فدية الفطر في رمضان واجبة على كل مسلم، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة. ولكن قد يضطر بعض المسلمين إلى الإفطار في شهر رمضان لكونه عذراً شرعياً، ويضطر بعضهم إلى ذلك أو دفع الفدية إذا لم يتمكنوا من ذلك. يجب على جميع المسلمين قراءة الضوابط الشرعية فيما يتعلق بصيام أيام رمضان، وفي مقالتنا القادمة سنتناول بالتفصيل كل ما يتعلق بفدية الإفطار في رمضان.

فدية الإفطار في رمضان

هناك أقوال كثيرة بين أهل العلم في مقدار فدية الفطر في رمضان، وقد توصلوا فيها إلى ثلاثة أقوال، نوضحها على النحو التالي:

  • الرأي الأول: ذهب الحنفية إلى أن مقدار الفدية هو صاعا من تمر، أو صاعا من الشعير، أو نصف صاعا من القمح، وأن كل يوم أفطره يطعم مسكينا.
  • الرأي الثاني: ذهب المالكية والشافعية إلى أن مقدار الفدية أكلة طين في اليوم، وهو قول طاوس وسعيد بن جبير والثوري وغيرهم من الوزيعة.
  • الرأي الثالث: قدر الحنابلة الفدية عن كل يوم إفطار بحمأة من بر أو نصف صاع من تمر أو نصف صاع من شعير لإطعام مسكين.
  • رأي الجمهور: أن الواجب في ثلاثين يوما سبعة صاع ونصف، والصاع يقدر بنحو ثلاثة كيلوغرامات، فالواجب في ثلاثين يوما هو اثنان وعشرون كيلوغراما ونصف كيلو يطعمه. الفقراء والمساكين، والله أعلم.

كم هي فدية الفطر في رمضان؟

ولفدية الفطر التعريف التالي في اللغة والاصطلاح الشرعي:

  • الفدية لغةً: مفرداً وجمعاً: الفدية والفدية والفدية هي ما يُقدم من مال أو نحوه لتحرير أسير أو غيره، والفدية هي العوض والكفارة التي تُقدم إلى الله مكافأةً على من تاب. نقص في إحدى العبادات.
  • الفدية في الشريعة الإسلامية: تعويض العبد المستأجر. التخلص من شيء سيء ضده أو تقديم شيء لله مكافأة على الإهمال في العبادة. والفدية إما مال، أو طعام، أو أضحية، أو صيام.
  • فدية الصيام في الاصطلاح الشرعي: هي فدية من لا يستطيع الصيام. وكفارة إفطاره بحجة شرعية، وقيمتها إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، والفدية وردت في الآية الكريمة: “وعلى الذين استطاعوا فدية” إطعام مسكين فهو خير له، ولو علمه كان خيراً له.

انظر ايضا:

الفرق بين فدية الصيام وكفارة الصيام

والفرق بين فدية الصيام وكفارة الصيام مبني على أمرين أساسيين: اختلاف السبب، واختلاف القدر، وهذا تفصيله فيما يلي.

من حيث السبب

والفرق بين فدية وكفارة الصيام من حيث العلة هو كما يلي:

  • كفارة الصيام: تجب على من أفطر بدون عذر، مثل: مثل: الإفطار في نهار رمضان بالجماع المتعمد وغير المبرر. وكذلك كفارة الأكل والشرب عمداً في نهار رمضان، فهي واجبة على المذهبين الحنفي والمالكي، ولم ينص عليها المذهبان الشافعي والحنابلة لمن فعل ذلك عمداً.
  • فدية الصيام: هي ما يدفع عن من عجز عن الصيام لعذر شرعي، ويئس من قضاء الأيام، كالمريض الذي يعاني من مرض مزمن لا يرجى منه. ، أو امرأة كبيرة في السن تواجه صعوبة في الصيام، أو امرأة حامل أو مرضعة تظل حاملاً وبالتالي ليس لديها فرصة للتوقف.

من حيث الكمية

والفرق بين فدية الصيام وكفارته من حيث القدر هو كما يلي:

  • كفارة الصيام: ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى وجوب كفارة الصيام. ويجب على المسلم أن يعتق رقبة أولاً، فإن لم يستطع صام شهرين متتابعين. وعليه إطعام ستين مسكينا. وذهب المالكية إلى أن المسلم تتاح له كفارة الصيام، وعلى المذهب الحنفي مقدار الطعام نصف صاع من القمح أو صاع من الأطعمة الأخرى، والشافعية قالوا: وعلى هذا القول أنها تقدر بطين من الصنف المرغوب، والحنابلة أنها تقدر بطين الحنطة أو نصف صاع من الشعير، ولا يتم تمام الكفارة على الفقير. ولكن يجب أن تكون متعددة وتعطى لعدة فقراء.
  • فدية الصيام: ذهب المذهبان المالكي والشافعي إلى أن مقدار فدية الصيام هو إخراج طين من الطعام عن كل يوم أفطر فيه، بينما نص المذهب الحنفي على أن المقدار وكان من الفدية صاعا من تمر وشعير، أو نصف صاعا من قمح، وقد نص المذهب الحنبلي على وجوب دفع مد من قمح، أو نصف صاع من تمر وشعير. ويمكن إعطاء الفدية كاملة للفقير.

