ومن القائل: (لقد أعذر من أنذر) وسنبين ذلك بالتفصيل في فقرات هذا المقال. وهي من أشهر الأقوال في اللغة العربية، ولعل الكثير ممن يستخدمونها عندما تسمع عبارة أو تسمعها من الآخرين، تريد أن تعرف معنى تلك العبارة والمناسبات التي تقال فيها. وهو أول من أخرجها إلى الوجود، فنشرح القصة كاملة وكل ما يفيد معرفة من قالها وأعذر من أنذر.

ومن قال أنه أعذر من حذره؟

وبادئ ذي بدء، سنوضح من قال إنه يعذر من حذره، لأن كتب التاريخ تقول إنه “معاوية بن أبي سفيان”. وكان ذلك في السنة الخامسة والخمسين للهجرة عندما بعث معاوية وفوداً من الأمصار لمبايعته لخلافة ابنه يزيد.

وتؤكد الروايات التاريخية أن معاوية بن أبي سفيان استشار عبد الله بن الزبير في بيعة ابنه يزيد قبل أن يطلب من المسلمين ذلك.

حيث قال معاوية لعبد الله بن الزبير: “ما رأيك في بيعة يزيد؟”

فأجاب عبد الله بن الزبير بأدب وقال:

«يا أمير المؤمنين أدعوك ولا أسألك. أخوك هو الصادق، فانظر قبل أن تتقدم، وفكر قبل أن تتوب، فإن النظر يعني قبل أن تتقدم، وتفكر قبل أن تتوب».

فضحك معاوية وقال له:

“فوكس كان أحمقًا عندما كنت بالغًا، لكن ما فعلته بابن أخيك لا يكفي بالنسبة لك.”

ولمن قال معاوية أعذر المنذر

وبعد أن علمنا بمن قال إنه يعذر من حذره، سنبحث الآن ملابسات قولهم، إذ بعد فترة من التشاور مع أصحابه في الأمر، بدأ معاوية يبايع ابنه يزيد ل قبول الوفود التي جاءت من مختلف المناطق.

ومن المسلمين من أثنى على صعود يزيد للخلافة بعد أبيه وبايعه، كالضحاك بن قيس، ومنهم من رفض بيعة يزيد، مثل هذا كثيرًا فقالوا: رب أعوذ بك من شر معاوية.

فقال معاوية بن أبي سفيان: «استعيذ بالله من شر نفسك، فهو شر لك»، فقال الرجل: أبايعه، وإن كنت أكرهه: «يمكن». أن تكرهوا شيئاً والله يفعله حسناً».

وكذلك فعل أهل المدينة الذين رفضوا البيعة عندما طلب أمير المدينة أخذ البيعة منهم، وعلى رأسهم: عبد الرحمن بن أبي بكر، والحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر عندما رفضوا البيعة؛ كأبناء الخلافة الراشدة.

مما دفع معاوية للذهاب إلى المدينة المنورة ولقاءهم ليقول قوله الشهير، والذي سنرويه بالتفصيل في الفقرة التالية في المناسبة التي قيل فيها.

إقرأ أيضاً:

القصة الكاملة للمقولة: أستطيع أن أعذر المنذرين

وتشير كتب التاريخ إلى أن من أنذر كان معذورا، وأنه معاوية بن أبي سفيان، وتشير إلى المكان والمناسبة التي قال فيها كلمته المشهورة.

ولما قدم معاوية المدينة خرج قومه لاستقباله، منهم الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين.

فأسرع معاوية إلى محاكمتهم جميعاً ووجه كلمته إلى الحسين ليسلم على سيد شباب المسلمين. ثم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: مرحباً بشيخ قريش، قال سيده ابن الصديق لابن عمر: مرحباً بصاحب رسول الله وابن الفاروق. وأما عبد الله بن الزبير فقال له: مرحبا بابن حواري رسول الله وابن عمه.

فطلب منهم أن يحملوا الدواب، ثم حج إلى مكة. وبعد أن فرغ من الحج صعد على المنبر ودعا إليه الأربعة.

وكان الصحابة الأربعة قد قرروا الرد على معاوية فاختاروا عبد الله بن الزبير ليتكلم نيابة عنهم وجاءوا إليه بالفعل.

فسلم عليهم معاوية، ثم التفت إليهم قائلا: «أنتم تعلمون تقديري لكم، وعطفي عليكم، وأقاربكم وأخيكم وابن عمكم يزيد، وستكونون له أعوانًا».

