إن تنظيم التهنئة بعيد الميلاد الموضح في سطور وفقرات هذا المقال من المسائل الشرعية المهمة التي يجب على المسلم معرفتها حتى لا يقع في ما نهى عنه الإسلام وما لم يسمح به الشرع خلال عيد الميلاد المجيد. المسيحيون مع اقتراب النهار، يشارك بعض المسلمين في هذا العيد دون معرفة القواعد. وهذا يتوافق مع الشريعة الإسلامية، ومن هذا المنطلق وبالاستعانة بالسطور التالية سيتم شرح نظام التهنئة بعيد الميلاد المجيد.

عيد الميلاد

يعتبر عيد الميلاد من أهم الأعياد عند أتباع الديانة المسيحية حول العالم، حيث تشير هذه الكلمة إلى عيد ميلاد السيد المسيح الذي عندهم هو السيد المسيح – عليه السلام – عند معظم طوائف المسيحيين الدين، يقام في الخامس والعشرين من ديسمبر من كل عام. بالرغم من عدم وجود تاريخ محدد في الكتاب المقدس لميلاد المسيح، إلا أن آباء الكنيسة حددوا هذا التاريخ منذ عام 325 ميلادية، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني تحتفل بعيد الميلاد كل عام تحتفل في يوم 325 ميلاديًا. السابع من يناير.

قرار بشأن التهنئة بعيد الميلاد

وقد اتفق العلماء على حرمة تهنئتهم بعيد الميلاد مطلقاً. لأنه يدعم ويؤكد عقيدة النصارى ويتفق مع ما يعتقدونه والحذر مطلوب لأن اعتقادهم فيه كفر والعياذ بالله كما يحرم على المسلم أن يتغاضى أو يوافق على شعائر الكفر داعية إلى تهنئة الآخرين به لأن الله -سبحانه وتعالى- لا يرضاه. قال الإمام: قال ابن قيم الجوزية -رحمه الله- في شرحه للمسألة: “وأما التهنئة فإن شعائر الكفر الخاصة بها محرمة إجماعا، كإعطائها مثلا”. “” ليهنئهم بأعيادهم ويصومهم ويقول: “”عيد مبارك عليك”” أو يهنئهم بهذا العيد ونحوه، فإن خرج قائله بالكفر فإنه حرام ويقف على حاله”” كما يهنئه بسجوده على الصليب. وهذا في الواقع أعظم وأعظم عند الله من تهنئته بشرب الخمر وقتل نفسه، ولا يجوز الجماع المحرم ونحوه، ولا بد من إنكار المنكر والسعي إلى إبطاله وتغييره.

انظر ايضا:

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم عند المذاهب الأربعة

واتفق محامو الطوائف الأربعة على منع المسيحيين من المشاركة في أعيادهم وقدموا التهنئة لهم. وقد نقل الإمام ابن القيم -رحمه الله- الاتفاق على ذلك، وفيما يلي آراءهم:

  • الحنفية: حرَّموا تهنئة غير المسلمين بأعيادهم لما ثبت عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من تشبه بقوم فهو منهم».
  • المالكي: حيث قال ابن القاسم -رحمه الله- في هذا السياق: “ولا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئاً نفع يمينهم؛ لا لحم ولا ناس ولا لباس، ولا يصلحون لشيء من البهائم، ولا يصيبهم شيء من دينهم…» ثم قال: وهذا قول مالك وغيره، لا أعلم. “”من كل من له رأي مختلف””
  • الشافعية: بينوا أن من يهنئ غير المسلمين بأعيادهم يجب أن يعاقب، كما قال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي -رحمه الله تعالى- في الكتاب المقدس. “باب الردة قال: “إن من أقبح البدع ترتيب المسلمين النصارى في أعيادهم بتقليد طعامهم وإهدائهم وقبول هداياهم فيه…”
  • والحنابلة: قالوا: يحرم تهنئتهم بأعيادهم. فإن هذا يعتبر تمجيداً لهم كالتحية. ومن هنأ عبداً بمعصيته أو بدعته أو كفره فقد تعرض لمقت الله عز وجل وسخطه.

حكم تهنئة النصارى عند العلماء المعاصرين

واختلف العلماء المعاصرون، ممثلين في دوائر الإفتاء الأردنية والإماراتية والمصرية، والشيخ القرضاوي والشيخ ابن باز والشيخ ابن العيثمي، في آرائهم بشأن قرار تهنئة المسيحيين.

