هل الكذب يفطر وما كفارته، لأن من أصول الصيام وأهدافه العظيمة تحقيق التقوى وكسر الشهوات واستعباد النفس، والمراد للمسلم ليس فقط الأكل والشرب فالشراب إنما هو تنقية النفوس وتعليمها وإصلاحها حتى ينال رضا الله تعالى ومغفرته. الصوم الصحيح هو نقطة تحول في سلوك الإنسان. وبهذا يتطهر من الذنوب، وبهذا يلتزم بطاعة الله والقرب منه. وفي مقالتنا القادمة سنتحدث عن الكذب وهل هو من المفطرات أم لا.

هل الكذب يفسد الصيام؟

الكذب لا يفطر، ولكن الذنوب تذهب أجر الصيام، فهو ليس من أخلاق المؤمن – صلى الله عليه وسلم – حذرنا من أن يقتصر صيامنا على الامتناع فقط عن الطعام والطعام. الشرب وعدم الاستسلام، والانحراف عن الحق، والعمل بالباطل والاتهام، كما في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وقال عليه الصلاة والسلام: «من لم يدع قول الزور ويعمل به، فليس لله أن يترك طعامه، وشرابه، والله ورسوله أعلم».

انظر ايضا:

هل الكذب خطيئة عظيمة؟

ذهب جماعة من الفقهاء إلى أن الكذب من كبائر الذنوب، ومن جعله من كبائر الكبائر ذهب إلى أن الله تعالى جعله من صفات شر الخلق في كتابه، أي الكفار والمشركين. المنافقين، ولم يصف بذلك أحداً إلا كافراً أو منافقاً، وجعله راية أهل النار وشعارهم، وجعل الصدق علماً وشعاراً لأهل الجنة. إن الكذب ليس من سمة المؤمن، ولكنه من علامات المنافقين، كما قال الله تبارك وتعالى: “وإذا جاءك المنافقون قالوا: نشهد أنك نشهد” هو رسول الله، والله أعلم أنه أنت». ورسوله والله ال. الكذب من صفات المنافقين وعلاماتهم، والمؤمن الحقيقي قد يكذب لقلة إيمانه وضعف إيمانه. فالواجب على كل مؤمن أن يحذر من الكذب وأن يجتهد في الصدق، والحديث عليه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف». وعندما يكشف أنه موثوق به. لا يجوز لأحد أن يكذب على أحد، سواء في أمور الدين أو في أمور الدنيا، وهو أشد في أمور الدين، وهناك ثلاث طرق يجوز فيها الكذب، والكذب على من فائدة، وهذه الثلاثة هي: الإصلاح بين الناس، وفي الحرب في الخارج، وفي محادثة الرجل مع زوجته والمرأة مع زوجها، والله ورسوله أعلم.

انظر ايضا:

تكفير الكذب

وكفارة الكذب هي التوبة والندم والاستغفار من الكذب وعدم الكذب مرة أخرى. وعلى المسلم أن يتوب إلى الله تعالى من كل معصية ومعصية يرتكبها، سواء كان الذنب بسببها، فقد وردت أدلة من الكتاب والسنة النبوية على وجوب التوبة الحاجة إلى الاستعجال. وقد اتفق أئمة الإسلام على ذلك: {يا أيها الذين آمنوا به توبوا إلى الله توبة نصوحاً}، وقال الله تعالى أيضاً: {وتوبوا جميعاً إلى الله أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}. وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «لا يصر المستغفر ولو كرره في اليوم سبعين مرة»، والله ورسوله أعلم.

انظر ايضا:

هل الكذب يبطل الوضوء؟

الكذب لا ينقض الوضوء، وهو خروج الدم بكثرة، أو خروج البول، أو خروج الروح، مثل جلد المرأة ينقض الوضوء، وأكل لحم الإبل ينقض الوضوء. إلا أن تغيير حفاضة الرضيع لا ينقض الوضوء، كما أن التدخين لا ينقض الوضوء لأنه لا يبطل الروح. وأما الكذب فلا ينبغي للمسلم أن يكون فيه شيء من أخلاقه، لأن الكذب من صفات المنافقين، فلا يجب على كل مسلم أن يكون كذابا.

وبهذا نصل إلى نهاية مقالتنا التي توضح هل الكذب مفطر وما هي الكفارة عنه، وكما أوضح المقال هل الكذب يعتبر من كبائر الذنوب أم لا، وما هي كفارة الكذب إذا كان فالمؤمن يخطئ ويكذب، وكما ذكرنا في المقال أيضاً، هل الكذب ينقض الوضوء أم لا؟