لقد شرع الله تعالى زيارة القبور، لأن زيارتها تذكر بالحياة والموت في الآخرة، حيث يتلقى المسلم موعظة وعبرة عما أصبح عليه حال الآخرين. وكذا الحال عند زيارة القبور. يدعو المسلم لأخيه المسلم أن يخفف الله عز وجل عنه وزره، ويرفعه منزلته في الجنة. كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يزور قبور أهله وأحبابه ويدعو لهم وهل يجوز للمرأة أن تزور القبور كالرجل؟

قرار زيارة قبور النساء

اختلف علماء المسلمين في قرار زيارة المرأة للقبر، وكان لهم في قرارها ثلاثة آراء:

  • مذهب المالكية والشافعية وإجماع العلماء على حكم زيارة قبور النساء:
    • وقالوا: لا يعتبر بزيارة القبور من النساء، واستدلوا على هذا الحكم الشرعي من حديث أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (يا رسول الله، لعن الله عليه وسلم زائرات القبور).
  • تعليم بعض علماء الحنفية وابن تيمية وابن باز وابن عثيمين:
    • وقال هؤلاء إن زيارة قبور النساء محرمة شرعاً، واستدلوا بذلك على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن زائرات القبور، وهذا يدل على تحريم زيارة قبور النساء، أيضاً لأن الزيارة قبور المرأة يؤدي إلى حزن وألم جديد، وقد يؤدي إلى بكاء المرأة وعويلها، وألم شديد عند القبر، ويتجدد الألم والحزن في القلب، ويتألم الميت من بكاءها. عليه عند القبر.
  • تدريس بعض علماء المالكية وبعض علماء الشافعية ورأي القرطب والشوكان وأحمد بن حنبل:
    • قال هؤلاء إنه يجوز للنساء زيارة القبور، واستدلوا بهذا الحكم الشرعي من حديث عائشة أم المؤمنين، قالت: (جاءت عائشة ذات يوم من القبور، فقلت لها: يا يا أم المؤمنين من أين جئت قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت له: أليس هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، ثم قال: زروا القبور.