وحكم من جعل الحج موقوفا على وصيته ومات قبل الحج حكم شرعي مهم يتساءل عنه كثير من المسلمين، خاصة القادرين ماليا وجسديا وطبيا على أداء المناسك مع تأجيل أداء هذه الفريضة لقد فرض الله تعالى ذلك على كل من هو قادر عليه، وفي هذا المقال سنناقش الأمر المتعلق بقرار الحج في الإسلام وهل هو ضروري، وتأجيل الحج لمن استطاع إليه سبيلا، ورأي الشريعة الإسلامية في ذلك. هذا.

قرار الحج في الإسلام

الحج ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة وفرض من الفرائض التي أنزلها الله تعالى على المسلمين. وفي سورة آل عمران آية توضح وجوب الحج على المسلمين تقول: {في آيات بينات ومقام إبراهيم آمن. وعلى الله الناس حق – من وجد طريقا ومن لم يؤمن فإن الله غني عن العالمين } عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن محمداً عبده ورسوله”. ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويحج، ويصوم رمضان.” ويجب أداء فريضة الحج بماله وبدنيه كما يجب عليه، والله تعالى أفضلها بيضاء.

حكم من علق الحج على وصيته ومات قبل الحج

إذا نوى المسلم الحج وقال: سأحج أمام بيت الله الحرام هذا العام إن شاء الله، ثم أماته الله عز وجل، فهذا مصيره وهذا وقته، ولا شيء له عند الله عز وجل، ولا لأقاربه شيء إذا كان قد سبق له أداء فريضة الحج. أما إذا لم يحج الفريضة فعليه الحج الذي يجب على من يرثه، فإن حج عنه بعد وفاته وجب عليه ترك شيء، وإن كان فقيراً يجب أن لا تدفع شيئا. لأن الحج في الإسلام للقادر عليه، والقدرة هنا للقادر مالياً وصحياً، وفيما يلي سنذكر كلام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى بخصوص هذا القضاء قرار:

فإن قال: إن شاء الله سأحج هذا العام، وقد قبل الله وفاته؛ وليس عليه شيء ولا على أقاربه إذا أدى فريضة الحج. أما إذا لم يحج الفريضة، وكان قادرا على الحج في حياته، فيجب عليهم إخراج بعض ماله اللازم ليحج عنه. أما إذا كان فقيراً؛ ثيريس حرج في ذلك

هل يجب الإسراع في الحج لمن استطاع إليه سبيلا؟

لقد أفتى معظم علماء المسلمين بوجوب الحج على القادرين، أي إذا توفرت الأسباب المالية والصحية للحج، أصبح الحج واجباً على المسلم، ويجب المسارعة إلى أداء الحج بكثرة. آيات قرآنية يحث فيها الله عز وجل الناس على المسارعة إلى الخيرات: {ولكل هدف هو مولاه أينما كنتم}. الله يجمعكم جميعا . إن الله على كل شيء قدير.} ويقول الله تعالى في سورة آل عمران: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين}. والله تعالى أعلم وأحكم.

قرار بتأجيل الحج إن أمكن

يرى أهل العلم والفقه أن تأخير الحج ولو كان قادرا عليه إثم عظيم، وأن المسلم يحمل في عنقه فريضة عظيمة، فإن الإسلام يأمر المسلمين بالمسارعة إلى الخيرات، وما يلي: وهذه فتوى – رحمه الله تعالى – في قرار تأجيل الحج إن أمكن:

من كان معه مؤونة وإبل قادر على الحج ثم تركه لأنه ارتكب ذنبا عظيما، وإثما عظيما في ذلك، فعليه أن يتوب إلى الله، وبعد أن يرجع إلى بيته ليحج أولا الفرصة، وليس له الحق في التفريط في ذلك أو التساهل ما دام قادراً على الحج ببدنه وماله، وهذا أمر. وهذا إجماع بين أهل العلم، ولا خلاف في ذلك. وقد اتفق العلماء على أن الحج مع القدرة واجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء إذا استطاعوا بدنهم ومالهم.

وإلى هنا نصل إلى نهاية المقال في حكم من علق حجه على وصيته ومات قبل الحج. وهو مقال تناولنا فيه بالتفصيل عدداً من المسائل المهمة المتعلقة بتأخير الحج إذا كان قادراً على ذلك، حيث تحدثنا عن هل يجب تأجيل فريضة الحج لمن هو قادر على التعجيل.