جنون العظمة هو مصطلح تاريخي مشتق من الكلمة اليونانية “جنون العظمة” وتعني “العظمة القهرية”، ويصف حالة من الاعتقاد يبالغ فيها المصاب بوصف نفسه بطريقة تناقض الواقع، كأن يدعي أنه يتمتع بقدرات غير عادية رهيبة، علاقات مهمة، أو مبالغ ضخمة من المال، أو مواهب فريدة. لا يوجد أحد لديه هذا، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن كيفية التعامل مع مريض جنون العظمة.

ما هو جنون العظمة؟

قبل الإجابة على سؤال كيفية التعامل مع مريض البارانويا، لا بد من تعريف هذا المرض بتعريفه الصحيح، إذ من الممكن أن تختلط التعريفات عند بعض الأشخاص. مرض البارانويا هو مرض عقلي، أي حالة ذهانية مستمرة تتميز بالهذيان المنتظم والمستمر الذي تسيطر فيه مجموعة على المصاب. ومن “المعتقدات الراسخة” التي يركز فيها مريض الارتياب على مشاعر الاضطهاد والعظمة، أنه يواجه مجموعة من الأفكار المسيطرة التي تسبب الهذيان، لكنها ليست مرتبطة بالهلوسة. ومن الجدير بالذكر أن كلام المريض يبدو منطقياً، حيث أن جنون العظمة هو الإيمان القوي بفكرة ما. كاذبة، وبالتالي فهي حالة نفسية يكون لدى المريض فيها نظام أيديولوجي معقد يدور حول العديد من الأوهام الواقعية التي يقتنع فيها المريض بأنه يتعرض للاضطهاد والقمع من الآخرين والسبب في ذلك هو أنه شخص مهم جدا وعظيم جدا!

جنون العظمة: هذه عملية فكرية أو غريزية يُعتقد أنها تتأثر بالخوف أو القلق لدرجة أنها تسبب اللاعقلانية والأوهام.

كيفية التعامل مع مريض الارتياب

في الواقع، ولن أخبرك سراً، ليس من السهل على الإطلاق مساعدة شخص يعاني من جنون العظمة، حيث أن هذا المريض لا ينظر إلى محيطه كما تفعل أنت وغيرك من الأشخاص الأصحاء، وهذا يرجع إلى طبيعته. الأوهام والشكوك والخوف المفرط من البيئة المحيطة به. لذا، إذا وجدت نفسك في موقف يتطلب التعامل مع مريض جنون العظمة، يجب أن تمتلك الصفات التالية قبل البدء بمساعدتك:

  • الصبر.
  • حكمة.
  • تعاطف.
  • قوة الشخصية .

إذا كنت تتمتع بالصفات الأربع المذكورة أعلاه، فيمكنك مساعدة مريض مصاب بجنون العظمة.

1- قم بالبحث أولاً

  • لا تفكر في الاقتراب من مريض مصاب بجنون العظمة دون تثقيف نفسك أولاً حول هذا الموضوع.
  • يجب عليك قراءة مقال كامل ومفصل عن المرض وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه وغير ذلك الكثير.
  • يمكنك التواصل مع الطبيب الذي يتابع حالة المريض وسؤاله عن الأعراض التي ظهرت أو قد تظهر ونوع العلاج الذي تم إجراؤه وكيفية مساعدته على التعافي.

2- تشجيع المريض على طلب العلاج

  • المريض المصاب بجنون العظمة هو شخص لا يثق بالآخرين على الإطلاق. ولذلك فإن مهمة إقناعه بالخضوع للعلاج تعتبر مهمة مستحيلة وتمثل تحدياً كبيراً، لأننا نتعامل مع شخص لا يرغب في تناول الأدوية اللازمة أو حتى حضور الجلسات.
  • لذلك، من المهم ألا تضغطي عليه لإقناعه بالخضوع للعلاج، وإلا فإنه سيضيفك إلى قائمة الأشخاص الذين لا يستحقون ثقته.
  • فقط شجعيه على مواصلة مرحلة العلاج.

3- لا تتجادل مع مريض الارتياب

أحد الإجابات لكيفية التعامل مع مريض الارتياب هو تجنب الجدال معه. أي أنه عندما يعبر مريض الارتياب عن أفكاره ومعتقداته الوهمية، استمع بعناية وهدوء إلى حديثه دون أن تجادله، حيث أن الأحداث الوهمية التي تؤدي إلى كونها غير منطقية وغير حقيقية هي أحداث حقيقية متتابعة بالنسبة له. الجدال يمكن أن يزيد من مستوى مرضه وبالتالي عدم ثقته بالآخرين وأيضاً بنفسه، فهو لا يتقبل بيئته القريبة ويشعر أن لا أحد يفهمه.

4- التحدث بوضوح كيفية التعامل مع مريض جنون العظمة

  • الكلمات البسيطة والجمل البسيطة التي لا يمكن تفسيرها إلا بطريقة واحدة يمكن أن تقلل من القلق بشأنها.
  • لذلك، من المهم أن تعبر عن مشاعرك بوضوح عند التحدث إلى مريض مصاب بجنون العظمة.
  • كما يجب عليك تبديد وإزالة كافة الشكوك حولك من خلال إعطائه التوضيحات والمعلومات الكافية قبل مغادرته حتى لا تتفاقم حالته أو تتفاقم.

