تشير المفاتيح إلى ما يستخدم لفتح شيء ما، وقد تم تشبيه الأشياء غير المرئية بالمفاتيح كنوع من التشبيه لأنها مثل الشيء الثمين الذي لا يمكن لأحد معرفته أو حتى الوصول إليه، والشيء غير المرئي هو شيء مخفي. الذي يخفى عن كل عين ولا يخفى عليه – سبحانه – وقد كتب الله تعالى جميع الغيبات ومفاتيحها على جميع الناس، حتى لا يستطيع أحد أن يعرف علم الإنسان وكل ما يتعلق به. وإلى كل شيء من الله إلى المخلوقات.

كم عدد مفاتيح غير مرئية؟

مفاتيح الغيب خمسة أشياء، وقد لخصها الله تعالى في حديث عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مفاتيح الغيب خمسة، لا يعلمهم إلا الله: ولا يعلم ما تقرب الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما غد إلا الله، ولا يعلم متى ينزل المطر إلا الله، وما تعلم نفس بأي أرض تنزل يموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله)، وهذه الأشياء أو المفاتيح غير المرئية هي:

  • علم ما في الرحم: علم ما في بطن المرأة مقصور عليه – سبحانه – تعالى، لأنه سبحانه يعلم ما في كل جزء، سواء كان في بطن المرأة. رجلاً أو امرأة، ولا يعلم بشر ما في الأرحام إلا هو سبحانه وعلمه ما في الأرحام قبل تكوينها. وقبل أن يخلق فهو علم أزلي منذ القدم، وعلمه تعالى لا يقتصر على علمه بجنس الجنين، بل علمه حتى بشكله وصفاته وحياته كلها وحالته. مراحل تطورها.
  • وقت لحظة القيامة: وقت لحظة القيامة لا يعرفه أحد من البشر، ولا حتى الجن أو الملائكة، وهو وحده بيد الله تعالى. ويدل على ذلك عدة آيات كريمة، منها قوله تعالى: {يسألونك عن الساعة التي ترسو فيها. قل: إنما علمها عند ربي لا يجليها في وقتها. ومن دونه ثقيلة في السماء ولا تأتيكم إلا بغتة.} وقد باءت كل محاولات العلماء لتحديد موعد يوم القيامة أو التنبؤ به بالفشل.
  • معرفة المستقبل: المستقبل شيء ميتافيزيقي مجهول، يقتصر علمه على الله تعالى، ولا يستطيع أحد أن يحدد ما سيحدث له أو لأي إنسان في مستقبله القريب أو البعيد. ومحاولات البعض للتنبؤ بالمستقبل من خلال قراءة الكف وحركة الكواكب والنجوم وغيرها من الأساليب هي محاولات. فهو يفشل دائماً، وهو أيضاً نوع من الشرك بالله عز وجل، بالعدوان، ومحاولة معرفة الأشياء المتعلقة به -سبحانه- عز وجل، ويقتصر علمه عليه -سبحانه وتعالى.
  • وقت المطر: لقد حدّ الله تعالى معرفة توقيت المطر. لا يمكن لأحد أن يدعي معرفة وقت هطول الأمطار بالضبط، وما يفعله المتنبئون هو فقط محاولة تحديد وقت هطول الأمطار بعد ظهور علامات نزوله في طبقات الجو. وأعلى وأهم وأعظم علم هو علمه تعالى بوقت نزولها وتاريخها الدقيق والأرض التي ستهبط عليها منذ آلاف السنين، كل قطرة كتبها الله تعالى وأرسلها فيمن يشاء في عباده وإلى الأرض يشاء .
  • تاريخ ومكان الوفاة: الموت شيء غير مرئي تمامًا. وقرارها بيد الله -سبحانه وتعالى- وليس بيد أحد. لقد كتب الله تعالى الموت على جميع عباده، لكنه لم يحدد لهم تاريخ وفاتهم أو وقتها، ولا المكان الذي يموتون فيه، وأخفى الله تعالى ذلك. الموت لعباده، ليتنافسوا في الخيرات والطاعات، ولا ييأسوا ولا يقنطوا ولا يقنطوا من رحمة الله عز وجل، فمن المستحيل معرفة يوم الموت أو مكانه أو حتى كيفيته.