هل يجوز حسب الرأي الشرعي كشف الشعر، حيث أن الشعر من مفاتن المرأة وزينتها، والرأي الشرعي في الإسلام هو أن يرى كل من الزوجين الآخر مهما كانت النفوس؟ تصدهم المظاهر قبل أن تتعارف القلوب، فلا بد من إكمال مقال. ويتناول المسائل الدقيقة من الناحية الشرعية، ومسألة إمكانية كشف الشعر فيه، بالإضافة إلى قرارات أخرى لا يمكن للمسلم أن يتجاهلها.

هل تعريض الشعر حلال شرعا؟

من حق الخاطب أن يفحص خطيبته من الناحية القانونية عما يريده من زواجهما، إلا أن الفقهاء اختلفوا حول ما إذا كان يجوز للخاطب رؤية شعر الشخص الذي يتقدم لخطبته، فيودون إبداء الآراء التالية: :

  • المثل الأول: أن الخاطب لا يرى إلا وجه مخطوبته ويديها، ولا يجوز غير ذلك، لأن الوجه في أغلب الأحوال يدل على جمالها، واليدين تدل على جمال بدنها، وتزول الحاجة، عند ونرى أن هذا مجرد رأي جمهور العلماء.
  • الرأي الثاني: أنه يرى منها ما يرى، ولو كاشفة شعرها. وقد استدل أصحاب هذا المذهب بقصة المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – إذ قال: “انظروا إليهم، كان خيراً لو أن يقيما بينكم، فذهب”. إلى والديها، وأخبرتهما بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكأنهما كرها ذلك وهي في حجرتها، فقالت: “إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم”. صلى الله عليه وسلم، أمرك أن تنظر فأطلبك كأنها هي، فنظرت إليها وتزوجتها، فذكر رضاها».

انظر ايضا:

حكم المجوهرات من الناحية الشرعية

وقد أجاز الفقهاء للمتقدم أن ينظر إلى المرأة التي يريد خطبتها من الناحية الشرعية وهي متحلية بالشرع، ولباس ساتر، ومزينة بالحلي التي قد تكون ظاهرة، مثل: الكجال ونحوه، مما من شأنه دعوة الخاطب للزواج بها، ولكن لا ينبغي أن يصل الأمر إلى حد الغش، فتستخدم مجوهراتها لإخفاء الأشياء التي تشوه شخصيتها. فإذا رآها بدون مجوهرات انصرف عنها ووقع في الضلال المحرم.

انظر ايضا:

هل تسريحات الشعر القصير حلال شرعا؟

اختلف العلماء في جواز الظاهر أنه المخطوب من الناحية الشرعية بناء على عدة آراء:

  • الرأي الأول: يجوز رؤية الوجه والكفين فقط، وهما محل ملاحظة جمال المرأة وفضائلها، ولا يجوز إظهار ما سواهما من البدن. وعليه فلا يجوز لبس الملابس القصيرة شرعاً، وهذا رأي جمهور العلماء.
  • الرأي الثاني: له أن يرى ما يمكن أن يراه أهل البيت من الشعر والوجه واليدين والرجلين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز النظر إلى المخطوبين. بغير علمها، أي: له الحق في رؤية ما يظهر من بدنها عادة، وهو على مذهب الحنابلة، وفي رواية لأحمد أنه لا يرى إلا وجهها.
  • الرأي الثالث: للخاطب أن ينظر إلى لحم المرأة التي يريد خطبتها، وهذا رأي الأوزاعي.
  • الرأي الرابع: للمعجب أن ينظر إلى جميع بدن المرأة ما عدا عورتها. وجاء في كتاب المحلى: “ومن أراد أن يتزوج حرة أو أمة”. “ومن حق المرأة أن تنظر إليها بعين اللامبالاة، ولا تغفل عما فيها وما ظهر منها، “وهذا ما قاله أتباع المذهب الظاهري.

انظر ايضا:

هل يجوز شرعا كشف الساق؟

وذكر المحامون المبلغ الذي يجب تقديمه للمدعي شرعا، وهو:

  • الرأي الأول: لا يجوز للخاطب أن يرى إلا وجه المخطوبة وكفيها، ويؤخذ في الاعتبار على أساس موقع جمالها وجمال بدنها، وهذا رأي الجمهور.
  • الرأي الثاني: جواز النظر إلى القدمين بالإضافة إلى الوجه والكفين، وهذا مذهب الحنابلة في العدل.
  • الرأي الثالث: جواز رؤية ما يظهر من بدنها عادة، كالرقبة واليدين والقدمين، وهو ما ذهب إليه الحنابلة، كما جاء في كتاب الإنصاف.