5- اتباع نظام الأسئلة المفتوحة

إحدى طرق التعامل مع المريض المصاب بجنون العظمة هي طرح أسئلة مفتوحة. اطلب من المريض أن يخبرك عن أوهامه، وأسباب عدم ثقته بالآخرين، ومخاوفه. سيساعدك هذا على فهم مصدر أوهامه وشكوكه. مما يتيح لك القدرة على القضاء عليها وتزويد نفسك بالأمان والطمأنينة. يمكنك مثلاً أن تسأليه: “لماذا تعتقدين أن الآخرين يريدون إيذاءك؟”، وعليك الابتعاد عن الأسئلة المغلقة، التي تكون إجابتها بنعم أو لا.

6- تقبل مخاوفه كما هي ولا ترفضها

يجب أن تتفهم مشاعر مريض الارتياب مهما بالغ في أقواله حول تعرضه للخطر أو التهديد. أي عليك أن تجعله يشعر أن ما يشعر به حقيقي وأن الأحداث حقيقية، أحداث متتابعة. فهو دائما يتخيل الأوهام ويختلق الأحداث ويصدقها. يمكنك مساعدته في التغلب على مخاوفه من خلال:

  1. دعم الثقة بالنفس.
  2. شجعيه على التأكيد على نقاط قوته.
  3. امتدح صفاته الإيجابية.
  4. أبعديه عن أي شيء يخافه، مهما وجدته تافهاً وبسيطاً، مثل: خوفه من القطط.
  5. شجعيه على تبني السلوكيات الإيجابية.

أسباب جنون العظمة

وبعد الحديث عن كيفية التعامل مع مريض جنون العظمة سنتناول أسباب هذا المرض والتي تنقسم إلى:

1- أسباب عائلية ووراثية

وقد لوحظ بوضوح أن هناك العديد من الاضطرابات النفسية وكذلك العديد من السلوكيات المعيبة في أسر المرضى الذين يعانون من جنون العظمة. ويمكن أن تكون هذه العوامل وراثية أو مكتسبة للأسباب التالية:

  1. اضطرابات في الجو العائلي.
  2. الهيمنة في الأسرة.
  3. التوتر المفرط.
  4. الانعزالية.

2- أسباب عضوية

  • هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض “جنون العظمة”، مثل أقراص الهلوسة والأمفيتامينات.
  • يمكن أن يحدث بسبب إعاقة جسدية مثل الصمم أو شلل الأطفال أو العمى.
  • ويلاحظ أيضاً أن «الإعاقة الجزئية» أكثر دراماتيكية من أعراض «العجز الكلي».

3- أسباب نفسية

قد يواجه الإنسان في حياته صدمة كبيرة تمثل اهتزازاً عميقاً بداخله، مثل: ب. حالات الفشل أو حتى الصراع النفسي الداخلي بين رغبات النفس في إشباع مخاوفها.

أعراض جنون العظمة

الحديث عن التعامل مع مريض جنون العظمة يعني معرفة أعراض هذا المرض بالتفصيل وبشكل كامل. الأعراض هي كما يلي:

  • يتحدث مريض الارتياب كثيرًا ولا يتوقف عن الكلام أبدًا. ستراه ينتقل من محادثة إلى أخرى دون ربط المحادثات.
  • يتحرك كثيرًا دون أن يشعر بالتعب أو أخذ قسط من الراحة.
  • لا ينام جيداً، وقد يبقى مستيقظاً لعدة أيام ويصبح متعباً للغاية.
  • يؤثر هذا المرض على جميع الأعمار ويمكن أن يحدث لدى الأشخاص الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية أو أكاديمية عالية.
  • قد يدعي المريض أنه شخصية سياسية مهمة، أو وزير، أو ملك أو حتى أمير، أو مبتكر اكتشافات علمية عظيمة.
  • فلا تتفاجأ إذا سمعت يومًا ما أن مريضًا أصبح طبيبًا في تخصص معقد. قد يقوم بدور طبيب لامع في قرية بعيدة عن محيطه، لينتهي به الأمر في مستشفى للأمراض النفسية عندما يتم اكتشاف حالته.

منذ عقود مضت، حدثت حادثة طريفة في السودان. حدثت تغييرات وزارية في البلاد. جاء رجل يرتدي ملابس فاخرة إلى وزارة المالية ليخبر الحراس أنه وزير المالية الجديد للوزارة. فصدقه الجميع، وذهب هذا الرجل إلى مكتب الوزير وجلس على كرسيه بفخر. لكن لا شك أن القضية انتهت بعد وقت قصير عندما جاء وزير المالية الحقيقي ونقل المريض إلى مستشفى الأمراض النفسية.

وأخيرًا، يمكن أن يكون جنون العظمة أحد أعراض الفصام، حيث يعتقد المريض أنه المهدي المنتظر أو النبي عيسى ابن مريم. لذلك من المهم جداً عدم التلاعب به ومعاملته بالحكمة والصبر والحنان.