هل يجوز السؤال عن شخصية الله عز وجل؟ قد تتبادر إلى ذهن الإنسان أسئلة مختلفة قد لا ينتبه إليها وقد تكون هذه الأسئلة خارجة عن إرادته وبالتالي قد تتبادر إلى ذهنه مثل شكل الله عز وجل ولكن يمكن للإنسان أن يمضي في الفكرة والعلماء ويسأل الناس حول هذا الموضوع، ويمكنه احتواء تلك الفكرة وإعادتها من حيث أتت. فهل يجوز للمسلم أن يسأل عن الهيئة؟ الله سبحانه وتعالى؟ وفي هذا المقال نتوقف عند الإجابة على هذه المشكلة ونتناول أهم الأسئلة المتعلقة بها.

هل يجوز السؤال عن شكل الله؟

وقد قال العلماء إنه ينبغي للمسلم أن يتوقف عن التفكير في هذه المسائل، ولا يسأل عن هذه الأشياء، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء، كما قال الله تعالى عن نفسه: {ليس كمثله شيء ولذلك كان مثله}. فالواجب على المسلم أن يبتعد عن هذا التفكير، ويصرف وقته فيما هو نافع ونافع، والله أعلم.

هل يمكن للمرء أن يسأل عن وجود الله؟

وقال جماعة من أهل العلم: إذا سأل المسلم عن الله عز وجل متعلماً جاهلاً يريد التعلم فقط فلا حرج عليه، ويجيب عليه بالقرآن الكريم والسنة النبوية التي جاء بها النبي، والدليل الذي اعتمد عليه العلماء أن أعرابيا سأل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن وجود الله عز وجل، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- أهله – فلم يمنعه من ذلك. وفي الحديث الشريف أن بعض الصحابة قال: إن أعرابياً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ربنا قريب فنكلمه، أو بعيد حتى ندعوه؟ فأنزل الله عز وجل: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، قال الشيخ ابن تيمية إن هذا الحديث مشهور والله أعلم”.

لماذا حرّم الإسلام التفكير في الله؟

لقد حرّم الإسلام التأمل في طبيعة الله عز وجل من خلال العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وما زال العلماء يمنعون المسلم من التأمل في طبيعة الله عز وجل لأن العقل البشري يعجز عن ذلك العلم بالفهم ولا يستطيع أن يفعل ذلك وقال إن هذا حيرة وخلط أن الشيطان يأتي المسلمين فيغريهم بهذه الأسئلة».

وقد بين رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الصحيح كيف ينبغي للمسلم أن يتعامل مع هذه الأفكار، فيقول: «يتعجب الناس حتى يقولون: هذا خلق الله». فمن خلق خلق الله؟» فمن وجد هذا كله فليقل: آمنت بالله. وفي رواية: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق الجنة؟ من خلق الأرض؟ يقول: الله… ثم ذكر مثل ذلك وزاد: ورسله، والله أعلم.

هل يعتبر الظن في الله تجديفاً؟

وقال العلماء: إن من يفكر في طبيعة الله تعالى ينبغي له أن يبتعد عن هذا الفكر ويتجه إلى أفكار أخرى، فإن ذلك من كيد الشيطان عليه لعنة الله تعالى. أما إذا فكر فيه عمداً فهو بدعة كما يرى بعض أهل العلم، ويجب على المسلم أن يوجه تفكيره إلى ما ينفعه. وليتوقف عن التفكير في الله عز وجل، وليعلم أن التفكر في الخلق سيجعله يدرك عظمة الله عز وجل. ولو لم يعرف منه إلا شيئا يسيرا، والله أعلم.

هل يجوز الخوض في طبيعة الله؟

لا يجوز الخوض في ذات الله تعالى، ولا يجوز للمسلم أن يفكر حتى في ذات الله تعالى، وعليه أن يصرف هذه الأفكار عن مخيلته، وينتبه إلى ما هو نافع له. جاء ذلك في فتاوى علماء دار الإفتاء الأردنية، ولهم سابقون في هذا الشأن، ومن ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الناس يتساءلون” ، حتى يقول قائل: هكذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟» فمن وجد هذا كله فليقل: آمنت بالله. وفي رواية: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق الجنة؟ من خلق الأرض؟ فيقول: الله…، ثم يذكر مثل هذا ويضيف: ورسله والله تعالى أعلم.

صحة الحديث: لا تفكروا في الله

وحديث “لا تتفكروا في خلق الله” قد ورد بصيغ كثيرة، لكن أكثرها ضعف عند أهل العلم. وفيما يلي صيغ ذكر هذا الحديث مع آراء أهل العلم فيه:

  • «افتكروا في خلق الله ولا تظنوا بالله»: ذكره العجلوني في «كشف الخفية» وقال: «أسانيده ضعيفة لكن جمعها يقويه ويصح معناه».
  • «اذكروا نعمة الله ولا تفكروا في الله»: هذا الحديث ذكره بهذه الصورة ابن عدي في «الكامل في الضعفاء» وقال: «وفيه الوازع بن نافع». “” على العموم ما رواه غير محفوظ.” ذكره الذهبي في “ميزان الاعتدال” وقال: “ذكر فيه الوازع من جرحه”.
  • «فكر في كل شيء ولا تفكر في الله»: ذكره العجلوني في «كشف الخيفة» وقال: «إسناده ضعيف». ” . “وقال: إسناده ضعيف”.
  • “”لا تظن بالله ولكن بخلق الله”” ذكره السخاوي في “المقاصد الحسنة” وقال: إسناده ضعيف.”
  • «فكر في خلق الله ولا تفكر في الله؛ لأنك لن تقدر قيمته.” ذكره السخاوي في “المقاصد الحسنة” وقال: “إسناده ضعيف”.
  • «جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ساكتون فلم يتكلموا، فقال: ما لكم لا تتكلمون؟ قالوا: فلنتأمل في خلق الله عز وجل.
  • “”فكر في كل شيء ولا تظن بالله”: ذكره السمهودي في “الغمز على اللماز” وقال: “وسائطه ضعيفة”.

وهنا يكتمل المقال: هل يجوز السؤال عن صورة الله بعد الإجابة على هذا السؤال ودراسة بعض الأسئلة الأخرى حول هذا الموضوع، وفي نفس الوقت دراسة أشهر الأحاديث الواردة في هذا المجال؟ وشرح أقوال أهم العلماء في هذا الشأن.