موقف عبد الله بن الزبير من بيعة يزيد

نكمل القصة لتعرف المناسبة بعد أن كشفنا لكم من قال إنه يعذر المحذر حيث أن الصحابة كلهم ​​سكتوا وتركوا الحديث للزبير الذي اشترط عدم طاعته، فقام آل -قال الزبير لمعاوية:

“نحن نمنحك خيارًا من بين ثلاثة، وبغض النظر عن الخيار الذي تختاره، فالخيار لك.”

  • ليفعل ما فعله رسول الله، فهو لم يعين أحدا خلفا له، بل ترك الأمر لقرار الناس.
  • أو ليفعل ما فعله أبو بكر الصديق رضي الله عنه، من أنه لم يعين أحداً من أبنائه خليفةً له، بل أمير المؤمنين الفاروق خليفةً له.
  • أو يفعل كما فعل عمر، فلم يعين خليفة ابنه، بل ترك الأمر لستة رجال من قريش. فاختاروا عثمان.

لماذا قيل عبارة “من أنذر يعذر”؟

فما كان من أمير المؤمنين معاوية إلا أن سأل الباقين: هل عندكم غير ذلك؟ قالوا: لا، نحن كما قال الزبير فإني أعذر المحذرين» «والله لو أجابني أحد منكم بكلمة لا يرد قوله» إليه حتى يضرب رأسه فلا يرى أحد منكم غيره، ولا يبقى إلا هو».

وأثر القول: من أنذر المسلمين فهو معذور

وبعد أن فرغ معاوية صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال للناس: دعوت ابن علي وابن أبي بكر وابن عمر وابن الزبير، فبايعوا وأطاعوا.

فقال: اسمح لنا أن نضرب رقابهم، فلا نرضى حتى يبايعوا علنا.

اعتقد معاوية أن الرسالة وصلت إلى الرجال الأربعة، فرد على الناس: سبحان الله ما أسرع الناس إلى قريش بالشر. اسمع، لن أسمع هذا البيان منك مرة أخرى. ثم طلب من جميع المسلمين أن يبايعوا له، فبايعوا ابنه بعد سماع ذلك.

معنى الجملة : أعذر من حذر

يمكن معرفة معنى جملة: “”من أنذر فليعذرني”، وهي جملة مشهورة بين الناس، وأحياناً تقترن بجملة أخرى، فتقول: “أنا الأكثر” العفو من أنذر، والأعدل من أنذر».

وبغض النظر عن حديثنا عن من يقول: “أعذر المنذرين”، فلا بد من توضيح معنى العبارة. وأما قوله: (فعذر) أي لم يترك عذرا لمن حذرهم وأنذرهم.

وكما يقول المحامون واللغويون، فإنه لم يترك له أي عذر لتحذيره وتحذيره.

والمعنى واضح من قوله صلى الله عليه وسلم :

وأذن الله له أن يمدد في ولايته حتى يبلغ الستين من عمره. رواه البخاري.

ما هو النطق الصحيح لجملة “أعذر المنذر”؟

في السطور السابقة أجبنا على سؤال شخص قال إنه يعتذر لشخص تم تحذيره ومن ثم معنى العبارة. يبقى هناك سؤال آخر قد يرغب العديد من الأشخاص الذين يستخدمون هذه العبارة في معرفة الإجابة عليه: كيف تعمل؟ نطق القول أو المثل المشهور بشكل صحيح.

يتساءل الكثير من الناس هل النطق الصحيح هو: (من أنذر فقد أعذر) أو (من أنذر فقد أعذر) أو (من أنذر فقد أعذر). وقد أفاد أهل اللغة أن اللفظ الصحيح هو (أعذر الذين أنذروا).

والمعنى أن من أنذر خصمه قبل أن يوقع العقوبة فهو معذور. فمثلاً قول الأم لابنها: إذا لم تنام باكراً، أمنعك من المشي غداً، فهي معذورة إذا فرضت عقوبة عندما يعصيها الابن لأنها حذرته.

وأخيراً قدم موقع تفصاف إجابة شاملة لسؤال من قال: “أعذر المنذر”، وموقف عبد الله بن الزبير من بيعة يزيد، وبينا سبب جملة “أعذرت المنذر” قيل “من حذر”.

وقد بينا أيضًا ما أثر قول (من أنذر فقد أعذر) على المسلمين، وبينا أيضًا معنى عبارة (من أنذر فقد أعذر) وبينا كيفية النطق الصحيح لذلك. عبارة “من أنذر اعتذر”.