ويعتبر اسم “حبجاب الجن” من المعجزات التي لا يعرفها الكثيرون. أولاً: هي منطقة مشهورة في المملكة العربية السعودية، بالقرب من حي أجياد وحي العزيزية، وتبعد عن المسجد الحرام بحوالي 1.4 كم، ويوجد بينهما أنفاق مخصصة لحركة السيارات. والغريب أن هذا الاسم لم يطلق إلا في بداية القرن العاشر لعدة أسباب سنذكرها بعد قليل.

تسمية فخ الجن

ويأتي سبب التسمية من عدة قصص، تحكي لنا كل منها سبب تسمية هذا المكان بهذا الاسم الرهيب، والتفاصيل كما يلي:

  • الرواية الأولى:
    • وقيل أنه في إحدى الليالي لاحظ الصحابة الكرام اختفاء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأنهم عندما التقوه فيما بعد ذكر لهم أنه التقى بمجموعة من الجن قد جاءوا له من اليمن والعراق وكانوا يسمون نصيبين في أحد الجبال ليقرأ عليهم ما تيسر من القرآن، ولهذا سمي “هذا المكان في سجن الجن، وحجة هذا هو:
    • وعن عامر قال: سألت علقمة: هل شهد ابن مسعود ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال علقمة: سألت ابن مسعود فقلت: هل رأى أحد منكم ليلة الجن مع رسول الله؟ الله يرحمه ويسلمه؟ قال: لا، ولكن كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه، فبحثنا عنه في الأودية والغابات. فقلنا: أسر أو قتل. قال: فبتنا ليلة ببشر وفيها نفر من الناس، فلما أصبحنا رأيناه قادما من اتجاه الحيرة. قال: فقلنا: يا رسول الله، فقدناك، فطلبناك فلم نجدك، فبتنا ليلة بات فيها قوم. قال: أتاني داعي الجن، فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن. قال: ثم انطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نارهم. فطلبوا منه طعاما، فقال: كل عظم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم فهو كثير. فيكون لحما، وكل روث يكون طعاما لبهائمك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطهر بهما، فإنهما طعام إخوانك. وفي رواية: حتى قال: وآثار نارهم. ولم يقل شيئا أبعد من ذلك.
  • الرواية الثانية :
    • وهذه الرواية مرتبطة إلى حد ما بالرواية السابقة، إذ ذكرت بعض الأقوال أن بعض الجن الذين استمعوا لقرآن الرسول صلى الله عليه وسلم آمنوا وأسلموا، والباقون لم يعودوا يؤمنون برسالته وتم سجنهم في هذه المنطقة عقاباً لهم.
    • وقيل إنه سمي بهذا الاسم؛ لأن الجن لا يستطيع المرور فيه ولا التواجد فيه، لأن فيه القرآن يقرأ بصوت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
  • الرواية الثالثة:
    • وذكرت المصادر أنه حدث جفاف شديد في مكة عام 969م، فحاول القائمون عليها الحفر في المنطقة لتزويد مكة بالمياه، إلا أن الأمر استغرق ما يقرب من عشر سنوات لتجاوز هذا الجفاف القاسي، وحفر المنطقة الصخرية، وفي هذه المرة انتشرت شائعات عن إصابة بعض العمال بنوبات الصرع والذعر. ثم انتشر القول بأن الجن يسكنون هذا المكان والله أعلم.