ما يفعله الحجاج في اليوم الثامن من ذي الحجة هو موضوع هذا المقال، فهو من المعلومات الدينية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، خاصة قبل موسم الحج، ويعتبر اليوم الثامن من ذي الحجة من الأمور الدينية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين. أهم وأفضل يوم على الإطلاق، كما يعرف بيوم التروية وهو اليوم الذي يسبق عرفة. ويجب على الحاج أن يعرف جميع الأعمال المهمة في هذا اليوم، ومن هذا المنطلق يتم توضيح المقصود باليوم الثامن من ذي الحجة وما هي الأعمال التي يفعلها الحجاج وغير الحجاج في هذا اليوم؟

يوم التروية في الحج

ويوم التروية في الحج هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة واليوم الذي يسبق يوم عرفة. ويعتبر يوماً مباركاً من أول أيام ذي الحجة حيث أنه اليوم التالي لتوجه الحجاج إلى منى للمبيت، ويعتبر المبيت في منى من السنن رواه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. صلى الله عليه وسلم – ليس بواجب، ويستحب أثناء إقامة الحاج في منى الإكثار من الصلاة، وأن يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء وحده، أي قصراً، دون الجمع بينهما، ثم الخروج من منى في صباح اليوم التالي بعد صلاة الصبح. والتوجه إلى عرفات لأداء يوم الحج الرئيسي. ومما تجدر الإشارة إليه أنه يستحب للمسلم غير الحاج أن يقضي وقته في هذا اليوم في الأعمال الصالحة والعبادات، كما يستحب له صيام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – السلام – صيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة.

لماذا سمي يوم التروية بيوم التروية؟

ويعتبر يوم التروية أحد أيام الحج في الإسلام، وسمي بهذا الاسم لأن الحجاج في هذا اليوم يروون عطشهم بالماء استعداداً للوقوف بعرفات. وقيل أن سبب هذا الاسم جاء لأن إبراهيم عليه السلام رأى نفسه يذبح ابنه في المنام، فقال في نفسه: أهي… رؤيا من الله عز وجل أم حلم؟ وكان قد رأى حلماً صبيحة ذلك اليوم، أي اليوم الثامن من ذي الحجة – رحمه الله – قال عنه: «سمي بذلك لأنهم شربوا الماء استعداداً ليوم عرفة». قال: وإنما سمي بذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى في المنام تلك الليلة كيف يذبح ابنه، فجعل يقول في نفسه: أكان حلما؟ أم من الله؟ وكان يسمى يوم التروية».

ما يفعله الحجاج في الثامن من ذي الحجة

ويستحب للحاج أن يقوم ببعض الأعمال في يوم التروية، أي اليوم الثامن من ذي الحجة. وهذه الأعمال سنة ينبغي للحاج أن يفعلها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست بواجبة. وفيما يلي نقدم للسادة الزوار الكرام أهم الأعمال التي يؤديها الحجاج في اليوم الثامن من ذي الحجة.

  • الإحرام: أول الحج هو الإحرام، فينبغي للحاج القادم من مكة أو المتمتع الذي تحلل إحرامه أن يحرم في هذا اليوم -رضي الله عنه- المذكور في صفة الحج النبوي. قال (صلى الله عليه وسلم): «فإنه يجوز لكل الناس أن يقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من كان له هدي». يوم التروية، فانطلقوا إلى منى فحجوا.
  • الاغتسال: ينصح الحاج المتمتع بالاغتسال والتطيب يوم التروية. وذلك استعداداً للإحرام، وهو من المستحبات في اليوم الثامن من ذي الحجة. ويؤدي اليمني حج التمتع، ثم يتطيب، ويلبس الثياب النظيفة.
  • التلبية: بعد الإحرام في ذلك اليوم ينوي الحاج أن يلبي ويقول: لبيك اللهم حج، ثم يقول: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك، لبيك لك البركة، ولك الملك، لا شريك لك. وإذا أضاف: «لبيك، إله الحق، لبيك».
  • في الطريق إلى منى: ينطلق الحاج إلى منى يوم التروية فيتبع عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ويقصرها كلها دون أن يجمع بينها إلا غروب الشمس والفجر فإنها لا تقصر بل تقصر الصلاة الرباعية فقط كما تقدم. وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – في قوله: “”وركب النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى منى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح” ثم مكث مدة حتى طلعت الشمس».
  • المبيت في منى: ويستحب أن يبيت الحاج بمنى قبل التوجه إلى عرفات، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا صلى الفجر انتظر حتى تطلع الشمس؛ ثم ينطلق إلى عرفات ملبياً أو يكبر، اعتماداً على ما قال أنس رضي الله عنه: «إن من كبر منا يكبر ولا يعرض».

