هل وضع قطرة العين يفسد الصيام؟ وأحكام الصيام متنوعة ولا يمكن حصرها. يجب على المسلم أن يعرف رأي الشرع في الأمور التي قد يواجهها طوال نهار رمضان فيضطر في كثير من الأحيان إلى ذلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمراض وحاجاته. ومن الأدوية العادية وغيرها، موقع تفصاف يتحدث عن هذا الموضوع، وخاصة قطرات العين وأثرها على الصيام.

هل قطرة العين تبطل الصيام؟

هناك خلاف واضح بين العلماء حول ما إذا كانت قطرة العين تفسد الصيام أم لا. وذهب المالكية والحنابلة إلى أن القطرة في العين تفسد الصوم إذا وصلت إلى الحلق، لأن العين تصل إلى الحلق، وإن لم يكن جرت العادة فقد خالفه الحنفية وجماعة من أهل العلم ورأيهم أن القطرة في العين لا تفسد الصوم، ولو اعتبرها طعماً في حلقه، لأنها ليست طعاماً ولا شراباً، ولا تتغذى. وهذا رأي ابن تيمية وابن عثيمين وغيرهم من أهل العلم المعاصرين، والراجح من جميع المذاهب أن القطرة في العين لا تبطل، على أن يتلفظ ما يجد في حلقه من طعم، ويرتشفه، ولكن ويبقى الأفضل دائما تأجيل التقطير إلى الليل إن أمكن حتى يزول الخلاف ويكون القلب أقرب للتقوى وأسلم. الله وحده يعلم.

انظر ايضا:

حكم استعمال الملفوف للصائم في نهار رمضان

وقد اختلف العلماء في القرار بشأن الملفوف، لكن الراجح أنه لا يفطر للصائم، وعندما يدخل طعم الملفوف إلى الحلق، يقول البعض إنه يفطر، والبعض الآخر يقول: وأنه يفطر لا يفطر، وهو رأي الحنفية وابن تيمية وابن عثيمين. وذلك لأن الكرنب ليس طعاماً ولا شراباً بمفهومهما، ولا يغذي البدن، وهو يعني طعاماً وشراباً، ولم يرد حديث صحيح في الآيات الكريمة ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم. السلام، إشارة إلى أن الكحل لا يفطر، ولذلك الأصل أنه لا يفطر، لأن الأصل في كل شيء الإباحة حتى يثبت ذلك، وما يفسده، والقول بذلك. فالملفوف لا يفطر هو الراجح، فإذا لاحظ الإنسان طعماً في الحلق كما سبق، فالأفضل له أن لا يتناول الملفوف إلا بعد الإفطار، حتى لا يقع فيه. حجة. والله ورسوله أعلم.

انظر ايضا:

حكم قطرة الأنف للصائم

حكم قطرة الأنف: لا يجوز للصائم استعمالها في نهار الصيام لأنها تفسد الصيام. الأنف منفذ مهم للمعدة، ولا يمكن إغفال ما يدخل إلى الحلق أو المعدة منه، كما قال ذلك لقيط بن صبرة فيما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد ورد فيه السلام حيث قال: “استعظم إلا أن تكون صائما” ونستنتج أيضا أنه لا بأس إذا كانت القطرة صغيرة لا يدخل منها شيء إلى الحلق، ولكنه أسلم. ويستعمله بين عشية وضحاها إن أمكن، إذا وصل إلى الحلق وطعم، فإذا وجد فيه شيء، فسد صومه، وعليه إعادته. والراجح من قولي العلماء أنهم لا يفطرون إلا إذا وجد طعمه في حلقه فالأحوط والأفضل أن يقضي صومه في أيام أخرى ولا يجب عليه قضاؤها، لأنها لا منفذ لها، ولذلك لا ينبغي للصائم أن يستعمل شيئاً من القطرات في الأكل والشرب في النهار. وعليه أن يصوم إلا أن يجد صعوبة في الإمساك عنه، إلا أن يأذن بابتلاع شيء منه من الحلق، فإذا ابتلع شيئاً وجب عليه القضاء في أيام أخرى. فإن لم يستطع منعه فلا يستعمله في نهار رمضان إلا إذا كان مريضاً لدرجة أنه يفطر لشدة المرض الذي يجعل الصوم ضاراً أو مشقة. أما إذا استعملت القطرة ونسي من استعملها أنه صائم، فصيامه كصيام من نسي الأكل والشرب. وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – قال عن النبي المصطفى – صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليفعل» انتهى. صيامه إلا أطعمه الله وسقاه» والله ورسوله أعلم.

وهنا تنتهي رحلتنا ببيان ما جاء في الشرع من قطرة العين وهل استعمال قطرة العين يفطر الصائم. وقد تحدثنا أيضاً عن حكم استعمال قطرة الأنف أثناء الصيام، واستعمال الكجال، ولو كانت مفسدة للصيام، ويجب على من استعملها أن يقضي أيام الصيام التي استعملها فيها. نسأل الله أن يشفيك ويتقبل صيامك وطاعاتك، ودمت بخير.