علاقة تنشأ بين كائنين حيين بحيث يستفيد كل منهما من الآخر. إذن ما هذا؟ هل هي طفيلية أم تكافل؟ هل هو التعايش أم المنفعة المتبادلة؟ فعلت جيدا! الجواب هو المنفعة المتبادلة!

علاقة موجودة بين كائنين حيين، علاقة منفعة متبادلة

التبادلية هي عملية تسمح لكائنين بالاستفادة المتبادلة والحصول على ما يحتاجان إليه.

  • يعتبر الزقزاق والتمساح مثالًا رئيسيًا على هذا النوع من العلاقات.
  • خلال هذه العلاقة يترك التمساح فمه مفتوحا ويدخل الزقزاق ليتغذى على بقايا اللحوم التي تراكمت في أسنان التمساح. يستفيد التمساح من تنظيف أسنانه بينما يحصل التمساح على الطعام.
  • التبادلية هي شكل من أشكال التعاون والتكافل بين كائنين من نوعين مختلفين، حيث يعتمد كل طرف على الآخر من أجل البقاء.
  • ولذلك فإن التبادلية هي علاقة تكافلية يتفاعل فيها كائنان مختلفان لتحقيق مصالحهما المشتركة.
  • على عكس العلاقات الأخرى مثل التطفل والتعايش، حيث يستفيد أحد الطرفين على حساب الآخر، فإن المعاملة بالمثل لها أهمية كبيرة في توفير المأوى والحماية والتغذية والإنجاب.
  • وهناك أمثلة كثيرة على هذه العلاقة، مثل علاقة سمكة المهرج بشقائق النعمان البحرية، وعلاقة قرش الليمون بسمكة الريمورا، وعلاقة نبات الأشنة بالطحالب والفطريات، وعلاقة البكتيريا بتلك التي تساهم في تثبيت النيتروجين، علاقة الإنسان بالبكتيريا الموجودة في جسمه.

ما الفرق بين المنفعة المتبادلة والتطفل؟

التطفل هو اكتساب غير مبرر وميزة فردية على حساب الآخرين.

في هذا النوع من العلاقات، يستفيد أحد الكائنات الحية بشكل مباشر من تلقي الموارد الضرورية أو الكافية التي يحتاجها بينما يتضرر الكائن الحي الآخر.

ويُعد القراد الغزالي الطفيلي مثالًا بارزًا على هذا النوع من العلاقات، حيث يمتص القراد دم الحيوان الذي يرتبط به، وبالتالي يحصل على العناصر الغذائية التي يحتاجها.

ما يميز هذا النوع من الطفيليات هو أن القراد يحمل مرضًا يسبب مشاكل في الكلى ومضاعفات في القلب وتلف المفاصل. ويعرف هذا المرض باسم مرض لايم. بعد أن يمتص القراد الدم من الكائن الحي، فإنه يتلقى العناصر الغذائية التي يحتاجها، وفي الوقت نفسه، ينتقل المرض إلى الكائنات الحية الأخرى.

وبالتالي فإن التطفل يختلف عن علاقة المنفعة المتبادلة التي يستفيد فيها كل طرف من الطرف الآخر بشكل متبادل ومتساوي، في حين أن التطفل ينطوي على تأثير سلبي على الطرف الآخر دون أن يستفيد الطرف الآخر من العلاقة.

ما الفرق بين المنفعة المتبادلة والتعايش؟

  • تشير التبادلية والتكافل إلى نماذج مختلفة من العلاقات بين الكائنات الحية.
  • التكافل هو نوع من العلاقة التي يستفيد فيها كائن حي دون الإضرار بالآخر.
  • في هذا النوع من العلاقات، تتعايش الريمورا مع الحيتان وأسماك القرش وغيرها من الكائنات البحرية الكبيرة.
  • تمتلك سمكة الريمورا زعانف ظهرية تسمح لها بامتصاص أسطح هذه المخلوقات العملاقة والتشبث بها.
  • عندما تلتصق أسماك الريمورا بأجسام الحيتان وأسماك القرش وغيرها، فإنها تتغذى على بقايا الطعام الموجودة على أجسامها دون الإضرار بها.
  • وهذا يمنح الريمورا العناصر الغذائية التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة، في حين أن الحيتان أو أسماك القرش لا تتأثر سلبًا بهذا التعايش.
  • يوفر هذا النوع من العلاقات فوائد للريمورا دون آثار سلبية على الكائنات الحية الأخرى.
  • في المقابل، يشير مصطلح “المنفعة المتبادلة” إلى نوع العلاقة التي يكون فيها للطرفين المشاركين في العلاقة منافع متبادلة. في هذا النوع من العلاقات، يستفيد كل طرف من موارد أو خدمات الطرف الآخر، مما يؤدي إلى توازن متبادل وتعاون متبادل المنفعة.

أمثلة على المنفعة المتبادلة بين الحيوانات

  • تعد العلاقة بين سمكة المهرج وشقائق النعمان البحرية واحدة من أفضل الأمثلة المعروفة على التبادلية في البيئة البحرية.
  • في هذه العلاقة يستفيد كل من سمكة المهرج وشقائق البحر من الآخر، وهذه العلاقة ذات أهمية كبيرة لكليهما.
  • تعيش أسماك المهرج بشكل دائم في مخالب شقائق النعمان البحرية لحماية نفسها من الأعداء البحريين الآخرين.
  • وفي المقابل، تحصل شقائق النعمان على خدمات التنظيف والحماية من سمكة المهرج. يحتفظون بشقائق النعمان على الصخور ويستخدمون مخالبهم السامة للقبض على الفريسة.
  • ومع ذلك، فإن سمكة المهرج محصنة ضد هذه السموم وتقوم بتطهير شقائق النعمان منها.
  • بالإضافة إلى ذلك، تحمي مخالب شقائق النعمان سمكة المهرج من الطفيليات الضارة. ولتقوية هذه العلاقة، تستخدم سمكة المهرج شقائق النعمان لجذب الحيوانات البحرية الأخرى.
  • باختصار، تعكس العلاقة بين سمكة المهرج وشقائق النعمان البحرية تبادل المنفعة المتبادلة بين الكائنين، حيث يتلقى كل منهما الحماية والتنظيف والتغذية من الآخر، مما يحسن بقائهما في البيئة البحرية.

عزيزي القارئ، إن العلاقات بين الحيوانات تظهر تنوعاً رائعاً في التفاعلات والتعاون. سواء كان ذلك تبادلًا متبادل المنفعة، مثل سمكة المهرج وشقائق النعمان البحرية، أو التعايش السلمي.

وتساهم هذه العلاقات في استدامة النظم البيئية وتحسين بقاء الكائنات الحية. ومن خلال فهم هذه العلاقات، نكتشف جمال الحياة البرية وتوازنها وندرك أهمية حماية هذه العلاقات القيمة والحفاظ عليها من أجل مستقبل الأنواع وكوكبنا.