إن قرار قول الحق واجب على المسلم، أن يكون نصيرا لله عز وجل، وللنبي صلى الله عليه وسلم، ولدين الإسلام، والوقوف بوجه من هو فوق الاحتجاج على الباطل. كما أصبحنا في زمن كثرت فيه المنكرات وتفاخر الناس بها دون النظر إلى عواقبها. وهي أن كلمة الحق يجب أن تقال وتنطق في كل مكان دون أن تنطق بها أبداً، وأن تبقى سراً، وفي هذا المقال سنتعرف على كيفية تنظيم السكوت عن القول.

اختيار الصمت عن قول الحقيقة

ولا يجوز السكوت عن الحق والقول به، لأن ذلك يعني ترك المعروف والنهي عن المنكر. وقد أدان الله تعالى من سكت عن الحق ورفض فعله، كما قال في القرآن الكريم: “إنهم الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس” “في الكتاب لعنهم الله ولعنهم لعنهم.” أما الحق فهو من كتمان الشهادة، ومن أسبابه: قلة الدافع الديني، وضعف الإيمان، وقلة الخوف من الله، وعدم وجوده. والوعي بمراقبته، وعدم الرحمة بالناس، وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة، والحماس الشديد لكسب الدنيا والخوف عليها، ونحو ذلك. أما مظاهرها فهي: انتشار الفواحش والمنكرات وحتى الكفار في الأمة، وحكم الأئمة الظالمين، والخروج عن الشريعة وعدم حكم العالم بعد ذلك، وتصعيب الحياة على الناس، و وغير ذلك من الأمور، والله تعالى أعلم.

انظر ايضا:

حكم سكوت العلماء عن قول الحق

ومهمة أهل العلم بيان الحق وتبليغه للناس دون إجبارهم على ذلك أو إلزامهم بذلك. والواجب عليهم ألا يسكتوا عن قول الحق، ولا يجوز لهم ذلك إلا خوفا من ضرر محقق، أو منعاً لمفسدة أكبر. قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وإذا أخذ الله في ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينوه للناس ولا تكتمونه ولكنهم تركوه”. اشتريتها بسعر بسيط. ولأهل العلم عهد على بيان الحق للناس وعدم إخفائه. ولا يجوز السكوت والكتمان إلا عذرا: “”إن العلماء عندما يكتموا الحق… لم يفرقوا بينهم بل ألتبسوا الأمر وكتموا الحق”” وهذا نتج عن إخفاء الحق والظهور.” من الباطل، ولم يعرفه العوام الذين أرادوا الحق حتى اختاروه. غاية أهل العلم هو إظهار الحق الذي يعلنه للناس، ويميزون الحق من الحق، ويكشفون الخبيث من الطيب، والحلال من الحرام، والعقائد الصحيحة من العقائد الفاسدة، بحيث وقد يرجع المهتدون والضلال، وقد تقام الحجة على المعاندين.” والله تعالى أعلم.

حكم إخفاء أقوال الشهود

ولا يحل كتمان الشهادة، ولكن من علم شيئاً وسئل عنه: «ومن يكتمه فلا يحل له قلبه، ولكن إذا شك فيما عنده فلا إثم عليه». فإذا أخفى تصريحه فالتصريح أمر كبير. فيجب عليه إعطاؤها، ويحرم عليه إخفاؤها. ولا يجوز لأحد أن يشهد للشبهة أو لمصلحة صديقه. وهذا ما يفعله بعض الناس من أقبح الكبائر، وهو من شهادة الزور، عندما يأتي أحدهم إلى صديقه فيقول: أنت صديقي، وأنت تعلم أني صادق. “. فهذا لا يجوز مطلقاً، حتى لو كان الشخص صادقاً. يجب على الإنسان أن يشهد على شيء يعرفه. ونسأل الله تعالى أن يكفنا عن إخفاء أو تزوير أي قول.

انظر ايضا:

فهل الساكت عن الحق شيطان أخرس؟

فالساكت عن الحق يعتبر شيطانا أخرس إذا أخفى الحق وله القدرة على القول به والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال بعض السلف: “الفاعل” الساكت عن الحق فهو شيطان أخرس، والمتكلم بالكذب شيطان ناطق. ومن سكت عن الحق فهو قادر على ذلك. تحريم ما هو خطأ وعدم تغيير ما يجب تغييره. ويظل صامتاً ما دام يستطيع الكلام. فيقال له: شيطان أخرس، من شياطين الإنس، أي؛ لأن حق المؤمن أن ينكر الباطل ويطالب بالحق، وإذا كان قادرا على ذلك وجب عليه ذلك، كما روى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه” السكوت عن الحق واستنكار الظلم وهو قادر على ذلك فلا مانع منه؛ هذا هو الشيطان الصامت الذي يتكلم ويدعو إلى الكذب. وهذا هو الشيطان يتكلم، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم.

هل يمكننا السكوت عن الظلم؟

يجوز لكل مسلم مقاومة الظلم ومعارضة الظالمين والتنديد بظلمهم. فإذا كان قادراً عليه أن يبتعد عن من يفعل ذلك؟ بحيث لا يكون وجوده دليلاً على موافقته ورضاه عما ارتكبه من ظلم ومعصية، فإن ذلك ينجي المسلم من عقاب الله عز وجل. وكما قال في كتابه العزيز: “ولا تميلن إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من ولي إلا الله ثم لا تنصرون” وتقربوا إليهم بالمحبة والمودة والمودة آفة هذا العالم هي الخضوع للظالمين. لأن الاعتماد عليهم لا يشجعهم إلا على التمادي والتوسع في الظلم. أدنى درجات نصرة الظالم أن لا تمنعه ​​من ظلم غيره، وأعلى درجات نصرة الظالم أن تخفف عنه ذلك الظلم. والتستر على هذا الظلم على الناس، وفي ذلك خطر عظيم على من يساعد الظالم على ظلمه. حيث قال الله تعالى: “ولقد نزل إليك في الكتاب أنه إذا سمعتم آيات الله يكفر ويستهزأ فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غير ذلك”. فتكونون مثلهم، بل يجمع الله المنافقين والكافرين جميعاً في النار، والله تعالى أعلم.

انظر ايضا:

هل يمكن للمرء أن يصمت عن الأكاذيب؟

فالواجب على المسلمين وعلمائهم الدفاع عن الحق ودحض الباطل، ولا يجوز لهم السكوت عليه وعليهم الحذر من أهل الباطل. حتى يتمكنوا من قلبهم وتدمير باطلهم. وعليهم في كل مكان وزمان إنكار المنكر بالتي هي أحسن، والتعليم بالتي هي أحسن، بالرفق واللين، كما قال تعالى: (ادع بالحكمة والموعظة الحسنة) ادخلوا سبيل ربك وجاهدوه. افعلوا التي هي أحسن، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الخير في شيء إلا في هذا»، فإنه يزينه، ولا يزيل شيئا إلا شانه». أسباب انتشار الشر والبدع وزوال الخير وقلةه. فالواجب على أهل العلم قول الحق والطلب به وإنكار الباطل والتحذير منه، وذلك بعلم وبصيرة بعد الوقوف على أسباب تحصيل العلم بمجالسة أهل العلم وسؤالهم. حول المشكلة بصدق وحسن نية وتواضع. .

وقد بينا لكم في هذا المقال حكم الصمت عن قول الحق، إذ لا يجوز السكوت عن الحق والقول به، لأن ذلك يعني ترك الخير والنهي عن المنكر الذي عاب على الباقين. السكوت عن الحق والرفض لذلك، والله تعالى أعلم.