فعاليات اليوم الثامن من ذي الحجة لغير الحجاج

ويعتبر اليوم الثامن من ذي الحجة من أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى، ولعل المسلم غير الحاج يبحث عن عمل صالح يعينه على مواجهة هذا اليوم، كما أوضح بعض الأحاديث. الأعمال التي يمكن للمسلم أن يفعلها:

  • كثرة الصلاة: في هذا اليوم المبارك يجب على المسلم أن يحافظ على الصلوات المفروضة، ويستمع للأذان وترديده، ويتبع السنة المفروضة كاملة.
  • كثرة الدعاء: يعتبر الدعاء في يوم التروية من مستحبات المسلمين، ويستحب أن يقال إلى الله – تبارك وتعالى – مثلاً: «اللهم إني أسألك خير الدعاء. خير السؤال، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني وثقل في ميزاني، وارفع درجتي، واقبل درجتي. “” الدعاء اغفر لي ذنوبي وأسألك الدرجات العلى من الجنة، آمين. اللهم إني أسألك الجنة .
  • تلاوة القرآن الكريم: في هذا اليوم المبارك قد يهتم المسلم غير الحاج بقراءة القرآن الكريم لما له من أجر عظيم في التفكير في أهميته العظيمة.
  • الإكثار من التكبير: حيث أن التكبير من الأعمال المستحبة في العشر الأول من ذي الحجة، خاصة بعد كل صلاة، ولعل أصح وأشهر التكبيرات: “الله أكبر”. الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر شاكراً”.
  • التوبة: لا يمكن للمسلم أن يتجاهل أهمية التوبة في الشريعة الإسلامية، فهي كالماء يغسل الذنوب. لذلك ينبغي استغلال هذا اليوم المبارك ليطوي صفحة بيضاء نقية ناصعة البياض مع الله. كما يستحب للمسلم أن يلتزم أمام الله – تعالى – بالامتناع عن الذنوب والمعاصي.
  • الصيام: صيام يوم التروية يختلف عن الحج بالنسبة للمسلم، وهو من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله. كما أنه من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم في هذا اليوم، وفيه الأجر العظيم على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فضل يوم التروية

يوم التروية هو أحد أيام عشر ذي الحجة الذي أقسم الله عز وجل في كتابه العزيز عندما قال: {والفجر وليال عشر}، وهو اليوم الذي يبدأ فيه المسلمون بنصب الأعمدة. فريضة الحج التي تعتبر ركناً من أركان الإسلام ومن أعظم العبادات في الإسلام، وفيما يلي سنبين فضل يوم التروية في الإسلام:

  • يوم التروية هو من أيام العشر الأول من ذي الحجة، وقد حثه الرسول الكريم على العمل الصالح لأنه أفضل من بقية الأيام، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما العمل في أيام أفضل من هذه؟» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل واحد خرج يخاطر بنفسه وماله، ولم يأت معه بشيء.
  • أجر صيام يوم التروية عظيم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقل عن الخالق تبارك وتعالى في الصيام: «الصوم جنة فلا رفث ولا جهل. ومن قاتله أو شتمه، فليقل: سأصوم مرتين. وذلك لأن فم الصائم أطيب عند الله تعالى لرائحة المسك. فيترك طعامه وشرابه وشهواته من أجلي. “إن لي الصيام وأنا له أجره والحسنة بعشر أمثالها.”
  • الأعمال الصالحة أكثر شعبية عند الله تعالى في يوم التروية لأنه أحد الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة، والعمل في هذا اليوم أكثر شعبية عند الله عز وجل من غيره من الأيام. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث: “”ليس من أيام العمل الصالح غير هذه الأيام العشر” قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد حولها”. في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع بشيء».

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال فيما يفعله الحجاج في الثامن من ذي الحجة. تعرفنا على يوم التروية في الحج وأهميته في الإسلام. وقد بينا أيضًا سبب إعلان يوم التروية وبهذا الاسم عرفنا الإجابة الصحيحة على السؤال المطروح. وقد بينا أيضًا أهم الأعمال التي يمكن لغير الحاج القيام بها في يوم التروية، ونختتم المقال ببيان فضل يوم التروية في الإسلام.