ما حكم قول ” شاء القدر ” عند الحديث عن مصيبة، حيث أن الإنسان يعتقد في داخله أن القدر هو الذي يحدد أسلوب حياته بل وحياته كلها؟ ولذلك فإن هذا المقال سوف يتناول هذا الموضوع بالتفصيل، مع التثقيف والأحاديث عن القدر في الإسلام وما معنى قوله: “لقد قادني القدر إلى كذا وكذا”، فهل هذه الأقوال كلها من حيث المعنى والبنية وغيرها الجوانب صحيحة؟

ما هو معنى المصير المنشود ؟

ومعنى إرادة القدر هو أن القدر يعطى إرادة وإرادة، مثل أن يريد شيئا أو لا يريده، ويحكم بين الناس. وذلك بالنظر إلى معنى اللفظ، ولكنه تعبير خاطئ، لأن القدر ليس له إرادة، لأن القدر له معنى، والمعنى لا يمكن أن يكون له إرادة، باتفاق العلماء والكتاب. والأصوليون يقولون إن الإرادة لمن يقدر على تغيير الأمر.

القرار بشأن بيان القدر

والقول بإرادة القدر لا يجوز في الإسلام، كما وضح ذلك علماء أهل السنة والجماعة. وذلك لأن هذه الجملة تعني أن القدر له إرادة ويتحكم فيه، أما غيره فلا، لأن القدر نفسه له معنى، ولهذا يقول: هذه وصية الله، أي هذا ما شاء الله والله تعالى. فهو وحده مالك المشيئة ومالك الأمور كلها، وهو الذي يتولى شؤون العباد.

انظر ايضا:

القرار الخاص بقول: “شاء القدر”، الدرر السنية

ونشر موقع “الدرر السنية” أقوال جماعة من العلماء بشأن قرار “شاء القدر”. وفيما يلي توضيح لأقوالهم:

  • ابن باز: يقول بعض الناس: شاء القدر، أو شاء القدر، أو شاء الله، أو قدر الله، قول لا يجوز، وهو لفظ رديء: “الله عز وجل”. “أراد” أو: “أراد ربنا سبحانه” أو نحو ذلك من الألفاظ التي تنسب الإرادة إلى الله لا إلى صفاته.

  • قال ابن عثيمين: «القول: شاء القدر، وشاءت الظروف كلام جارح؛ لأن الظروف هي جمع الظروف، أي الزمان، والزمن ليس له إرادة. وكذلك القدر جمع قدر، والقدر لا مشيئة له، بل ما شاء هو الله عز وجل. نعم، إذا قال أحدهم: “إن قصد الله يتطلب هذا وذاك”، فلا بأس. وأما الوصية فلا يجوز إضافتها إلى القدر. فإن الإرادة هي إرادة، ولا إرادة لما هو موصوف، بل إرادة واحدة لما هو موصوف».

  • قال بعض العلماء: “لا ينبغي لنا أن نقول: شاءت قدرة الله، فإن الإرادة إرادة، والقدرة معنى، والمعنى ليس إرادة”. بل الإرادة لمن شاء، والإرادة لمن شاء. ولكننا نقول: حكمة الله اقتضت هذا وذاك، أو نقول عن الشيء على حاله، أي: قادر، كما تقول: هذا خلق الله، أي: خلقه. وأما الزيادة على القوة لشيء يوجب التطوع فلا يجوز».

انظر ايضا:

وكان الحكم: “لقد جمعنا القدر”.

وقوله: “جمعنا القدر” لا يجوز في الإسلام، لأن الفعل منسوب إلى من هو قادر على الجمع والفرقة، ولا يستطيع القدر أن يفعل شيئاً من ذلك. بل هي إرادة الخالق. تعالى، وما القدر إلا معنى لا تنسب إليه الأفعال، والقدر مثل الظرف أو المصادفة أو غير ذلك من المعنى.

الحكم على قول: “سأقودك إلى القدر”.

الحكم على قول: “قادني القدر إلى كذا وكذا” أو “أخذني القدر إلى هذا المكان” أو “أنقذني القدر منه” لا يجوز شرعا، ولا يجوز نسبة الفعل إلا لله عز وجل، فهو الذي يدبر الأمور بين عباده، وهو الذي يعلم خائنة النفس، ويعلم ما تخفي الصدور. فهو الذي يفرق بين الناس وهو القادر على كل شيء.

حكم عن سخرية القدر

ولا يجوز التلفظ بقول فيه استهزاء بالقدر، كما قال علماء أهل السنة والجماعة، وذلك لسببين. أما النقطة الأولى، فلأن السخرية أو هذا التعبير يدل على عدم رضا العبد بالقدر، ولا يجوز للعبد أن يسخر من قدر الله تعالى، بل يجب أن يسخر منه حتى يرضى، ويخضع له. وهو في رأيه قبوله، أما السبب الثاني فهو منسوب إلى القدر، لكن الأمر متروك لله. يديره كما يشاء. ولو أراد القائل أن ينسب كلمة السخرية إلى الله تعالى فقد أثم، ولا يجوز له أن يقول ذلك، مع أن الله يطبق الفعل على نفسه بقوله: {الَّذِينَ يَفْعَلُونَ الْمُؤْمِنِينَ). ينتقدون إذا تصدقوا والذين لا يجدون إلا خيرهم ويسخرون منهم أبا مؤلما }، والله عندما ينسب إليه الأفعال ينسبها إليهم كمالات، لذلك لا يجوز تسمية مشتقة منها لا سمح الله.

انظر ايضا:

هل القدر مخلوق؟

للإجابة على هذا السؤال لا بد من التمييز بين القدر الذي هو من صفات الله تعالى كالعلم والإرادة والقدرة، وهم قطعا ليسوا بمخلوقين، والمقصود بالقدر أن وهو المختار من نعم خلق الله تبارك وتعالى على رأي علماء أهل السنة والجماعة وما يعتقدون به. قال: شيخ الإسلام ابن تيمية: “أمره وقدره الذي هو صفته – مثل إرادته وكلامه – غير مخلوق”. ما قدر، وما أمر به مخلوق، وإن كانا يسمى أمرا وقضاء.

إلى هنا انتهت مقالة ما هو قرار قول ” شاء القدر ” عند الكوارث، والتي تحدثنا فيها عن معلومات غزيرة عن القدر والقدر، قرار إسناد الفعل إلى القدر، حتى لو كان هو استعارة، سواء كان ينظر إلى القدر على أنه شيء مخلوق وغيرها من المعلومات من هذا القبيل.