقة بالنفس. الدونية – صعوبة اليقين واليقين واتخاذ القرارات الحاسمة – النظر إلى نفسك من منظور سلبي – عدم تقبل النقد والحساسية المفرطة تجاهه – عدم الرغبة في الاختلاط مع الناس وتفضيل العزلة – قلة الذكاء الاجتماعي – تدهور العمل والدراسة – الهروب من الواقع من خلال إدمان المسكرات أو المخدرات – أفكار جدية حول الانتحار.

حماية

لسوء الحظ، لا توجد طريقة محددة لتأكيد سبب الرهاب الاجتماعي، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في تجفيف مصادر القلق وبالتالي منع الرهاب الاجتماعي. وهذه هي كما يلي:

أولاً، لا تتردد أو تتردد في طلب الاستشارة النفسية. يصعب علاج العديد من الأمراض وقضايا الصحة العقلية لأنها تصبح أكثر خطورة. لا تقلق من الأحكام التي قد توجه ضدك إذا طلبت مثل هذه النصائح، لأن العواقب المحتملة للرهاب الاجتماعي أكبر وأخطر من عواقب إخضاع نفسك لأي هراء اجتماعي.

ثانياً، ابدأ بتسجيل مذكراتك اليومية. يقطع مثل هذا الإجراء شوطًا طويلًا في مساعدتك على التعرف على الأسباب الخفية وراء بعض المخاوف واضطرابات القلق. بالإضافة إلى ذلك، فإن إبقاء الطبيب النفسي على اطلاع بهذه المذكرات سيساعده على إدارة حالتك بشكل أفضل.

ثالثاً: نظم وقتك وحدد أولوياتك. يمنحك هذا العمل الفرصة لممارسة بعض الأنشطة التي تستمتع بها. هكذا تهرب من شعور القلق والخوف الذي يطارد عقلك.

رابعاً: تجنب المهدئات أو الكحوليات، كما يجب على المدخنين الإقلاع عن التدخين. تعتقد أن الانخراط في مثل هذه الأمور قد يساعدك في التغلب على المخاوف والرهاب الاجتماعي، لكنه على العكس يزيد الأمر سوءًا.

علاج

يعتمد تحديد كيفية علاج الرهاب الاجتماعي علاجيًا على مدى وعمق تأثير هذا الرهاب على حياتك اليومية. لكن بشكل عام يعتبر العلاج النفسي خير مساعدة لهذا الاضطراب. تتيح جلسات العلاج النفسي للمريض التحكم في أفكاره وتوجيهها نحو الإيجابية. بالإضافة إلى ذلك يتم إعلام المريض بالأخطاء في سلوكه التفكيري للعمل على تصحيحها وبالتالي تعزيز ثقته بنفسه.

يعد العلاج السلوكي المعرفي، والذي يعتبر فرعًا من فروع العلاج النفسي، أحد أشهر أشكال العلاج للمرضى الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فيصف مقدمو الرعاية الصحية بعض مضادات الاكتئاب. على سبيل المثال، مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين، حيث تظهر هذه العلاجات نتائج واعدة في علاج الرهاب الاجتماعي.

وأخيراً نؤكد على أهمية عدم الاستهتار في التعامل مع مثل هذه الحالات وسرعة استشارة الطبيب المختص للتعامل مع مثل هذه المشاكل النفسية. كما نحذر من عواقب ومخاطر تناول بعض الأدوية الموصوفة.