ما حكم عبارة “علي حرام” وهل يعتبر هذا طلاقا في الإسلام لأن الطلاق من الأمور الحساسة ويعتبر أمرا كبيرا في الإسلام لأنه عندما يطلق الشخص فإنه يدمر أسرة بأكملها وتدمر الأسرة؟ الخلية الأولى التي من خلالها تحقق الأمة النجاح . ولذلك سنتناول في هذا المقال تفصيل بعض القرارات المتعلقة بالطلاق والحلف على المحرم وغير ذلك من الأمور.

هل الحلف على فعل محرم يعتبر طلاقا؟

الحلف على شيء محرم يعتبر طلاقا إذا كان من نطق بهذه الكلمة نوى الطلاق، فمثلا إذا قال المحرم لا أفعل كذا وإذا فعلت ذلك طلقت زوجتي، فهذه اليمين تعتبر طلاقا. يعتبر طلاقا لأن نية من حلف عليه الطلاق، أما إذا لم يكن لديه نية الطلاق وكان مثلا، فإن نيته فقط القسم، إذ لا يجب عليه إلا كفارة يمين. وفي حالة الحنث باليمين، والله أعلم في كل أمر.

انظر ايضا:

حكم قول “علي حرام”.

والقول بـ “علي الحرام” لا يجوز لأن الأصل أنه لا يجوز الحلف إلا بأسماء الله تعالى وصفاته. فالحكم أنه إذا قال “علي يا حرام” ثم حنث فعليه الكفارة، إما كفارة اليمين أو كفارة الظهور. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنه الأفضل لو كفارة وظهارا، وقد ذكر ذلك الإمام مالك والإمام الشافعي عندما قال: «إذا فعلت ذلك، فهو حرام علي، إذا لم يكن زوجة فلا شيء عليه، ويمينه لغو كما قال العلماء. وقال جماعة من أهل العلم: إنه بريء من قضيته، وله أن يرجع عما حلف. كان حراماً، وله كفارة اليمين، والله أعلم.

هل يجوز ترك شيء محرم؟

ويجوز الامتناع عن الحلف في جميع الأمور التي أباحها الله تعالى. وإذا نوى القسم على زوجته، كان له أن يفعل ما نوى أن يفعله بزوجته، فهو ظهار. وإن أراد أن يقسم فقط، فما هي إلا يمين. والأهم في هذا الأمر ما رواه عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ نية» “الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهاجرتُ حيث هاجر”.

انظر ايضا:

حكم الحلف بالشيء المحرم عند الغضب

ويجب على الحالف أيضاً أن ينتبه إلى نيته عند الحلف، لأن الأعمال تثبت بالنية، ولكل إنسان ما نوى. وقد ورد أن الحلف في الغضب لا يثبت إلا إذا غضب غضباً شديداً بحيث لا يدري ما يقول أو يفعل، ثم لا يعلم أن هناك شيئاً يثقل عليه، ولكن عندما يكون في حالة طبيعية من الغضب. غضب غضباً وعلم بما قال، فعليه إما أن يحلف، إن كان هذا يميناً، أو إن كان طلاقاً فيقع الطلاق، والله أعلم.

كفارة الحلف على شيء محرم

إذا كانت يمين الزوجة محرمة، فقد سبق في الكلام السابق ما يجب عليه فعله، أما إذا كان لغير الزوجة، فلك في الأمر قولان، تفصيلهما فيما يلي:

  • الرأي الأول: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن اليمين هنا لا توجب كفارة، إذ لا يمكن تحريم ما أحل الله تعالى له.
  • الرأي الثاني: ذهب أصحاب هذا الرأي وهو الراجح إلى أنه يجب عليه الكفارة لقول الله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك؟ رضا زوجاتك؟ وكان الله غفورا رحيما. جواز أيمانك لك، والله مولاك، وهو العليم الحكيم، وهنا يجب عليه تكفير اليمين.

انظر ايضا:

حكم “الحرام” والطلاق

وقول علي الحرم يمين يخالف ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فليحلف بالله أو ليصمت. فالأصل التعامل فيما بعد مع نية من أعلن الطلاق. أما إذا حنث باليمين فليس كذلك، ومن طلق اليمين فلا بأس، والله أعلم.

حكم قول “حرام” لزوجتي

ولا يجوز أن يحلف على الحرام كله لأنه حلف بغير الله تعالى. لكن إذا قال الزوج ذلك وجب فحص نيته، كما قال علماء أهل السنة والمجتمع إذا نوى زوجته طلاقه فإنها تطلقه حنثاً، وإذا نوى طلاقها إذا أخذ. وإذا أراد أن يحلف يميناً عادية فعليه كفارة يمين، كما قال أهل العلم. ولا بد من الانتباه إلى أمر واحد، إذ يقول بعضهم إن الجزء المحرم من ظهر زوجتي يختلف، لأن الطلاق لا يفرق، فظهر الزوجة محرم وسائر بدنها محرم.

قال العلماء كما جاء في الشرح الممتع: «وقوله: أو بعضهم، أي يشبه بعضهم في قوله: «يدك علي كظهر أمي». نقول: وهذا ظاهر لأن النهي ليس خاصا، إذ ليس هناك امرأة تحل يديها ويحرم جسدها، أو العكس، ولهذا سبق أن ذكرنا أنها تطلق إذا طلقها. طلاق أحد أفرادها. فإن الطلاق لا ينفسخ» والله أعلم.

وإلى هنا ينتهي المقال: ما حكم عبارة “علي حرام” وهل يعتبر ذلك طلاقا؟ وقد ذكرنا فيه معلومات عديدة ومهمة عن موضوع الطلاق في الإسلام للزوجة وما كفارة هذا القسم؟ فهل يمكن استبدال الطلاق بجعل جزء من جسد المرأة حلالا والآخر غير شرعي؟