وخير ما نبدأ به مقالنا “فضل قيام الليل وصلاة الوتر” اليوم هو: نزول الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن ربنا تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إذا بقي ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا فيقول: من يدعوني فأدعوه». أستطيع أن أجيب عليه؟ من؟ يطلب مني أن أعطيه؟ من يستغفرني حتى أغفر له؟

فضل صلاة الليل وصلاة الوتر

أثنى الله تعالى على القائمين من الليل، ووعدهم بالأجر والأجر العظيم. قال الله تعالى في سورة السجدة: “تتجافى جنوبهم عن المضاجع”. يدعون ربهم خوفا وطمعا وغير ذلك ولقد أعطيناهم الهدية التي يقدمونها. * فلا يعلم أحد ما وُفي عنهم من قرة أعينهم جزاءً على ما فعلوا من قبل. “”فإن لله دور الإنسان الذي يسهر الليل ويتواضع، وهو يقف أمام ربه”” فيصرخ خوفاً من الحساب ورجاءً رحمته تعالى، ويرفع يديه إلى السماء رجاء أن يستجيب الله دعاءه فيقرّ بذلك عينيه.

فضل قيام الليل

العجب أن من له حاجة ودعوة ينتظر بفارغ الصبر أن تتحقق ولا يستيقظ في الليل!!

  • أثنى الله تعالى على مصلي الليل ووصفه بالتقوى والإيمان. قال الله تعالى في سورة السجدة: “إنما الذين آمنوا بآياتنا إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوها يحمدون ربهم ولا يستكبرون”. تتجافى جنوبهم عن المضاجع ويدعون ربهم خوفا. وينفقون طمعا ومما رزقناهم. فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعينهم جزاء بما كانوا يعملون.
  • إن قيام الليل بالإخلاص والتقوى والإيمان يكون سبباً للنجاة من النار يوم القيامة وفوزاً بالجنة. قال الله تعالى في سورة الذاريات: “إن المتقين في جنات وعيون”.
  • قيام الليل يقوي الإيمان في قلب المؤمن، ويحسن حاله، وتعينه على عمل الخير، ويبارك له ماله وولده وعمره.
  • ثم إن قيام الليل سبب مهم لضرورة محبة الله عز وجل لعبده، وتقريبه إليه، ورعايته، وإجابة دعائه.
  • ومن فضائل قيام الليل حماية المؤمن من الفتن وإزالة الحزن والخوف من قلبه.
  • ثم إن أفضل ما يقال عن صلاة الليل هو نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ويعتبر هذا أفضل وقت لقيام الليل والناس نيام وقد فعلت ذلك أيضاً. لقد اختارك الله لتقوم وتقف أمامه وتطلب منه ما تريد حتى يعطيك. حتى تستغفره فيغفر لك، تتوب إليه فيتوب عليك. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من ينادي؟» حتى أجيبه؟” من يطلب مني أن أعطيه؟ يستغفرني فأغفر له».
  • ومن صلى في الليل فضله الله تعالى على سائر العباد وأجره عنده تبارك وتعالى. قال الله تعالى في سورة الزمر: «فمن أطاع وسجد وقام من الليل فقد حذر منه في الآخرة ورجاء رحمة ربه.* قل هل هم الذين يعلمون والذين هم يعلمون» لا أعرف نفس الشيء؟ لا يتذكرها إلا الذين يفهمون.”
  • كما ذكر خاتم النبي والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل».
  • وأوضح صلى الله عليه وآله وسلم أن قيام الليل عز وشرف للمؤمن، فهو دليل وبرهان على محبته لله تبارك وتعالى، وإيمانه به. له وإخلاصه له، فيكافئه الله تعالى برفع مكانته ومكانته، ولذلك فإن قيام الليل من الفضائل المطلوبة لذلك. وينبغي للمسلم أن يغار منهم، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه عن سيدنا جبريل عليه السلام: «شرف المؤمن أن يكون فيقوم يصلي بالليل».
  • كما أوضح صلى الله عليه وآله وسلم أن قيام الليل سبب لحصول العبد على رحمة ربه وأيضا رحمة الأمة. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ زوجته فصلى عليها. فإذا رفضت رش الماء على وجهها. رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى. فإذا أبى رشت على وجهه الماء».

فضل صلاة الوتر

يتفق المحامون والعلماء على أن وقت صلاة الوتر يبدأ بعد صلاة العشاء وينتهي عند الفجر. وقد ورد في فضل صلاة الوتر ما يلي:

  • ومن أسباب عظمة صلاة الوتر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحافظ عليها. وكان لا يترك صلاة الوتر لا في البيت ولا في السفر. وهذا مما يؤكد بلا شك فضل صلاة الوتر وعدم تركها، كما ثبت في حديث عائشة. قالت رضي الله تعالى عنها: «رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» كان أهلها يصلون بالليل إحدى عشرة ركعة ويوترون بواحدة منها. فلما فرغ استلقى على جنبه الأيمن حتى أتاه المؤذن فصلى ركعتين خفيفتين» كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها. قال الله تعالى عنهم: «كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي وأنا متربع عليه» فإذا أراد أن يوتر استيقظ فصلينا أنا وهو الوتر».
  • وقد أوصى النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أبا هريرة رضي الله تعالى عنه أن يحافظ على صلاة الوتر ولا ينام حتى يصلي الوتر. قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: «أوصاني صديقي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، والنوم بعد الوتر».
  • ومما يؤكد فضل صلاة الوتر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “يا أهل القرآن أوتروا فإن الله يوتر يحب”. “صلاة الوتر”، حيث يقصد بحديث “أهل القرآن” جميع المسلمين، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم أبرزهم بهذا الوصف للدلالة على أنهم يريدون طاعتهم لتقوية الله على ذلك. ينال محبته ورضاه ومغفرته تعالى.

المحافظة على فضل قيام الليل والوتر وصلاة التطوع

إن قيام الليل وصلاة الوتر خاصة والتطوع عموماً من أفضل أعمال العبد بعد أداء الفريضة، التي يتقرب بها إلى ربه النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيتي، قال في الحديث القدسي: “”من عادى أحداً من أصحابي فقد جعلته جرباً، ولا يقربني عبدي بشيء أنا أهم منه مما هو عليه”.” وما زال عبدي يتقرب إلي بالطاعات حتى أحبه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني كنت له أعط، فإن استعاذ مني لأتعوذ به، ولا أتردد في شيء أفعله، إني متردد فيما يهم نفس المؤمن. يكره الموت وأنا أكره مسه».

وفي الختام نرجو من الله عز وجل أن يوفقنا للمحافظة على قيام الليل وصلاة الوتر حتى ننال الأجر والثواب الجزيل، ونفوز بالجنة، وننال البهجة عند الله عز وجل في الدنيا والآخرة.