تعتبر رأس السنة الهجرية مناسبة دينية مهمة يحتفل بها الشعب الإسلامي في جميع أنحاء العالم، حيث يمثل هذا اليوم بداية السنة الهجرية الجديدة حسب التقويم القمري الإسلامي.

وفيما يلي خطبة بمناسبة العام الهجري الجديد:

الحمد لله في كل وقت و آخر النهار ملء السماوات و ملء الأرض حيثما توجه الإنسان و استقر. نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونوكل عليه وليا أو مرشدا.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأطهر خلقه وأصطفاه، وأمين وليه، ينصح الناس، وبه الله أبعدنا إلى الجانب الأبيض، ليله كالنهار، لا يزيغ عنه إلا هالك. وصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.

أما بالنسبة لما يلي:

سبحان الذي هدم السنين وهو الأزلي وقصر الأيام وهو المنفرد بالجلال والكمال: (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل)[لقمان:29] يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي.

فسبحانه لا ينفعه الإيمان، ولا يضره الكفر والفسوق والعصيان من عوالم الغيب والشهادة.

تمر السنين وتطوي معها أرشيفات الناس، وقليل من الناس يريدون أن تبقى صفحات أعمالهم ثمينة ويفتخرون بها، والسنين – أيها الإخوة -: مراحل تمر في حياة كل واحد منا، مع مرور كل عام فكل إنسان يقترب من نهايته الحتمية.

والحكيم هو من وضع هذا الهدف في الاعتبار، وأراد أن يضاعف حسناته دائما.

فالغافل من أثقل أيامه ولياليه بالذنوب والمعاصي، حتى يأتيه نذير الشيب والشيخوخة، يحاول أن يكفر ويدق التوبة في السن، ولكن قد يأتيه الموت. ولا ينفعه إلا عمله.

وقد حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- رفاقه والعلماء العاملين من اغتنام فرصة العمر. وقال صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل عملك، وشبابك قبل هرمك”. عمر.

وكان ابن عمر يقول: “إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبح فلا تنتظر المساء، وخذ مرضك من صحتك، وموتك من حياتك”.

اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.

وعن سيدنا علي -رضي الله تعالى عنه- كان يقول: “اليوم ضيفك، ويتركك الضيف يمدحك أو يستهزئ بك”.

أيها الإخوة: بعد أيام قليلة سيشهد العالم الإسلامي سنة هجرية جديدة، وقد جعلها الله -تبارك وتعالى- تبدأ في شهر مبارك أيضاً، ليستقبل المسلمون العام بالبركة. البداية شهر المحرم وهو من الأشهر الحرم.

الأشهر الحرم: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الفرد.

وقد جعل الله تبارك وتعالى هذه الأشهر من الأشهر المكرمة، ونهى عن القتال فيها، وأمر بصيامها، وفصل أول الشهر عن غيره، وجعل صيامه أفضل من صيام أي شهر آخر غير رمضان.

ولهذا كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحرص على الصيام والإكثار منه في شهر المحرم، والعاشر هو: ما يسمى بيوم عاشوراء.

هناك العديد من الروايات عن سبب تخصيص هذا اليوم للصيام. ومن الروايات: أنه اليوم الذي تاب فيه الله على سيدنا آدم -عليه السلام-.

ومن القصص: أنه اليوم الذي نجى الله فيه نوحا -عليه السلام-.

ومن الروايات: أنه اليوم الذي نجى الله فيه سيدنا موسى وقومه من الغرق وغرق فرعون.

ولذلك قدم خلاف اليهود في الصوم التاسع والعاشر، وأدى ذلك الصوم شكراً لله -تبارك وتعالى-.

أيها الإخوة الأعزاء: إن حلول العام الهجري الذي نرحب به، يرتبط بذكرى أعظم حدث في تاريخ البشرية. وهذه الذكرى هي يوم هجرة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم. وإقامة دولة إسلامية.

وستبقى قضية الهجرة على مر الزمن والأعمار مثالا مثاليا للإيمان بالفكرة الجيدة والألم لتحقيقها.

