من هي أُم الإمام علي عليه السلام، إن من أجمل الحديث وأنفعهُ، حديثنا عن أكرم الناس، وأشرف البشر، الذين مثلوا الحاضنة لهذا الدين، ولمعانيه الإنسانية السامية، وفدوهُ بأرواحهم الطاهرة، في سبيل تمكينه، وسبيل الحقّ والحرية والمحبّة، ألا وهم آل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والذين قال فيهم في حديث الثقلين: “تركتُ فيكم ما أن تمسكتم بهِ لن تضلوا بعدي أبدا؛ كتابُ الله، وعترتي” والعترة هنا هم آل بيتهِ في الاجماع. وحديثنا اليوم يأتي بعد سؤالكم الذي تناول أم الإمام علي، حيث سوف نتناول أهم المعلومات الواردة عنها -عليها السلام- راجين من الله ان يعيننا على تقديم ما يفيدكم، ويليق بمقام آل البيت الكرام.

من هي أُم الإمام علي عليه السلام

يأتي هذا السؤال، ويثير فينا الشجون، ويأخذنا إلى جذر هذا الدين ومنبعه، تلك الحقبة من الزمن، والتي تعتبر من أشرف الحقب، حيث بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، حاملًا رسالة السماء، رسالة من ربّ الأرباب لنا نحنُ التراب الحقير، والتي عُرفت بالعديد من الشخصيات الهامّة، والتي من أهمهم، السيدة فاطمة بنت أسد، أم الإمام عليّ، وأم النبي -بالرعاية- والتي كانت من أوائل المسلمين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم.

ونذكر عنها عليها السلام، أنها فاطمة بنت أسد، هي زوجة عمّ الرسول أبو طالب، وأم الإمام علي كرم الله وجهه، وثاني من أسلمت من النساء بعد خديجة بنت خويلد زوجُ رسول الله، كما وأنها الحادية عشر في المسلمين من الرجال والنساء، وأول وآخر النساء اللاتي يلدن في جوف الكعبة المشرفة، فهي واحدة من الأمهات المشرفات في التاريخ لإسلامي، ويكفي لها شرفًا رعايتها للنبي محمد والإيمان بدعوته.

توفيت فاطمة بنت أسد في السنة الرابعة للهجرة، ودفنت في البقيع، وقد أنجبت ستة أولاد: طالب، عقيل، جعفر الطيار، عليّ بن أبي طالب، جمانة، وأم هانئ.

الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-

في حديثنا عن سيدتنا فاطمة بنت أسد، زوجُ أبو طالب عم الرسول، وأم الإمام عليّ رضي الله عنه وكرم وجهه، كان لا بدّ لنا من الحديث عن واحد من أشرف أبناءها، وأهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، ألا وهو عليّ بن أبي طالب، إبن عم الرسول، وأول المسلمين من الصبيان وثالث المسلمين عمومًا، باب مدينة العلم، وأسد الله، والفارس المقدام، وصاحب الحقّ الهُمام.

يعتبر سيدنا عليّ واحد من أهم وأبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، لا سيما وأنه صاحب رسول الله منذ الصغر، والذي تربى في جوار النبي الكريم، وأوّل من عرف بتلقي النبي للرسالة، ونزول الوحي عليه، وأول من أسلم من الصبيان، وثالث من أسلم عمومًا أو حتى ثانيهم.

قضى سيدنا عليّ عليه السلام حياتهُ مدافعًا عن روسل الله ودينه، وهو أبو الحسنين؛ الحسن والحسين، والذي قال النبي في أحدهم: “حسين مني وأنا منه، حسين سبط من الأسباط”. وعرف علي بالعديد من السمات الهامة، لا سيما بلاغتهُ، وفصاحته، ونصرته للحقّ، وعلم الشرعي الواسع، حتى يقال أنه عقل لم يأتِ مثله.

توفي سيدنا علي في 21 رمضان لسنة 40 هجرية، والذي كان من أقواله: «أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه».

علي بن ابي طالب – ويكيبيديا

أقوال الإمام عليّ – كتاب نهج البلاغة

في حديثنا عن الإمام علي، وفي نعيم هذه الجنات العطرة من المعاني، والنسائم العبقة من السير، لا بدّ لنا من التعريج على واحد من أهم الكتب التي نُسبت للإمام عليّ، ألا وهو كتاب نهج البلاغة، ذلك الكتاب الذي يعدّ من أفصح ما كُتب وأكثره بلاغةً وحكمة، ذلك بالرغم من اختلاف بعض العلماء عن نسبتهِ للإمام عليّ، حيث يرى البعض أنها ينسب لغيره، لا سيما لعدم وجود أسانيد تتصل بالكتاب بالإمام علي، غير أن واحد من الأئمة الكبار أمثال محمد عبده، أثبت صحة نسبه لعليّ، كما وقام بشرحِ متنه.

وعرف الكتاب بمجموعة من الخطب التي وردت عن الإمام علي، ومجموعة أخرى من الحكم، والتي تصب في عمق المعرفة، حيث يتبين من خلال الكتب جزالة ألفاظ الإمام علي، ودقة معانيه، وعمق مبتغاه، وهو كتاب يشهد له العلماء، بضرورة قراءته، لا سيما لأنه من أعذب ما يقرأ، فهو يهب المعاني، بالإضافة لأنه يعلم الإنسان البلاغة، ومن هنا أصلًا، كان أسمه نهج البلاغة، لبلاغة الكتاب الكبيرة.

اقرأ أيضًا: ماذا يقال في عزاء الطفل الصغير

إلى هنا زورانا الأكارم، زائراتنا الكريمات، نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، والذي تناولنا لكم من خلاله جواب عن سؤالكم عن من تكون أم الإمام علي بن أبي طالب، كما وعرجنا بأهم المعلومات عن الإمام علي، كذلك عن كتابه نهج البلاغة، راجين من الله أن نكون قد وفقنا في تقديم ما يفيدكم.