انظر ايضا:

فدية الصيام نقدا 2023

فدية الصيام هي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره الصائم بعذر شرعي، إما بإطعامه أو بتحضير طعام ودعوة المسكين إليه، ما دام الصائم. لا يصوم ويستطيع إذا جمع ثلاثين مسكيناً لإطعامهم، جاز له أن يدفع المثل نقداً ويوزعه على الفقراء، أو يأخذه إلى مكان يوزعه على الفقراء، ويوجد ولا ضرر من دفع المال لوكيل أو شخص أو جمعية تشتري بها الطعام وتعطيه لمن يستحقه. ويجوز دفع فدية أيام كثيرة لمسكين أو إنسان، والله أعلم ما قيمة فدية الصيام، ومقدارها يعادل أكلة مسكين، ويعادل نصف صاع. من قوت البلد نصف صاع من التمر أو الأرز.

فدية الصيام للحامل

إذا أفطرت المرأة الحامل في رمضان، ولم تقضي الأيام التي كانت لها بعد شهر رمضان، ثم دخل عليها شهر رمضان التالي، فعليها في هذه الحالة أن تستغل الأيام التي أفطرت فيها. صيامها، أدرك، بالإضافة إلى دفع فدية الصيام، وهذا متفق عليه عند جمهور العلماء، وإذا أفطرت الحامل في رمضان خوفاً على ولدها؛ ويجب عليها قضاء الأيام التي أفطرت فيها بالإضافة إلى الفدية، وإذا خافت على نفسها من الصيام جاز لها أن تفطر في رمضان وتقضي تلك الأيام بدون فدية، وذلك متفقاً مع جمهور الفقهاء الذين استدلوا بقول الله – سبحانه وتعالى -: “” ومن استطاع إليه سبيلاً فعليه فدية طعام مسكين، أي من تطوع خيراً “” خير له، وأن تصوموا لو كنتم تعلمون» واختلف الحنفية في أنه لا يجب فدية ولا كفارة عن الحامل التي أفطرتها. لأنها أفطرت برخصة كالمريضة، ومقدار فدية الحامل إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته الحامل، ومقدار إطعام مسكين هو إطعام مسكين. ومن الأطعمة الأساسية لأهل البلاد القمح والأرز ونحوهما، والله أعلم.

انظر ايضا:

لمن تُعطى فدية الصيام؟

فدية الصيام تكون للفقراء فقط، وليس للجميع، ولا يجوز للإنسان أن يؤديها لمن تجب عليه نفقته، وهم السلف والفروع. الأجداد هم: الأب والأم، والأجداد والأجداد والفروع هم: الأبناء والبنات وذريتهم. ويمكن تقديمها للصائم على الإفطار، لكن بشرط أن يكون هذا الصائم فقيراً، وذلك لإطعام مسكين عن كل يوم يفطره، كما قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -. “طريقة التغذية: “”له طريقتان: إعداد الطعام، ودعوة الفقراء إليه على حسب الأيام الواجبة، كما فعل أنس بن مالك رضي الله عنه عندما كبر، والطريقة الثانية: هما”.” لمدة ثلاثين يوما إطعام غير مطبوخ، وقد نص كثير من أهل العلم على جواز ذلك، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة وجماعة من المالكية، فيجوز إطعام مسكين دفعة واحدة، ذلك أي: إطعام مسكين ثلاثين يوماً، أو جمع ثلاثين مسكيناً على طعام، والله أعلم.

هل يجوز تأجيل فدية الصيام إلى ما بعد رمضان؟

وأما مدة دفع فدية الصيام، سواء تم تأجيلها إلى ما بعد رمضان أو قبل رمضان، فقد انقسم الفقهاء إلى رأيين، والتفصيل كما يلي:

  • الرأي الأول: يجوز للكبير والمريض بمرض لا يرجى شفاءه أن يدفع فدية الشهر كاملاً في أول شهر رمضان، ويجوز ذلك أيضاً. للتأجيل إلى آخر الشهر، كما هو مذهب علماء الحنفية.
  • الرأي الثاني: ذهب الشافعية إلى وجوب الفدية كل يوم، فيدفع عنها اليوم بعد الفجر، ويجوز تقديمها فجراً ودفعها ليلاً، أو آخر الليل. تسديد شهر رمضان، ولا يكفي سداد المبلغ كاملاً من أول الشهر لجميع الأيام اللاحقة.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالتنا عن فدية الإفطار في رمضان والفرق بينها وبين كفارة الصيام. كما أننا قد عرضنا في المقال كافة المعلومات التي قد يسأل عنها من يسأل عن فدية الإفطار والكفارة ومقدارها ووقتها والضوابط الشرعية وغيرها، وهذه معلومات مهمة لا يمكن للمسلم أن يتجاهلها.