ويظل حدث الهجرة نموذجا مثاليا لتلبية نداء الحق والتضحية بالنفس والأهل والمال والجاه والوطن وكل شيء غال ورخيص في سبيل تلك الرسالة الخالدة، رسالة الإسلام.

أيها المؤمنون: نعم، إن موقف الصحابة من المهاجرين والأنصار، وما عانوه من آلام بسبب هذه الرسالة وتضحياتهم، سيبقى المثل الأعلى لكل مؤمن إلى يوم القيامة.

وإنني أحث نفسي، وأحث كل أخ مسلم على أن يذكر مواقف الشركاء في دعوتهم، والمساحة محدودة للذكريات الكثيرة، ولكن منها:

موقف المقداد بن الأسود – رضي الله تعالى عنه – عندما قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ببدر: “لا نقول له كما قال بني إسرائيل” إلى موسى: اذهب (أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون).[المائدة:24].

ولكن نقول: اذهب أنت وربك فلنقاتلن معك.

أيها المؤمنون: حق على كل مسلم أن يتوقف عند بداية كل سنة هجرية للحساب والتقييم والميزان.

فكما أن كل تاجر يتوقف في بداية العام ليقيّم مكاسبه أو خسائره -لا سمح الله-، كذلك من حق كل منا أن يتوقف ويحسب، فإن وجد خيراً يحمد الله عليه: (وَمَا بَارِكْتُمْ مِنْ اللَّهِ) .)[النحل:53].

وإذا اكتشف إهمالاً فعليه أن يجتنب هذا الإهمال، ويطلب التوبة النصوح، بما في ذلك رد الحقوق إلى أصحابها إذا كان له حق على غيره.

كما أدعو أمة الإسلام: إلى اتخاذ موقف التوازن والتدقيق بين ماضينا وحاضرنا، عزتنا وريادةنا، السيادة والريادة، وحاضرنا المليء بالضعف والإخفاقات والصراعات المستمرة.

وأعوذ بهم من الوقوف في موقف اليأس أو اللامبالاة.

وقد مرت على المسلمين قرون تفرقوا فيها. فابتغوا العزة بغير ما أنزل الله، فسلط الله تبارك وتعالى عليهم أعدائهم العدائيين الماكرين، الذين لا ينفكون ليلا ونهارا عن تنفيذ مخططاتهم والتفرقة والتفرقة والتضييق. . .

ولذلك ينبغي للمسلمين أن يهجروا أنانيتهم ​​ومصالحهم الشخصية، وأن يجعلوا رسولهم وأصحابه ومن اتبع هداهم قدوة مثالية نقتدي بهم ونقتدي بهم إذا أردنا النصر والعزة والقوة والسعادة. في الدنيا والآخرة.

سيدي يا رسول الله، فيما تعاملنا معه في رحلتك، وجدنا فيها عزة وإيمانًا وصبرًا، فصلى الله عليه وسلم!

سيدي يا رسول الله، انظر إلى قومك الذين قويتهم، ولكن الطمع تواضع وقوي، ولكن الجشع ضعف!

فانظر إليه، فإن الذي بعثك بالحق بشيراً ونذيراً، لئن لم يرزقنا رب العالمين منه نذل، نصير أثراً بعد العين، وسنكون من الغرقى!

ليس العيب عيبا في الإسلام، ولكن الإسلام سلاح لا يعمل إلا في يد البطل.

اللهم لا عز إلا عزك، ولا نصر إلا نصرك، فألهمنا العزة في الإسلام وثبتنا على مبادئه وأحكامه، وادفع عنا كيد المسلمين وكيدهم. أبغض الحاقدين وردهم إلى دينك ردا جميلا.

أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم.

يمكنكم مشاهدة وتحميل خطبة راس السنة الهجرية مباشرة “” لأن هذا الملف يحتوي على خطبة دينية جاهزة من راس السنة الهجرية والتي لها ذكرى عظيمة وهي هجرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم عليه وسلم – وبداية قيام الدولة الإسلامية. وهو بصيغة pdf وجاهز للطباعة.