  • ومن يجوز تهنئة المسيحيين: وهم دوائر الإفتاء الأردنية والمصرية والإماراتية، والقرضاوي وغيرهم. واحتجوا على أن الشريعة الإسلامية تلزم المسلمين بمعاملة الآخرين بالعدل والإحسان بشرط أن يكونوا مسالمين وليس من صور اللطف تجاه الآخرين التهنئة. وهذا تعبير عن تسامح الإسلام وقبوله للآخر، ولا يعني الاتفاق مع الآخرين، بدليل قوله تعالى: “”لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم”” من بيوتكم طردوهم لأنهم كانوا ودودين ومنصفين معهم. في الواقع، إن الله يحب القسوة.
  • ومن منع تهنئة النصارى: هم الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين – رحمهم الله – وغيرهم. وقد أوضحوا أنه لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم، كما كان الحال مع شعائرهم التي لا ترضي الله -تعالى- ولا ترضي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ولذلك يكون فإن مسألة تقليد هذه الشعائر والمشاركة فيها والتهنئة بها بالعقائد والشعائر الدينية المحرمة لا يجوز، وينبغي للمسلم أن يبتعد عن هذا الأمر مراعاة لدينه، والله أعلم.

انظر ايضا:

قرار بشأن الاحتفال بعيد الميلاد

اتفق العلماء والمشايخ على أن الاحتفال بعيد الميلاد محرم ومحرم على جميع المسلمين. لأن هذا الاحتفال ينظر إليه المسلمون على أنه موافقة لما يعتقده النصارى من أن عيسى -عليه السلام- هو ابن الله أو الرب. ومما يدل على تحريم الاحتفال بهذه الأعياد قول الله تعالى في كتابه العزيز: “والذين لا يشهدون الكذب وإذا مروا باللغو مروا به كراما”. وأوضح مجاهد والضحاك: المراد بالباطل أعياد المشركين. وقال ابن سيرين -رحمه الله-: والمراد بالباطل عيد النخل، وهو من أعياد النصارى الدينية، وهذا دليل. لكون الله تعالى أمر بعدم الاستماع لهذه الأعياد أو المشاركة فيها فهو بالتالي محرم.

القرار بشأن تهنئة غير المؤمنين بأعيادهم

وقد نصت الشريعة الإسلامية الصحيحة على عدم جواز تهنئة الكفار بأعيادهم، وأن ذلك محرم بالإجماع. لأنه اعتراف بعقيدتهم الباطلة التي يحتفلون بها بهذه الأعياد، فهو من الأمور التي لا يرضاها الله تعالى، لأنه إما أن يكون بدعة في دينهم أو يكون مشروعا ولكنه ملغى بدين الإسلام. والذي بعث الله به محمدًا -صلى الله عليه وسلم- إلى الخلق كافة، قال في محكم تنزيله: “إن تكفروا فإن الله بريء منكم، ولا يرضى عبده بالكفر”. “وإن شكرتم يرضى عنكم.” والجدير بالذكر أن النهي عن التشبه بالكفار في إقامة الحفلات وتبادل الهدايا وتوزيع الحلوى ونحو ذلك، اعتماداً على ما روي عن عبد الله بن عمر. -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال: «من تشبه بقوم فهو منهم».

انظر ايضا:

دليل على تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم

هناك أدلة شرعية كثيرة في القرآن الكريم أو السنة النبوية تؤيد تحريم تهنئة المشركين بأعيادهم والمشاركة فيها. وأشهرها ما يلي:

  • وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: “قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيه”. ؟” قالوا: لعبنا في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد أبدلك الله خيرًا منهما». لهم “.” يوم الأضحى ويوم الفطر “.
  • وعن عطاء بن دينار قال: قال عمر: «لا تتعلموا هراء الأجانب، ولا تدخلوا على المشركين كنائسهم يوم عيدهم، فيأتي عليهم الغضب».
  • قال الله تعالى: “والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما”.
  • قال الله تعالى: “اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فخافون”. “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي.” فمن اضطر إلى الشواء ولم يستسلم كان الله له غفوراً رحيماً».

وإلى هنا أيها القراء الأعزاء، نصل إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان “قرار التهنئة بعيد الميلاد المجيد”. تعرفنا في هذا المقال على بعض المعلومات عن عيد الميلاد وجمعنا لك الإجابة الصحيحة على السؤال، ثم تعرفنا على لائحة تهنئة غير المؤمنين بأعيادهم. كما أننا ختمنا مقالتنا ببعض المعلومات عن حكم الاحتفال بعيد الميلاد، بالإضافة إلى ما يدل على تحريم تهنئة غير المؤمنين بأعيادهم، أرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نتمكن من مساعدتك مع أنه استفدت من هذه المقالة.