انظر ايضا:

هل يجوز للخاطب أن يرى خطيبته بدون حجاب؟

ويجوز للمخلص أن يرى خطيبته بدون حجاب، كما جاء ذلك عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما أمر المريد أن ينظر إلى خطيبته، وقال: “هذا أقرب للسلام”. بينهما، فلا بأس أن يرى وجهها وشعرها من غير خلوة، والأفضل أن يكون أهلها معها حتى لا يخلووا».

انظر ايضا:

الملابس النسائية في الرؤية الشرعية

يجوز للمرأة أن تتزين لخاطبها باللباس الشرعي الذي يسترها أثناء الرؤية الشرعية بحيث لا يرى الخاطب إلا وجهها وكفيها، ولا حرج في لبس الحلي الذي لا يؤدي إلى الخداع منها، فإنه يستر ما يخفي من عيوبها، فإذا رآها عارية انصرف عنه، وهذا أقرب من أن يؤدي إلى التنافر. والقلوب بينهم ترى كل واحد منهم على حقيقته. والله أعلم.

هل تعريض الشعر حلال شرعا؟

انظر ايضا:

هل يجوز شرعاً كشف أجزاء من شعرك؟

أما بخصوص جواز النظر إلى شعر المرأة من الناحية الشرعية فقد اختلف العلماء فقالوا ما يلي:

  • القول الأول: أن الخاطب لا يرى وجه المخطوبة وكفيها إلا لأنهما محل الجمال لها، وهذا رأي الجمهور.
  • الرأي الثاني: له الحق في رؤية شعر المخطوبة. وهذا رأي بعض علماء الحنابلة.
  • الرأي الثالث: أن ينظر المتقدم إلى ما هو ظاهر عادة، كالرقبة واليدين والقدمين. وهذا رأي حنبلي.

انظر ايضا:

شروط الرؤية القانونية

وقد وضعت الشريعة ضوابط لكلا المتقدمين لأسباب قانونية. وفي حال توافر هذه الشروط، يُسمح لمقدم الطلب برؤية خطيبته.

  • معرفة موافقة المرأة على الزواج وموافقة وليها الشرعي على الزواج منها.
  • الخاطب لديه نية الزواج، لذا ينبغي أن يفكر في ذلك قبل أن يتقدم لها. وهذا مذهب الشافعية والحنابلة.
  • انظر إلى خطيبتك كلما دعت الحاجة ولا تنظر إليها مراراً وتكراراً.
  • فجمهور العلماء على أنهم لا يرون إلا ما يخرج منه، كالوجه والكفين.
  • عدم النظر إليهم بكل سرور وسرور.
  • ولا ينبغي للمسلم أن يخلو بخطيبته وينظر إليها بحضرة أحد من محارمها أو أمها أو أختها.

انظر ايضا:

حكم ستر النقص في النظرة الشرعية

لا يجوز أن يخفي على الخاطب ما أصاب المخطوبة من تقصير أو مرض لعدة أسباب:

  • إذا كان ذلك يؤثر على العلاقة الزوجية والأولاد بحيث يمنعها من القيام بواجباتها تجاه زوجها وأولادها.
  • فالعيب أو المرض يؤدي إلى الفساد ويمنع الاستقرار والمودة بينهما. وإخفاء العيب يعتبر غشاً من الطالب، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغش.
  • إذا كان هذا العيب أو المرض مؤقتًا ويمكن علاجه مع الوقت أو لا يؤثر على علاقتهما، فلا داعي لإبلاغ مقدم الطلب بهذا العيب أو المرض. أما إذا كانت منفرة للزوج، كأن يكون بها عاهة أو رائحة كريهة، فيجب عليها إخباره، ولا يجوز إخفاء مرضها.

انظر ايضا:

وهنا وصلنا إلى المقال الأخير: هل يجوز كشف الشعر شرعا؟ وقد ذكرنا عدداً من الأحكام من الناحية الشرعية، مثل رؤية الخاطب لمخطيبته، وهل يجب أن يكون أحد محارمها معه، وغيرها من الأحكام.