إذا ترك القرآن ملقا، ولم يستخدم أو لم يتم الاعتناء به بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يتلف أو يتمزق. ولذلك يبحث المسلمون عن الطريقة المناسبة للتخلص من القرآن المهترئ، وهي الطريقة الأنسب للتخلص من رماده. ويتساءلون عن قرار حرق القرآن المتضرر.

كيف تتخلص من القرآن القديم

فإذا انكسر القرآن أو تلف لأي سبب من الأسباب، ويمكنك إصلاح الضرر الذي حدث، فهذا أفضل، وسيكون للمسلم أجر عظيم على عمله.

ولكن في بعض الأحيان يكون القرآن مهترئًا تمامًا ولا توجد طريقة تساعد على إصلاحه. ولذلك يرى بعض العلماء أن المسلم يستطيع أن يتخلص من هذا القرآن بعدة طرق:

أولاً: التخلص من المصحف القديم بحرقه

ويمكننا أن نقتدي بعثمان بن عفان رضي الله عنه عندما أمر بحرق القرآن في أيدي الناس بعد جمع مصحف الإمام وقصة عثمان الذي أعطى المصحف محترقا. رواه البخاري في صحيحه أحدهما.

ومما جاء فيه:

فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف حتى ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلتها حفصة إلى عثمان. وجاء زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوهم في القرآن، وأرسلهم إلى كل أفق بمصحف. من القرآن مما التقطوه، وأمر أن يحرق في كل صحيفة أو مصحف غير القرآن.

ثانياً: التخلص من المصاحف القديمة عن طريق الدفن

  • كان جمهور العلماء والمشايخ على قناعة بأن دفن المصحف التالف أو القديم من أفضل الطرق للتخلص من المصحف بشرط دفنه إما في المسجد أو في مكان طاهر ونظيف.
  • فإن غرض دفنه هو حفظه وحمايته من العار.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله):

وأما المصحف القديم الذي تمزق ولم يعد صالحا للقراءة فينبغي أن يدفن في مكان يحفظ فيه، كما يليق بكرامة جسد المؤمن أن يدفن في مكان يحفظ فيه.

ثالثاً: التخلص من المصاحف القديمة عن طريق تمزيقها

  • تعتبر من الطرق المسموح بها للتخلص من القرآن القديم، لكن من عيوبها أنها طريقة صعبة حيث تبقى بعض الكلمات والحروف واضحة ولا يمكن إتلافها بالكامل.
  • ولهذا السبب يقترح العلماء استخدام آلات تمزيق الورق. هذه تعمل لأنها دقيقة للغاية ولا تترك أي أثر للحروف أو أي شيء مشابه.

وكما أفاد الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) في فتاواه قال:

ويجب أن يتم التمزيق على جميع الكلمات والحروف، وهذا أمر صعب إلا إذا كان هناك آلة تمزيقها بدقة شديدة حتى لا تبقى صورة للحرف. فهذه طريقة ثالثة وهي جائزه.

هل يجوز حرق القرآن المدمر؟

Gelehrte waren sich einig, dass es zulässig ist, den beschädigten Koran zu verbrennen, um ihn zu bewahren und zu ehren, da der Gefährte Uthman bin Affan, möge Gott mit ihm zufrieden sein, zuvor den Koran verbrannt hatte, was er für nicht notwendig hielt إقامة.

كما اتفق المالكية والشافعية على هذا الرأي، على أنه يجوز للمسلم أن يحرق القرآن الذي تمزقت أوراقه أو تلفت. قال عنها ابن بطال رحمه الله :

“وفي أمر عثمان بإحراق الصحف والمصاحف، حيث يجوز حرق الكتب التي فيها أسماء الله تعالى، وأن ذلك لشرفها وحفظها من أن تُداس أو تُطرح في الأرض”.

كما ذهب بعض العلماء إلى أن القرآن الذي تعرض لبعض التلف من خلال التلف أو التمزيق، يمكن أن يتم تدميره بشكل دائم على يد المسلم بدفنه في مكان نظيف، وقد رأى ذلك كل من الحنفية والحنابلة.

ومن الجدير بالذكر أن حرق القرآن المقروء لا يجوز لحرمته. وقد اتفق بعض العلماء على أن حرق القرآن حياءً كفر.

هل يجوز حرق صفحات متفرقة من القرآن؟

وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاواه أنه إذا تمزق المصحف الشريف أو سقطت بعض أوراقه البالية فيمكن التخلص منه بطريقتين مختلفتين.

إلا أن ذلك يقتضي أن المسلم لم يعد قادرا على الاستفادة من القرآن الكريم، أي أنه أصبح في حالة لم يعد يستطيع القراءة منه.

من بعض فتاوى الشيخ ابن عثيمين المنشورة تحت عنوان الحكم في صفحات متفرقة من القرآن الكريم قال فيها:

“وأما هذه الأوراق الممزقة التي طلبها السائل، والتي لا يستفيد منها بقراءتها أي فائدة، فله في ذلك خياران: الخيار الأول: أن يدفنها في مكان نظيف طاهر، لا يتعرض للإهانة، فهو في المستقبل حسب رأي الفاعل. الطريقة الثانية: حرقه، ويجوز إحراقه، ولا بأس به.

ولما كانوا رضي الله عنهم في عهد عثمان رضي الله عنه جمعوا القرآن بكتابة قريش، أحرقوا كل شيء غير هذه الوحدة، وهذا دليل على الجواز من القرآن ليحرقه مما لا ينفع فيه شيء، ولكن أرى أنه إذا أحرقه ينبغي أن يدقه حتى يتفتت ويصير رماداً؛ وذلك لأن الحروف المحروقة من المطبوع تبقى ظاهرة بعد الاحتراق، ولا تختفي إلا إذا دقّت حتى صارت كالرماد».

كيفية التخلص من رماد القرآن

ويمكن للمسلم أن يتخلص من رماد القرآن بإلقائه في مكان ما، لكن هذا لا يجوز إلا في حالة عدم وجود أثر للحروف فيه. وإذا أحرق المسلم المصحف التالف ولم يبق منه إلا رماده فلا إثم عليه إذا لم يدفن هذا الرماد.

أو حتى ألقاها في مكان ما ما دامت الحروف التي عليها غير ظاهرة، لأن الأصل هو احترام الأوراق التي تحتوي على اسم الله تعالى وكلامه وعدم تعريضها للعار وفي حالة حرق هذا. يتحقق.

سئل الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله عن أوراق ذكر الله تعالى. وهل حرقها ونثرها مضر؟ فأجاب الشيخ: نثر الرماد لا يضرها إذا احترقت.

أما إذا بقيت آثار على الورقة بعد حرق الحروف، فيجب تفتيت الأوراق وتمزيقها حتى تصبح رماداً لإخفاء هذه الآثار.

وقد جاء عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه قال في تعليقه على الموضوع :

ولكن أرى أنه إذا أحرقه فإنه يجب أن يسحقه حتى يتفتت ويتحول إلى رماد. وذلك لأن الحروف المحروقة من المطبوع تبقى ظاهرة بعد الحرق، ولا تختفي إلا بدقها حتى تصير رماداً كالرماد.” والله أعلم.

يعد القرآن الكريم أحد الكتب الدينية السماوية المقدسة التي يحترمها المسلمون ويريدون حفظها من أي ضرر قد يصيبه. ومع ذلك، يمكن أن يتعرض لأضرار غير مقصودة. ومن الشرف إذن التصرف في القرآن بما لا يسيء إليه.