يفتخر العرب بأصولهم وأسلافهم، وهي سمة متأصلة في مختلف العرب منذ زمن طويل. جاءت العائلات الأصلية بشكل رئيسي من شبه الجزيرة العربية، ثم انتقل بعضهم إلى بلدان عربية أخرى من أجل الاستقرار والوضع الاقتصادي، وانتشر نسب هذه العائلات حيث استقروا. ومن أشهر العائلات في شبه الجزيرة العربية عائلة الدهام. وفي مقالنا القادم سنشرح بالتفصيل أصول هذه العائلة وقبيلتها والعشائر المرتبطة بها.

إلى أي قبيلة ينتمي دهام؟

هناك عدد كبير من القبائل العربية التي تمتد جذورها إلى شبه الجزيرة العربية، وتحديداً منطقة المملكة العربية السعودية. معظم العائلات الكبيرة والعريقة التي تعيش في المملكة اليوم ترجع أصولها إلى قبائل عريقة ذات أهمية ومكانة كبيرة، والتي سرعان ما انتشرت في معظم مناطق شبه الجزيرة وبعض دول الخليج وأيضا الجزائر. ومن أكبر وأشهر العائلات في المملكة عائلة الدهام التي تنتمي في المقام الأول إلى قبيلة بني تميم. وهي قبيلة كبيرة ومعروفة جداً ذات أصول قديمة. واليوم تطورت منها أيضًا عدد من العائلات، ويعيش كل منهم في أماكن أو مدن محددة في المملكة العربية السعودية.

الدحام وماذا سيعودون؟

يبحث الكثير من القراء والمهتمين بعلم الأنساب وأصول القبائل العربية القديمة عن أصل عائلة الدهام وإلى ماذا ترجع. وكما ذكرنا فإن أصول هذه العائلة تعود إلى قبيلة عمرو بن تميم. وكانت لها أهمية كبيرة بين القبائل حيث أنها من أوائل القبائل التي انتشرت في شبه الجزيرة العربية. وينحدر منها عدد من العائلات الكبيرة والمهمة فيما يعرف الآن بالمملكة العربية السعودية، أشهرها عائلة الدهام الزلفي، وعائلة الدهام الملحم. وفيما بعد، وبسبب التزاوج والمصاهرة، اتسع نسب بعض هذه العائلات في جميع أنحاء دول الخليج، وخاصة دولتي الكويت والبحرين. ولذلك فهي تعتبر من أكبر العائلات في شبه الجزيرة العربية من حيث النسب والتوزيع. ويعيش معظمهم حاليًا في منطقة بالمملكة العربية السعودية تسمى القويع.

دهام الزلفي وأين سيعودون؟

سميت هذه العائلة بهذا الاسم نسبة إلى سكناهم في منطقة الزلفي بالمملكة العربية السعودية. وهذا يعني أنهم ينتمون أيضًا إلى عائلات قديمة وكبيرة من قبيلة عمرو بن تميم. ومن المؤكد أن كبار علماء الأنساب والقبائل قد صنفوهم على أنهم من نسل قبيلة بني تميم. وبالإضافة إلى توزيعهم في منطقة الزلفي، فإن بعضهم يسكن أيضًا منطقة القصيم وضواحيها، ويطلق عليهم البعض اسم بالدهام القاسمي نسبة إلى إقامتهم في تلك المنطقة.

أما شيوخ آل الدهام الزلفي فيمكن أن نذكر أسماء بارزة ومعروفة وعريقة من أشهر مشايخ بني تميم، وخاصة من عائلتي الدهام الزلفي والقاسمي، مثل كالشيخ العثيمين وأيضاً الشيخ عتيبة البداح السلمان الدهام بالإضافة إلى الشيخ البرجس الدهام والشيخ شايع الناصر الدهام.

والدهام من بني صخر وأصولها

وبما أن هذه القبيلة كانت في الأصل بدوية، فقد انتقلت إلى أماكن كثيرة قبل أن تستقر في مناطق معينة من شبه الجزيرة العربية. وتعتبر العشيرة المرتبطة بآل دحام، والتي تسمى عشيرة بني صخر، من أكبر العشائر ذات النسب العريق والمكانة العالية المرتبطة ببني تميم.

وينحدر منها عدد كبير من المشاهير في مجالات البلاغة والخطابة وحسن الإلقاء، كما فعل كبار الشعراء العرب الذين اشتهروا بالبلاغة وروعة الإلقاء. كما عُرف عنهم عدد لا يحصى من المحاربين القدامى، وفي هذا السياق أطلق عليهم خبراء الأنساب اسم أبناء الأمير. وكان الأمير دهام من أشهر المحاربين وزعيم العشيرة التي ساهمت في السيطرة على عدد كبير من المناطق في المملكة العربية السعودية، مثل منطقة الزلفي ومنطقة القويع، وكذلك منطقة البلقاء ومنطقة القصيم وضواحيها. وهذا ما ساهم فقط في انتشار عائلة الدهام في هذه المناطق.

شجرة عائلة لال دهام

ليس هناك شك في أن عائلة الدهام لديها شجرة عائلة واسعة جدًا. وتنحدر منها عائلات كثيرة، ينتمي معظمها إلى قبيلة بني تميم. واستقرت بعض العائلات في مناطق الخليج العربي، وانتقل البعض الآخر إلى الجزائر وحتى مصر. كانوا يعيشون في مناطقهم الخاصة لأن لديهم عائلات كبيرة والعديد من الأطفال.

فرع من عشيرة الدحام

ونظراً لانتشارها الواسع في مناطق مختلفة من البلاد العربية، تنوعت فروع هذه العائلة التي تعود أصولها بشكل رئيسي إلى المملكة العربية السعودية. أسس جدي الأكبر الدهام في البداية إمارة خاصة لعائلته وعشيرته، والتي سرعان ما توسعت لتشمل أجزاء واسعة من المملكة بالإضافة إلى دول أخرى أهمها مصر والبحرين والكويت. تنتمي عائلة سلمان الشهيرة بشكل رئيسي إلى قبيلة بني تميم وكذلك عائلة العجلان وغيرها. والفروع الرئيسية التي ينحدر منها باقي أفراد وعائلات آل دهام هي بنو حنظلة وبنو عمرو، وبنو سعد وبنو الرباب.

خصائص دهام

الصفات التي يشتهر بها أفراد هذه العائلة هي الصفات القبلية القديمة لبني تميم، مثل الفروسية والكرم والشجاعة والتحدي. كما ساهم الشعر والشعراء بشكل كبير في شهرة العائلة بسبب فصاحتهم وإلقاءهم وحضورهم. كما اهتموا بركوب الخيل ونقلوها إلى أبنائهم، واشتهرت قبائلهم بوجود أعداد كبيرة من الفرسان المغوار الذين دافعوا عن قبيلتهم ضد هجمات العدو.

وإذا تعمقنا في أصول بني تميم، وخاصة الدهام، سنجد قصصًا كثيرة عن شجاعتهم ومهارتهم في استخدام السلاح. وسنجد أيضاً أهم ما طالبوا به ذات يوم عندما كانوا في خضم الحروب التي دافعوا فيها عن وطنهم، ألا وهو عبارة (يوم الموت حضارة). ولا يزال هذا المصطلح مستخدمًا ومشهورًا على نطاق واسع في بحثنا حول أصل الدهام وخصائصهم وما اشتهروا به على عكس القبائل الأخرى.