ربما التقى كل واحد منا بأشخاص من الصم والبكم، أشخاص يستخدمون الإشارات للتعبير عما يريدون قوله، لكن هل تساءلت يومًا عن كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص بشكل صحيح، وبطريقة وطريقة التعامل معهم؟ لا يجرح مشاعرهم ويشعرهم… وكأنهم مثلنا لا فرق بيننا وبينهم. ولهذا قررنا في مقال اليوم أن نتحدث عن التعامل مع الصم والبكم.

الصم والغباء

قبل أن نتحدث عن التعامل مع الصم البكم، علينا أن نوضح من هم الصم البكم. الصم البكم هم الأشخاص الذين لا يستطيعون السمع أو التحدث لأنهم يتعرضون للعديد من المضاعفات أثناء ولادتهم في الرحم كأجنة. تحدث هذه المضاعفات في مراكز السمع والكلام في الدماغ وبالتالي يولدون دون القدرة على الكلام أو السمع. ولكن من الممكن ملاحظة هذه الحالات في الأشهر القليلة الأولى، ولا يمكن تقديم المساعدة الطبية للأطفال، إذ يمكن علاج بعضهم. المعينات السمعية تهدف إلى زيادة أداء السمع، لكن للأسف هذا الخيار لا يصلح للآخرين، ولأن هؤلاء الأشخاص يعانون من سوء معاملة المجتمع لهم بشكل مبالغ فيه، قررنا أن نوضح للجميع كيفية التعامل مع الصم والبكم.

كيفية التعامل مع الصم والبكم

ستجد أدناه سلسلة من النصائح والإرشادات العامة التي توضح الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصم والبكم.

1- الاحتواء

وتعتبر كلمة “الاحتواء” هي الكلمة السرية في التعامل مع الصم والبكم. بمجرد أن يحتوي الفرد على الشخص الذي يعاني من الصمم والبكم ويشعره بأنه إنسان عادي وأنه شخص مفيد للمجتمع، فإن ذلك الشخص الذي يعاني من الصمم والبكم يكون مفيداً لنفسه ولكل من حوله و يصبح بسرعة أفضل شخص في الحياة.

2- الاحترام

علامات كيفية التعامل مع الصم والبكم تشمل “الاحترام”. وهذا يعني التعامل معهم بلطف ورقي، كما يتعامل المرء مع أفراد المجتمع. ولا يجوز معاملتهم بأسلوب الاحتقار والدونية الذي يشعرهم بأنه لا قيمة لهم في حياتهم. هذا “الاحترام” الأخلاقي الكبير يتحول… لقد حول الأصم والبكم إلى إنسان منفتح على الحياة، يثق بنفسه ويحبها.

3- الصم والبكم غير معاقين

من أكبر المفاهيم الخاطئة عن الصم أنهم معاقين، لكن هذا غير صحيح على الإطلاق! بل يجب على جميع أفراد المجتمع أن يتذكروا أن الصم والبكم ليسوا من ذوي الإعاقة. المعاق هو من يكون معوقاً عقلياً وفكرياً وليس جسدياً. هناك العديد من الأشخاص الناجحين والمنتجين على كافة المستويات وفي مختلف المجالات وهم من الصم والأغبياء! فلا عجب أن يتفوق الصم والبكم في مجال يجمعهم!

4- التعرف على آليات التعامل مع الصم والبكم

النصائح العامة للتعامل مع الصم والبكم تتضمن معرفة آليات عملهم والتعرف عليها، أي أنك من الأشخاص الطبيعيين الذين يتعاملون مع الصم والبكم. عليك أن تتعلم إتقان لغة الإشارة لأنها أفضل وسيلة للتواصل معهم، ولهم معك أيضًا. لا يمكنك أن تفهم ما يريدون قوله أو تفهم ما تريد قوله إذا لم تتعلم هذه الآلية، ولكن هناك الكثير ممن يحتجون على تعلم هذه الآلية، لذلك نرد على احتجاجهم بالقول: “كيف يمكن للأبكم والأصم أن يقولوا” يتعلم الإنسان لغة الإشارة إذا كنت أنت الذي تتكلم وتسمع ولا تستطيع إتقانها؟”.

