وهل ينطبق على الحاج الذي يريد الحج والعمل معًا، لأن الحج هو الصلاة المكتوبة التي فرضها الله – سبحانه – على من استطاع إليه سبيلا – من عباده المؤمنين بوحدانيته وذنوبه الليل والليل للأجر العظيم الذي وعدهم. وحول بعض تفاصيل هذه الفريضة التي لا تأتي إلا مرة واحدة في السنة وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء لكم على تعريف الحج، ومن ثم سندخل في إجابة السؤال: هل يصح الحج لمن أراد الحج؟ والتعاون الخ

تعريف الحج

الحج فريضة الله (صلى الله عليه وسلم) على المسلمين مرة واحدة في العمر، وهو الركن الخامس من الدين الإسلامي الحنيف الذي عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم). عليه السلام – يقول الحديث الشريف: “”شهادة أن لا إله إلا الله”” وقد وضع علماء اللغة والشريعة تعريفات كثيرة للحج، ولعل أبرزها ما يلي:

  • في اللغة: الحج هو كثرة الزيارات إلى من يعزهم ويحبهم.
  • وفي الشرع: هي زيارة مكة والكعبة في وقت معين من السنة (في شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة) لممارسة مناسك وأعمال معينة وأداء مناسك.

وتجدر الإشارة إلى أن السنة الأولى التي فرض الله تعالى فيها الحج على المسلمين هي السنة التاسعة، بنزول قوله تعالى: “”إن حج البيت لله من استطاع إليه سبيلا ومن كفر”” , إِنَّ اللَّهَ لَغْنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } ولكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم ينفذ الحج هذا العام وأجله حتى السنة العاشرة. لأن الآية لم تنزل إلا بعد انتهاء وقت الحج، وهذا رأي أكثر أهل العلم والفقهاء.

هل يصح الحج لمن أراد الحج والتعاون؟

وقد ذهب العلماء إلى صحة حج من جمع بين الحج والتجارة. وذلك لقول الله -عز وجل- في نزوله الحاسم: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}. ولفظ الفضل في الآية السابقة يدل على المفسرين، وهي الأعمال التي يحصل بها الإنسان على الرزق الحلال، والتي تمكن الحاج من العمل أثناء حجه. وقد ثبت عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن هذه الآية نزلت بعد قليل من خوف المسلمين من التجارة في أسواق الجاهلية في موسم الحج. ويقول: “إن عكاظ والمجنة وذو المجاز كانت أسواقاً في الجاهلية، فأثموا بالتجارة في المواسم، فنزلت الآية التالية: “”ليس عليكم جناح إذا ابتغيتم الأجر””” “الرب.” كم؟ إن الجمع بين الحج والتجارة ليس شركاً ولا حراماً، ولكن بشرط ألا يكون الحاج مقصوداً بالدنيا؛ من النفاق والسمعة ونحوها، على أن تكون نيته صادقة لله تعالى.

هل يجوز الحج بتأشيرة عمل؟

يرى معظم العلماء أن الحج يجب أن يتم بتأشيرة محددة. وذلك لأنه من بين الأنظمة والقوانين التي تم إدخالها مؤخرًا لضمان سلامة الحجاج وتحقيق مصالحهم. فالتحايل على هذه الأنظمة والقوانين وكذلك التزوير حرام، ويجعل المؤمن يأثم، بغض النظر عن صحة حججه. لقد قال الله -سبحانه- في كتابه الكريم: “”يا أيها الذين آمنوا وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”” أما من حج بتأشيرة وهمية ويقيم مناسك الحج” وأركانه وجميع شروطه دون العلم بهذا التقليد، فحجته مقبولة إن شاء الله.

حكمة الحج

إن فريضة الحج من أعظم أركان الإسلام وأقدسها. فإن الله -تبارك وتعالى- قد خصص الكثير من سوره وآياته لحديث هذا الركن ووصفه، ولا شك أن لهذا الفرض ضوابط ومقاصد كثيرة، نذكر منها:

  • الإخلاص لله -سبحانه وتعالى- وبلوغ التوحيد والعبودية له وحده، يقول الله تعالى: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت لا تذر لي شيئا ولا تجعل لي شيئا طهرني.” “بيت للطائفين.”
  • ويطهر الله تعالى النفس من الشوائب والعادات السيئة التي قد تدنسها فيقول: {فمن فرض فيها الحج فلا رفث ولا فحش ولا قتال ونحو ذلك في الحج وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم.
  • ويدعو الله تعالى المسلمين إلى تعظيم شعائر الله وتقديسها بما يناسبها من القداسة: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقَلْبِ}.
  • ويحذر الله تعالى المسلمين من الاستعداد لليوم الآخر: {وَاتَّقُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ خَيْرَ الْزَزَاجِ التَّقوى. واتقوا أنفسكم يا أولي الألباب }
  • ويدعو الله تعالى المسلمين إلى ذكر الله وتوحيد قلوبهم به: {وأعلن في الناس الحج رجالاً وعلى كل حمل هزيلاً. ستخرج من كل واد عميق تشهد لنفسك منافع وذكرى. اذكر اسم الله في أيام معلومات.

وهنا نكون – وأنتم – قد وصلنا إلى نهاية مقالتنا: هل يصح الحج لمن أراد الحج والتعاون؟ وقد سلطنا من خلال فقراته وسطوره الضوء على تعريف الحج والحكمة منه، وحكم الجمع بين التجارة والحج في نفس الوقت، وتقرير الحج بتأشيرة العمل.