الإيمان هو أعلى مراتب الدين، ويشتمل على عدد من الأركان والفروع، التي بدونها لا يتم إسلام المسلم، ولا يمكن الإيمان بركن من هذه الأركان وترك الباقي، لأنها كلها واحدة، مترابطة. والإيمان التكاملي يعني الإيمان الجازم واليقين القطعي بالله عز وجل، الذي لا مجال فيه للشك أو التردد، ويتضمن أيضًا سلسلة من الأعمال الظاهرة والباطنة التي يتم من خلالها تحقيقها.

كم عدد أركان الإيمان؟

وفيما يلي بيان لعدد أركان الإيمان:

  • الإيمان بالله تعالى: ويعني اليقين الثابت الذي لا لبس فيه بأن الله تعالى هو مالك الكون وهو وحده المستحق للعبادة، وأنه -سبحانه وتعالى- يحمل مفاتيح كل شيء في هذا الكون، وفي يده مفاتيح كل شيء في هذا الكون. العالم كله ومخلوقاته الإنس وأحكام الجن، وكذلك الإيمان بأن له جميع الأسماء التي سمى بها نفسه وجميع الصفات التي صفاته.
  • الإيمان بالملائكة: وهم مخلوقات خلقها الله تعالى من نور، ومهمتهم الوحيدة عبادة الله تعالى وتعظيمه وتقديسه. يجب أن نؤمن بهذه الكائنات ووجودها، ونؤمن بصفاتها كما هي معروضة. لنا، آمن بعملهم وبكل ما يخصهم، وامتنع عن إنكار أو التشكيك في أي شيء، فهو يخصهم ومحبتهم.
  • الإيمان بالكتب السماوية: المقصود بالكتب السماوية الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله، والإيمان بالكتب يشمل الإيمان بجميع الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه، ولا يعني الإيمان بواحد سماوي. كتاباً دون كتاب آخر، لأن هذه الكتب كلها جاءت لدعوة الناس إلى العبادة. الله تعالى وحده لا شريك له، وهو يخرج الناس من الظلمات إلى النور.
  • الإيمان بالرسل: الإيمان الجازم بأن الله تعالى قد أرسل إلى البشرية رسلاً كثيرين، منهم من نعرفهم من الكتاب والسنة، ومنهم من لا نعرفه ولم تصلنا أخباره. ويشترط الرسل الإيمان بجميع الرسل الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم لأنهم جميعاً مرسلون من الله تعالى ورسالتهم. أحدها دعوة الناس إلى عبادة الله والاتحاد به، والإيمان بالرسل يشمل الإيمان القطعي بأن محمداً -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء وأنه لا نبي بعده حتى يأتي الوقت.
  • الإيمان باليوم الآخر: اليوم الآخر يشير إلى يوم القيامة، وقد جاء بعدة مصطلحات، منها يوم الحساب، ويوم الساعات، ويوم الهزيمة، ويوم القيامة، وغيرها من الألفاظ. ويجب على كل مسلم أن يؤمن بأن يوم القيامة لا بد أن يأتي، وأن الله تعالى في ذلك اليوم يجازي عباده بما عملوا من خير أو شر، وينتقم من كل صاحب حق وينصفه. فمن دخل دخل الجنة وعد عباده المخلصين، ومن دخل دخل النار وعد الله عباده المكذبين.
  • الإيمان بالقدر خيره وشره: الإيمان بالقدر يعني الإيمان بقضاء الله تعالى خيره وشره. ولا يقتصر الإيمان بالقدر على الإيمان بخير الأقدار فقط، بل الإيمان بجميع الأقدار خيرها وشرها بلا استثناء، لأنها كلها من عند الله تعالى ولأن الله تعالى لا يقضي إلا خيرا. فبالنسبة لعباده، حتى لو ظنوا أن بعض الأحكام شريرة، فإن الإيمان بالقدر يتضمن أيضًا اعتقادًا قاطعًا بأنه ليس كل الأحكام يمكن تغييرها أو تغييرها. لأنها بيد الله وحده، وقد قدره منذ آلاف السنين، قبل أن يخلق السماوات والأرض، وقبل أن يخلق كل شيء في هذا الكون.