5- لا تأسف عليهم

من أهم الأشياء التي يجب معرفتها عند التعامل مع الصم والبكم هو عدم الشفقة عليهم. وعلى عكس ما يعتقده البعض، فهو يشعرهم بالنقص ويلحق بهم ضرراً نفسياً شديداً. كيف يمكن للأصم والبكم أن يحسن سلوكه؟ مشاعره عندما يجد أن الناس من حوله يعاملونه كشخص معاق فقير وبائس؟ يجب على الجميع أن يشعر بالأسف عليه ومساعدته.

6- الصم البكم ليسوا مرضى أو وبائيين

معظم أفراد المجتمع العقلاء والطبيعيين يتفاعلون مع الصم والبكم بطريقة رسمية، ويضعون حدودًا ومسافات طويلة في تعاملهم معهم، وكأن أي شخص يقترب منهم سيصاب بعدوى الصم البكم! ولذلك فإن من النصائح عند التعامل مع الأشخاص الصم والبكم هو التعامل معهم بالحب وعدم التسبب لهم بالأذى النفسي.

7- الصم والبكم ليسوا خائنين ولا خائنين

نعم أيها الأقوياء، إن الصم والبكم ليسوا خائنين ولا خائنين. وهم أصدق الناس في أفعالهم وأقوالهم وأصدقهم. وهم جماعة لا تخون.

8- الصم والبكم أناس عاديون

أهم نصيحة للتعامل مع الصم والبكم هي معاملتهم كأشخاص عاديين. وهذه النصيحة يتبعها كل محاسن الأخلاق والعادات الحميدة في التعامل معهم، فهم أصحاب مشاعر ولهم أحلام وطموحات. لديهم نقاط ضعف ونقاط قوة، تمامًا مثل أي شخص عادي.

قواعد السلوك عند التعامل مع الصم والبكم

تتضمن تعليمات التعامل مع الصم والبكم أفضل قواعد السلوك للتعامل معهم بحساسية:

  • لا تنظر بعيدًا عن الشخص الأصم أو الأبكم عندما يتحدث.
  • لا تتجاهل الأصم والبكم خوفاً من عدم فهمه، فهو يعرف تماماً كيف ينقل المعلومات.
  • إذا لم تحرك رأسك، فهذا يعني أنك فهمت إشاراته ولكن ليس نواياه. لقد جرحت مشاعره بهذا التصرف.
  • قلل من سرعة الكلام وحرك شفتيك بشكل جيد، حيث أن الأشخاص الصم والبكم غالباً ما يفهمون حركة الشفاه.
  • ولا توجه الحديث إليهم إلا إذا كانت الشفاه مكشوفة تمامًا للصم والبكم.
  • ولا حرج في تزويدهم بالقلم والورقة حتى يتمكنوا من رسم ما يريدون قوله.
  • إنهم لا يدركون مدى صعوبة فهمهم.
  • التزام الهدوء عند التحدث إلى الأشخاص الصم والبكم.
  • وتعلم لغة الإشارة هو وسيلة إنسانية للتعامل معهم.
  • لا تستخدم الجمل الطويلة.
  • الأحاديث العفوية والمرح معهم.

لغة الإشارة للصم والبكم

وبعد الحديث عن كيفية التعامل الصحيح مع الصم والبكم، نأتي ببعض المعلومات عن لغة الإشارة. ظهرت لغة الإشارة للصم والبكم لأول مرة في إسبانيا، مما يجعلها أول لغة ظهرت وبالتالي أقدم لغة للتواصل مع الصم والبكم. ولا يقتصر الأمر على حركات الأصابع واليدين فحسب، بل يشمل أيضًا حركات الشفاه وتعبيرات الوجه، وهذا أمر جدير بالذكر. تختلف لغة الإشارة من ثقافة بلد إلى آخر حيث يعيش الصم والبكم، وأهم ما يجعل لغة الإشارة للصم والبكم خصوصية الأشخاص البكم أنهم يعبرون عن احتياجاتهم ومشاعرهم مع بعضهم البعض و محيطهم وكذلك تعزيز اندماجهم في مجتمعهم.

ثم وصلنا اليوم إلى نهاية مقالتنا ومن المهم أن نتذكر أن الصم والبكم ليسوا معوقين، بل إن الأشخاص المعاقين هم معوقون عقليًا وإراديًا ووظيفيًا. عقلهم سليم ولهم إعاقة، وهم إرادة حديدية تمكنهم من التغلب على الصعوبات والتحديات مهما كانت، ودليل للجميع أنهم لا يشكلون عبئا على أحد، بل هم أشخاص منتجون ونشطون الذين مفيدة لأنفسهم ولمن حولهم.